وأجرت أنجلينا جولي عملية استئصال وقائي للثدي في عام 2013، بعد أن أثبتت الاختبارات إيجابية إصابتها بجين BRCA1 المتحور.
وهناك حاجة ماسة إلى هذه الأدوية الجديدة، وذلك لأن الأشخاص المصابين بالسرطان الناجم عن طفرة BRCA لديهم حاليا خياران رئيسيان فقط للعلاج، وهما العلاج الكيماوي، وأدوية تسمى مثبطات "PARP"، وهي متوفرة بشكل روتيني فقط للمصابين بسرطان المبيض، ولا تصلح لجميع المرضى.
وتمتاز الأدوية الجديدة بأنها تصلح لأن تكون علاجا لمصابي السرطان مدى الحياة، على عكس مثبطات PARP التي تفشل في علاج الأشخاص الذين توغل السرطان في أجسادهم.
وتسمى الأدوية الجديدة بمثبطات POLQ، والتي تمنع الخلايا السرطانية من إصلاح نفسها، بينما لا يكون لها أي تأثير على الخلايا السليمة.
وبعد أن أثبت العلماء أن الأدوية قادرة على تدمير الخلايا السرطانية المأخوذة من مرضى سرطان الثدي والمبيض والبروستاتا والبنكرياس، تأتي الخطوة التالية وهي إثبات أنها تعمل داخل الجسم عند تناولها على شكل أقراص.
إن الأشخاص الذين لديهم نسخ معيبة من جينات BRCA هم أكثر عرضة للإصابة بالسرطان، لأنهم لا يستطيعون إصلاح الحمض النووي التالف في خلاياهم، وهو ما يعني قدرتهم على تطوير خلايا غير طبيعية، والتي تنمو بسرعة لتصبح أوراما.
لكن فائدة خطأ BRCA هو أنه يمنع الخلايا السرطانية وكذلك الخلايا السليمة من إصلاح نفسها، وهو ما تقوم به مثبطات POLQ الجديدة، مما يجعل الخلايا السرطانية لا تستطيع إصلاح نفسها حتى تموت، بينما تسمح للخلايا السليمة، التي لا تزال تحتوي على نسخة طبيعية من جين BRCA أن تصلح تلفها بشكل طبيعي، وبالتالي البقاء على قيد الحياة.
ووفقا للدراسة التي نُشرت في مجلة "Nature Communications"، فإن الأورام الصغيرة التي نمت في المختبر والتي تحورت بحيث لم تعد مثبطات PARP تعمل عليها، تم قتلها بسهولة بواسطة مثبطات POLQ.
وستجنب مثبطات POLQ الوقوع في مشاكل العلاج الكيميائي، الذي يقتل كل من الخلايا السرطانية والخلايا السليمة، مما يتسبب في آثار جانبية مثل المرض وتساقط الشعر.
ومن المقرر أن تبدأ التجارب السريرية على مثبطات POLQ بقيادة شركة الأدوية "أرتيوس" في الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام الحالي.