وقال نصرالله، في خطاب ألقاه بمناسبة الذكرى الحادية والعشرين للانسحاب الإسرائيلي من لبنان (عيد المقاومخة والتحرير)، "يجب أن يعيد قادة العدو وحكومته وجيشه تقديراتهم بناء على ما حصل في قطاع غزة"، وأن يدركوا أن "المساس بالقدس والمسجد الأقصى ومقدسات الأمة مختلف عن أي اعتداء آخر يقومون به".
وشدّد حسن نصر الله على أن "المس بالمسجد الأقصى والمقدسات لن يقف عند حدود مقاومة غزة، بل يعني حربا إقليمية"، وأنه "حين يدرك العدو الإسرائيلي أنه أمام هذه المعادلة سيعرف أن أي خطوة قادمة ستكون نتيجتها زوال كيانه".
وتابع: "عندما تصبح المقدسات الإسلامية والمسيحية تواجه خطرا جديا، فلا معنى لخطوط حمراء أو مصطنعة".
كما اعتبر أن "حرب غزة أعادت الروح الواحدة للشعب الفلسطيني، وأعادت الحياة إلى القضية الفلسطينية في العالم وذكرت العالم من جديد بالشعب الفلسطيني".
وشدّد نصرالله على أن "هذه الحرب أسقطت كل دعايات المطبعين بأن الشعب الفلسطيني تخلى عن قضيته، ووجهت ضربة قاسية جدا لمشروع التطبيع وكل ما قامت به وسائل الدول من أجل تصوير الصهاينة على أنهم حمام سلام".
ورأى أن "من النتائج أيضا أن صفقة القرن سقطت وانتهت وتلاشت، ففشل الإسرائيليين فرض على الدولة الأمريكية أن تعدّل قراراتها، كما أنها أعادت إظهار الوجه البشع لإسرائيل المتوحشة وقاتلة الأطفال ومرتكبة المجازر".
ولفت أيضا إلى أن "دخول القدس في دائرة التهديد دفع قيادة المقاومة الفلسطينية لاتخاذ موقف تاريخي وحازم".
وأوضح نصرالله أن "سبب المعركة الأخيرة حماقة قيادة العدو الإسرائيلي وغطرستها واستخفافها بالمقاومة وخطأ في حساباتها"، مشيرا إلى أن "التقدير الإسرائيلي كان أن ردة الفعل على مشروع التهويد في القدس لن تتجاوز البيانات".
ولفت إلى أن "أهم خطأ في تقدير العدو الإسرائيلي أنه لم يخطر في باله أن المقاومة في غزة ستقدم على قرار تاريخي ضخم".
ورأى نصرالله أن "غزة فاجأت الصديق والعدو في قرار تنفيذ تهديدها ردا على ما يقوم به الاحتلال في القدس، وما قامت به كان خطوة تاريخية نوعية في تاريخ الصراع مع العدو الإسرائيلي ويجب أن تقدّر عالياً".
ولفت إلى أن "التطور التاريخي في معركة (سيف القدس) أن غزة دخلت لتحمي القدس وأهلها وليس لحماية غزة، حيث كان أهل غزة ومقاومتها هم في موقع الاستعداد للدفاع والتضحية فداء للقدس والمسجد الأقصى ومقدسات الأمة".
هذا وتأتي تصريحات نصر الله، عقب تصعيد عسكري بين الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة وإسرائيل دام 11 يوما، قبل أن يوافق الطرفان على وقف لإطلاق النار بدأ سريانه فجر الجمعة الماضية.
وانطلقت شرارة الأحداث من اشتباكات بين فلسطينيين والقوات الإسرائيلية إثر اقتحامات وإغلاقات للمسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة، منذ بداية شهر رمضان الماضي. وإلى جانب محاولات إسرائيلية لتهجير أسر فلسطينية من منازلها في حي الشيخ جراح بالقدس الشرقية المحتلة؛ في خطوة ندد بها المجتمع الدولي، باعتبارها مخالفة للقوانين الدولية.
وخلف القصف الإسرائيلي لغزة والمواجهات مع الفلسطينيين في الضفة الغربية 243 قتيلا من الجانب الفلسطيني، و13 قتيلا من الجانب الإسرائيلي.