الخطة التي كشفت عنها صحيفة "تلغراف" البريطانية، نقلا عن الأرشيف الوطني، كانت بملف حمل اسم "CAB 120/691".
ووفقا للملف فإنه بعد أيام من استيلاء الجيش الأحمر على برلين، أمر تشرشل مقر التخطيط المشترك بالتخطيط لعملية أطلق عليها اسم العملية "لا يمكن تصوره"، وكان من المفترض أن يقوم الحلفاء الغربيون في غضون شهرين بعد استسلام ألمانيا أن يشنوا هجوما بريا وجويا وبحريا واسع النطاق في عمق الأراضي التي يحتلها الاتحاد السوفياتي.
كان الهدف الرئيسي من العملية هو فرض "إرادة الولايات المتحدة والإمبراطورية البريطانية" على الاتحاد السوفيتي، حسبما ذكرت وسائل الإعلام.
وتم تكليف القائد السابق للمدفعية الملكية والعميد جيفري طومسون بتنظيم الهجوم، الذي أراد أن يبدأ في 1 يوليو 1945.
ووفقا للصحيفة، فإن خطة الغزو العسكري تضمنت هجوما هائلا من قبل الفرق البريطانية والأمريكية على برلين وخارجها، من أجل دفع الجيش الأحمر إلى نهري أودر ونيس.
كان من المقرر أن تقام المواجهة الحاسمة في الريف حول شنيدموهل (الآن مدينة بيلا في بولندا).
ووفقا لخطة تشرشل، كان من المفترض أن يكون هذا اشتباكا بالدبابات، وأراد مشاركة أكثر من 8000 شخص، بما في ذلك الوحدات الأمريكية والبريطانية والكندية والبولندية.
في الوقت نفسه، اعتقد طومسون أنه ستكون هناك حاجة لقوات إضافية لهزيمة الجيش السوفيتي، مقترحا إعادة تجهيز الفيرماخت وجيش القوات الخاصة، وبالتالي إضافة عشرة فرق أخرى إلى الحلفاء الغربيين.
بالإضافة إلى ذلك، دعا الجنرال إلى الحد من تصدير المطاط والألمنيوم والنحاس والمتفجرات إلى الاتحاد السوفياتي، فبحسب رأيه، من شأن ذلك أن يضعف البلاد.
بدوره، أصيب المستشار العسكري الرئيسي لرئيس الوزراء البريطاني، الجنرال هاستينغز إسماي، بالرعب عندما سمع اقتراحا بإشراك الفيرماخت وقوات الأمن الخاصة في العملية، قائلاً إن "مثل هذه السياسة مستحيلة تماما في الدول الديمقراطية ".
وأشار إلى أنه لعدة سنوات كانت الحكومة تقنع الشعب البريطاني بالضربة التي تلقاها الروس على أنفسهم ومقدار المعاناة التي عانوا منها. وبحسب طومسون، فإن الهجوم على الاتحاد السوفيتي بعد الحرب مباشرة سيكون "كارثة" على الروح المعنوية.
وأيده المشير آلان بروك، مؤكدا أن فرص تحقيق نصر سريع في الهجوم المخطط له ضد الاتحاد السوفيتي ضئيلة.
ونتيجة لذلك، أدى الخلاف بين العديد من القادة البريطانيين إلى وضع حد للعملية، والتي ندم عليها تشرشل غالبا، خوفا من اندلاع الحرب العالمية الثالثة.
ووفقا للصحيفة، لا تزال خطة عملية "لا يمكن تصوره" في مجلد رمادي بعنوان "روسيا: تهديد الحضارة الغربية" مع ختم "سري للغاية".