تحدث متخصص في التطرف الشديد والقضايا الأمنية في منطقة الساحل، محمد سوادوغو إلى وكالة "سبوتنيك"، قائلا:
"إن السكان قد تواصلوا مع الجماعات المسلحة لوقف الهجمات الإرهابية، وكان مطلبهم هو تدريس اللغة العربية في المدارس كشرط أساسي لوقف هذه الهجمات".
وكانت هذه الاعتداءات والهجمات الإرهابية تستهدف الأطفال والمعلمين وتجنيدهم إجباريا في صفوف الجماعات المسلحة وكذلك اغتصابهم وقتلهم.
وبالإضافة إلى هذا، فإنهم يستخدمون المدارس لأغراض عسكرية ومعسكرات مؤقتة في بوركينافاسو، حيث تم إغلاق 2200 مدرسة، ما أدى إلى حرمان 300 ألف تلميذ من الدراسة والتعليم.
المدرسة رمز الدولة
وفقا للتقرير الرئيسي للائتلاف العالمي لحماية التعليم من الهجمات الإرهابية (GCPEA)، وقع أكثر من 430 هجوما ضد التعليم في وسط الساحل بين عامي 2015 و2019.
وبحسب المختص محمد سوادوغو فإن "استهداف المدارس وخاصة الطلاب مفيد للإرهابيين بطريقتين، بحيث أن "المدرسة هي رمز الدولة وهي الرمز الوحيد المتبقي في المناطق النائية حيث الدولة غائبة".
فقد بدأت الجماعات المسلحة في مهاجمة المعلمين والمدارس في بوركينافاسو، مستشهدة بمعارضتها للتعليم والمؤسسات الحكومية "الفرنسية" أو "الغربية".
هل تعليم اللغة العربية مفتاح للسلام؟
أكد سوادوغو أنه قبل وقت ليس ببعيد، تمكن السكان من التواصل مع هذه الجماعات المسلحة ومعرفة مطالبها التي يمكن أن تؤدي إلى السلام، ووفقا له "سيكون تدريس اللغة العربية في المدرسة من بين التخصصات الأخرى".
وقال: "ربما نحتاج إلى دمج مدرسة فرنسية عربية، يمكن أن تكون حلا وسطا، مما يسمح بإعادة فتح مدارس معينة، لأنه تم فتح بعض المدارس لكن بشرط أن يتم تدريس اللغة العربية".
وتابع: "أعتقد أنه إذا تم فتح مدارس بشرط أن يتم تدريس اللغة العربية فيها، سيكون ضررا أقل، بدلا من ترك هؤلاء التلاميذ دون دعم ودون تعليم".
وأضاف: "هذا ما سيجبرهم في النهاية على الانضمام إلى هذه الجماعات الإرهابية المسلحة".
الحكومة تفشل في توفير الأمن
واجهت بوركينا فاسو على مدار سنوات مناخا من انعدام الأمن، مع وقوع خمس إلى ثماني هجمات في الأسبوع، بما في ذلك الهجمات على المدارس.
وقد أوضح سوادوغو بأن "الحكومة غير قادرة على توفير الأمن، لأن قوات الدفاع لديها تغطية إقليمية ضعيفة، خاصة في شرق وشمال الساحل".
وقال: "كانت قوات الأمن هي الهدف الأول للجماعات الإرهابية، فهي تتعامل أولا مع بقائها والدفاع عنها وكان عليهم تقليل عدد المعسكرات للدفاع عن أنفسهم بشكل أفضل، مما أدى إلى سقوط ضحايا أقل من جانب الجيش، ولكن ضحايا بشكل أكبر من جانب السكان".
وقال سوادوغو: "إنه كثيرا ما يتم تسليط الضوء على نقص الموارد في بلدان الساحل. لكن الأمر يتعلق أيضا باستراتيجية لا تتناسب مع التهديد. ونتيجة لذلك، يجد المعلمون والطلاب أنفسهم في خطر وليس لديهم خيار سوى الاستسلام لمطلب الانضمام إلى الجماعات المسلحة أو إغلاق المدارس والفرار".