الصور التي نقلها فيلم قصير جسد جانبا من بطولات وتضحيات الجيش السوفيتي خلال الحرب العالمية الثانية، بدت وكأنها نسخة طبق الأصل عما عايشه السوريون خلال الحرب الإرهابية التي اجتاحت بلادهم، وفق ما قال معاون وزير الخارجية السوري الدكتور بشار الجعفري.
الحفل الذي أقيم بالتعاون بين وزارة الثقافة وسفارة جمهورية روسيا الاتحادية والمركز الثقافي الروسي بدمشق، احتفاء بالذكرى السادسة والسبعين للنصر على النازية، ألهب مشاعر المشاركين، بما فيهم فنانين وموسيقيين سوريين وشخصيات رسمية ومثقفين، كما تحول إلى مناسبة لاستحضار الغناء والموسيقا الروسية التي قدمت طوال عقود من الزمن احتفالاً بحدث لطالما اعتبر الأهم في القرن العشرين.
معاون وزير الخارجية السوري، الدكتور أيمن سوسان، قال لـ "سبوتنيك" على هامش الحفل: أن مشاركة السوريين لشعب روسيا الاتحادية في الذكرى 76 للنصر على النازية، عن الصداقة التاريخية والشراكة الاستراتيجية بين بلدينا".
وبين سوسان أن العالم أحوج ما يكون إلى استلهام القيم التي كرسها النصر الروسي العظيم.. هزمت الفاشية والنازية قبل 76 عاما، لكن فكر الهيمنة والغطرسة عاد من جديد ممثلا بالسياسات التي تتبعها الولايات المتحدة الأمريكية ومحاولتها فرض الوصاية والتبعية على الدول والاعتداء على سيادتها والتدخل في شؤونها الداخلية".
وأضاف سوسان: "من هنا، وكما هُزم النازيون والفاشيون قبل 76 عاما، ها نحن نرى ترنح هذا المشروع التآمري وهزيمة الحرب على سوريا".
من جهته، أوضح الدكتور بشار الجعفري معاون وزير الخارجية السوري، لـ سبوتنيك أن: احتفال السوريين مع الأصدقاء الروس في عيد النصر يأتي في سياق تثمين الدور الكبير الذي لعبه الجيش السوفياتي في الانتصار على النازية والفاشستية، والعسكريتارية اليابانية المتحالفة معهما آنذاك".
وأضاف الجعفري: "الدروس التي استقيناها كشعوب من النصر الروسي السوفيتي، كبيرة جدا لناحية السياسة والتاريخ والقانون، إذ أن هزيمة النازية والفاشستية على يد الجيش السوفيتي وحلفائه، أفضت إلى تأسيس الأمم التحدة التي غلبت القانون على منطق القوة الذي كان سائدا آنذاك".
واستدرك الجعفري قوله: "للأسف، تكررت النازية والفاشستية بأشكال جديدة بعد ذلك، والإرهاب يعادل في خطورته النازية، ومرة أخرى يجمع التاريخ روسيا وسوريا لمحاربة الأعداء نفسهم تقريبا، ولكن بأسماء وأشكال أخرى".
وختم معاون وزير الخارجية بالقول: ومن هنا، فليس غريبا أن نحتفل بيوم النصر الروسي على النازية في دمشق".
وخلال الحفل، قدمت الفرقة السيمفونية الوطنية السورية بقيادة المايسترو ميساك باغبودريان، استعراضا لافتا على شكل رؤية بصرية تضمنت أغنيات أوبرالية وشعبية روسية عن الحرب وآلامها منها "ليل داكن" و"السمراء" و"لو لم يكن هناك حرب" و"المعركة الأخيرة" بأصوات خريجي وطلاب المعهد العالي للموسيقا، مع عرض مشاهد توثيقية عن تضحيات الجنود الروس.
كما شهد الحفل فقرات سورية بينها مقطوعة "تدمر بوابة الشمس" للمايسترو عدنان فتح الله وأغنية "راياتك بالعالي يا سورية"، وعروض راقصة لطلاب قسم الرقص في المعهد العالي للفنون المسرحية ولفرقتي جلنار والجمعية الشركسية.
وحضر الاحتفال وزيرا شؤون رئاسة الجمهورية منصور عزام والسياحة المهندس محمد رامي مرتيني والدكتور مهدي دخل الله عضو القيادة المركزية لحزب البعث العربي الاشتراكي وعدد من نواب الوزراء ومعاونيهم والمسؤولين وعدد من ضباط الجيش العربي السوري والجيش الروسي وعدد من رؤساء المنظمات والاتحادات والنقابات المهنية وأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين بدمشق.