انطلقت مظاهرات حاشدة في سخنين وحيفا، والنّاصرة، ورهط، والطيرة، والطيبة، وأم الفحم، ودير الأسد، والبعنة، وطمرة، وعرعرة النقب، وباقة الغربية، ومجد الكروم، ويافا، وكفر قرع، وقلنسوة، وعرعرة، والمشهد وبلدات أخرى، مساء الثلاثاء، احتجاجا على اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة القدس المحتلّة، وفي قطاع غزة.
وقال مراقبون إن انتفاضة العرب داخل إسرائيل مهمة جدا، وتعبر عن التضامن الفلسطيني الكامل، لا سيما وأنها تحدث أزمات أمنية داخل إسرائيل.
مواجهات ساخنة
وخرجت المظاهرات لتندد باعتداءات الاحتلال في المسجد الأقصى، وباب العامود، ومحيط البلدة القديمة في القدس، وخلال المظاهرات، رفعت الأعلام الفلسطينية، وهتف امشاركون بشعارات مندّدة باستمرار العدوان الإسرائيليّ، فيما حمل مشاركون لافتات كتبت عليها شعارات مندّدة بالاحتلال وجرائمه.
وأعلنت الشرطة الإسرائيلية حظر التجول ليلا في مدينة اللد وقامت بنشر تعزيزات من أفرادها المدججين بالسلاح في شوارعها عقب أعمال عنف حرقت خلالها بعض السيارات وكنيس لليهود، والتي ندد بها الرئيس الإسرائيلي ووصفها بأنها أعمال "لا تغتفر" وشهدت المدينة أيضا اعتداءات قام بها اليهود على المارة العرب، كما شهدت عدة مدن أخرى مناوشات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وفقا لفرانس برس
انتفاضة فلسطينية
بدوره، أكد محمد حسن كنعان، عضو الكنيست الإسرائيلي السابق، ورئيس الحزب القومي العربي، أن جميع القرى والمدن العربية، في الجليل والنقب ومدن الساحل انتفضت وانتصرت للقدس المبارك والمسجد الأقصى ولغزة التي تتعرض في هذه الأثناء إلى حرب عدوانية من قبل الاحتلال الإسرائيلي، وأكد المواطنون العرب في الداخل الإسرائيلي في هذه الأيام التحامهم وتضامنهم ووقوفهم ومناصرتهم للشعب الفلسطيني في القدس والمسجد الأقصى.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، الأوضاع ليست هينة، بل صعبة للغاية وهناك اصطدامات بين المواطنين اليهود والعرب وتحديدا في المدن المختلطة؛ عكا، وحيفا، ويافا، والليد، والرملي، في هذه الأماكن هناك مواجهات عنيفة جدا واعتداءات خطيرة على المواطنين العرب بكل المعدات والسكاكين والأسلحة الحية.
وتابع: "وذلك دون تدخل من قبل الشرطة أو جنود الاحتلال لأن نتنياهو يريد هذه الفوضى في عموم البلاد من أجل أن يبقى رئيسا للحكومة وإفشال تشكيل حكومة بديلة في المستقبل القريب.
موقف موحد
من جانبه اعتبر الدكتور أسامة شعث، السياسي الفلسطيني والمستشار في العلاقات الدولية، أن الشعب الفلسطيني بكل مكوناته وأطيافه الدينية والسياسية والجغرافية في خندق واحد لمواجهة الاحتلال العنصري الصهيوني دفاعا عن الهوية العربية الفلسطينية لمدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، راهن الاحتلال والمستوطنون على ضعف الشعب الفلسطيني باستمرار الانقسام الفلسطيني وراهنوا على الصمت الدولي إزاء الممارسات الصهيونية وعلى تمرير مخططاتهم بتهويد مدينة القدس دون رادع لهم، في ظل تطبيع مخزي وتشظي عربي وصمت دولي لم يرق حتى لمستوى بيانات الشجب والإدانات دون أي رد فعل تجاه تلك الممارسات العنصرية والتهويدية.
وأوضح شعث أن الوضع انفجر على الأرض، والشعب الفلسطيني بكل أطيافه وأماكن تواجده موحد في مواجهة الاحتلال والعدوان دفاعا عن القدس، خاصة أن الشعب الفلسطيني ليس لديه ما يخسره في سبيل الدفاع عن المسجد الأقصى والحفاظ على المقدسات الدينية.
وأكد أن الجماهير العربية الفلسطينية في الأراضي المحتلة ١٩٤٨م لا يمكن أن تقف مكتوفة الأيدي بينما تمنعهم قوات الاحتلال من دخول القدس والصلاة في المسجد الأقصى، فضلا عن ممارسة كل أشكال التمييز العنصري ضدهم.
وعن دور المجتمع الدولي قال شعث:
"الشعب الفلسطيني فقد ثقته بالمجتمع الدولي الذي لم يفعل شيئا سوى استمرار بيانات الشجب والإدانة والصمت في غالب الأوقات على ما يحدث دون أن يحرك ساكنا".
وأوضح أن القيادة الفلسطينية استنفدت كل ما أمكن من طاقتها وهي تطالب العالم بالتحرك لوقف الاستيطان والعدوان ووقف الاقتحامات للمسجد الأقصى وكنيسة القيامة ووقف الإجراءات العدوانية ضد شعبنا ومقدساتنا في القدس لكن العالم لم يفعل شيئا إزاء كل ذلك.
ويرى السياسي الفلسطيني أن الكيان الصهيوني أصبح عبئا ثقيلا على حلفائه وعلى المجتمع والقانون الدولي بفعل الاحتلال الاستيطاني وبفعل القوانين العنصرية وسياسة التمييز العنصري ضد المواطنين العرب الفلسطينيين الأصل داخل الأرض المحتلة عام ١٩٤٨م الذين يواجهون أبشع نظام فصل عنصري بالتاريخ الحديث.
وقال إن سبل التحرك الوحيدة هي التحرك الدولي لردع ولجم الاحتلال كليا ووقف كل أشكال العدوان والاستيطان والاقتحامات للمسجد الأقصى وحرية العبادة والتنقل بين المناطق الفلسطينية ودون ذلك ستستمر المواجهات والمقاومة الفلسطينية بكل أشكالها ضد الاحتلال.
ويشن الطيران الإسرائيلي غارات جوية على قطاع غزة منذ أول أمس، ما أسفر عن مقتل 28 شخصا، في وقت ترد فيه الفصائل الفلسطينية بإطلاق صواريخ على بلدات ومدن متاخمة للقطاع أسفرت عن مقتل شخصين في عسقلان جنوبي إسرائيل.