الأحداث الأخيرة التي وقعت في منطقة خلدة طرحت العديد من التساؤلات خاصة، فيما يتعلق باستعمال السلاح وانتشاره، ومدى قدرة الأجهزة الأمنية على ضبط الوضع.
وأعرب الرئيس اللبناني، ميشال عون، الأحد الماضي، عن أسفه من الأحداث الأمنية التي شهدتها منطقة خلدة، والتي أدت إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف المواطنين، مطالبا قيادة الجيش باتخاذ الإجراءات الفورية لإعادة الهدوء، وتوقيف مطلقي النار، وسحب المسلحين.
وحسب الوكالة الوطنية للإعلام، تابع "الرئيس عون الأحداث الأمنية المؤسفة التي شهدتها منطقة خلدة بعد، والتي أدت إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف المواطنين"، مشيرا إلى أن الرئيس عون "اعتبر أن الظروف الراهنة لا تسمح بأي إخلال أمني أو ممارسات تذكي الفتنة المطلوب وأدها في المهد، ولا بد من تعاون جميع الجهات تحقيقا لهذا الهدف".
وكانت قيادة الجيش اللبناني، حذرت بأنها سوف تعمد إلى إطلاق النار باتجاه كل مسلح يتواجد على الطريق في منطقة خلدة، وكل من يقدم على إطلاق النار من أي مكان آخر.
وبشأن انعكاس التوترات الأخيرة في لبنان، قال النائب إدي معلوف عضو تكتل "لبنان القوي"، إن: "ما وقع منذ يومين غير مريح أبداً، وهو نتيجة تفلّت السلاح في عدد من المناطق، ونتيجة تراخي بعض أجهزة الدولة الأمنية كما القضائية".
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن الحديث عن احتمال الانزلاق إلى حرب أهلية مستبعد، بالرغم من الشحن والتشنج السياسي والطائفي الحاصل.
ويرى أن أغلبية القوى السياسية الرئيسية ترفض اللجوء إلى لغة السلاح، كونها تعرف أين تبدأ الأمور، لكن لا أحد يستطيع أن يتكهن بالنهاية.
وأوضح أن تجربة الحرب اللبنانية راسخة في عقول المسؤولين، وأنه لا أحد منهم يهمه تكرار التجربة الأليمة.
من جانبه، قال حسن حردان المحلل السياسي اللبناني، إن التوترات الأمنية الحاصلة في لبنان، على خلفية الحرب الاقتصادية التي تشنها الولايات المتحدة الأمريكية منذ ما قبل 17 تشرين 2019، (اندلاع الاحتجاجات في لبنان) تندرج في سياق محاولة انقلاب سياسي على المعادلة القائمة في لبنان.
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن: "الولايات المتحدة لم تتمكن من تنفيذ ما كانت تسعى له، حيث وصلت المحاولة إلى طريق مسدود، وتلجأ اليوم إلى مزيد من الضغط المحسوب، حيث أنها لا تريد أن تقع البلاد في الانهيار الكامل، الذي قد ينتج عنه تحولات ليست في مصلحتها".
ويرى أن: "الانهيار يمكن أن يؤدي على هجرة جماعية للخارج، وهو ما لا يريده الغرب، بما يعني أن هناك محاولات لإحداث توترات متنقلة، كما حدث في منطقة الخلدة وهو ما يؤكد المساعي الأمريكية لمحاصرة المقاومة".
التكتيك الأمريكي الغربي إزاء الأزمة في لبنان يتكشف حلقة تلو الأخرى- بحسب حردان- حيث يرى أن "أمريكا تمنع الذهاب نحو الانهيار لعدم توافر موازين قوى لصالح القوى الغربية في لبنان، وعدم الاستعداد لتمويل مثل هذه الحرب".
وأضاف: "الحرب الاقتصادية والضغط وإزكاء نار الفتنة، هي عوامل يستخدمها الغرب في الوقت الراهن، من أجل تغيير النتائج في الانتخابات البرلمانية المقبلة، وإعادة تشكيل السلطة بما يتوافق مع الرؤية الأمريكية".
من جهته، أكد "حزب الله"، رفضه لكل أنواع القتل والاستباحة للحرمات والكرامات، داعيا الدولة للقيام بواجباتها بالملاحقة والمحاسبة.
وقال "حزب الله"، في بيان له، إن "علي شبلي قضى بفعل منطق التفلت والعصبية البعيدين عن منطق الدين والدولة"، مؤكدا رفضه "لكل أنواع القتل والاستباحة للحرمات والكرامات"، وذلك حسب "قناة الميادين" اللبنانية.
واندلعت اشتباكات مسلحة، في وقت سابق الأحد الماضي، في منطقة خلدة اللبنانية بعد توتر الأوضاع إثر إقدام شبان من عرب خلدة على إطلاق النار على موكب تشييع جثمان، القيادي بـ"حزب الله" اللبناني، علي شبلي، ما أشعل اشتباكات بين عرب خلدة والشبان المشاركين في التشييع.