وذكرت الدراسة المنشورة في مجلة "نيتشر" وأعدها علماء أحياء يمثلون 42 مؤسسة في 14 دولة، أن كل تلك الوسائل غير مجدية تماما، ولا يوجد شيء يمكن للإنسان فعله لـ"خداع الموت"، بحسب تعبيرهم.
ويقول المؤلف الرئيسي للدراسة، فرناندون كولشيرو، من جامعة جنوب الدنمارك في بيان إن "الموت البشري أمر لا مفر منه، بغض النظر عن عدد الفيتامينات التي نتناولها، أو مدى صحة بيئتنا أو مقدار التمارين التي نمارسها، فسوف نتقدم في العمر ونموت في النهاية".
وخلصت الدراسة إلى أن "كل البشر يتقدمون في العمر بنفس المعدل، لكن العوامل البيئية هي المسؤولة عن حقيقة أننا نموت في أعمار مختلفة".
وتتميز الدراسة بأنها الأولى التي قارنت أعمار مجموعات حيوانات متعددة بالبشر، لمعرفة ما الذي يؤدي إلى الوفيات.
وقارن الفريق البيانات الخاصة بأنماط الولادة والوفيات من 9 مجموعات بشرية بمعلومات حول 30 من الرئيسيات غير البشرية، والتي تشمل الغوريلا والشمبانزي والبابون الذين يعيشون في البرية وكذلك في حدائق الحيوان.
وقال خوسيه مانويل أبورتو، من مركز ليفرهولم للعلوم الديموغرافية في أكسفورد، والذي حلل الولادة حسب العمر وبيانات الموت عبر القرون والقارات، إن "هذه الدراسة تسد تلك الفجوة، إذ مكنتنا هذه المجموعة المتنوعة بشكل غير عادي من البيانات من مقارنة الاختلافات في معدل الوفيات داخل الأنواع وفيما بينها".
وتابع: "لقد قارنا بيانات الولادة والوفاة من البشر والرئيسيات غير البشرية، ووجدنا أن هذا النمط العام للوفيات كان هو نفسه في كل منهم، وهذا يشير إلى أن العوامل البيولوجية، وليست البيئية، تتحكم في نهاية المطاف في طول العمر".
وذكرت إحصائيات الدراسة أن "الأفراد يعيشون لفترة أطول مع تحسن الظروف الصحية والمعيشية، مما يؤدي إلى زيادة طول العمر بين جميع السكان، ومع ذلك فمن الواضح أن هناك ارتفاعا حادا في معدلات الوفيات، مع تقدم السنوات في الشيخوخة، في جميع الأنواع".
ولفتت الدراسة إلى أنه في البلدان الحديثة، مثل اليابان والسويد، فإن معظم السكان تصل أعمارهم إلى السبعينيات والثمانينيات من العمر قبل أن يموتوا.
ويأمل علماء الدراسة أن يجدوا حلا لتقليل معدل الشيخوخة، مشيرين إلى أنهم لم يفقدوا الأمل، خاصة مع تقدم العلوم الطبية بوتيرة غير مسبوقة.