وأوضح إيلينسكي أنه "وفي الوقت الحالي، فإن أدوات الحرب والمنافسة في زمن السلم تتشابه بشكل مربك".
وأشار إلى أن "نطاق التهديدات وأساليب المواجهة بين الدول يتغير كثيرًا لدرجة أنه يمكننا القول بظهور نوع جديد من الحروب إنها "الحرب الذهنية".
وتابع: "الحرب جارية بالفعل".
وبحسب قوله، "فهذه الحرب لم تبدأ اليوم ولا حتى بالأمس، لكنها تشكّلت كأهم وسيلة ونوع من المواجهة العالمية في أيامنا هذه، والهدف من النوع الجديد من الحرب هو تدمير الوعي الذاتي، وتغيير الأساس العقلي والحضاري لمجتمع العدو".
ولاحظ إيلينسكي أن "هذه الحروب الذهنية تشنّ دون إعلان، ولا تظهر نتائجها على الفور، ولكن بشكل لا رجوع فيه، هذه الحروب تأتي عبر أهداف استراتيجية وتشغيلية، وعبر مراحل معينة، وتقنيات تنفيذية، وتقنيات دقيقة مصممة للتأثير على أشخاص معينين وعلى عامة الناس من الجمهور".
وفي حديثه عن المكون المعلوماتي للحرب الذهنية، أكّد إيلينسكي أنه "يتم من خلال إعادة تشغيل (إعادة تهيئة وصياغة) مجال المعلومات ومجال المعرفة والحقائق والمعلومات".
ويعتقد إيلنيتسكي أن "النضال من أجل التاريخ هو أحد الجبهات الرئيسية لهذه الحرب، إن المكون النفسي-العاطفي للحرب الذهنية ليس أقل تهديدا، لأنه يقوم على التلاعب بالوعي والحالات المزاجية والعواطف، عندما يتم تقديم الحالة المزاجية والتقييمات والآراء الضرورية بشكل غير مباشر إلى فرد أو مجموعات من الأفراد، (الناس والمجتمع ككل)، والتي يتم قبولها من قبل الناس دون وعي، ودون فهم الجوهر".
وتابع: "وبالتالي، في الحرب الذهنية فإن مساحة المعلومات مليئة تمامًا بالمحتوى الغريب على ثقافتنا وتقاليدنا، مما يؤدي إلى إرباك الناس، وتحويل أولويات التنمية والأسس الحضارية للمجتمع، من خلال استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي للتلاعب بالوعي العام على مستوى المعنى والعاطفة وبالتالي التأثير على العقل وعلى العقل الباطن".
ووفقا له، فإن "الثقافة والتقاليد والمعتقدات الروسية ونظرة الناس للعالم هي الجائزة الرئيسية للحرب الذهنية ضدنا".
ويرى مستشار الدفاع الروسي، أن "مشكلة روسيا الحديثة ليست فقط في الاعتماد الاقتصادي على العالم الخارجي، ولكن أيضًا في العدوى العقلية بمعاني غريبة. بالنسبة لمجتمعنا غير الأيديولوجي والمفكك في مرحلة ما بعد "كوفيد-19"، حيث فقدت النخبة إلى حد كبير إرادتها وثقتها".
ونوّه إيلنيتسكي إلى أن "استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، هو أخطر أنواع الحرب الباردة".