يشارك في الانتخابات هذه المرة نحو 18 مليون مغربي، 46 في المئة منهم نساء، حيث يجرى التصويت لاختيار أعضاء البرلمان، 395 عضوا، فضلا عن نحو 30 ألف عضو في المجالس المحلية والجهات في مختلف المملكة، ويجرى التصويت في نفس اليوم.
فرضت الجائحة العديد من الإجراءات التي اتخذت هذا العام، حيث منعت التجمعات والدعاية التقليدية والملصقات والطباعة، وتم حصر الدعاية بنسبة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي.
العديد من المرشحين والسياسيين يرون أن عدم وجود الحملات على أرض الواقع سيؤثر على الخطاب الذي اعتاده الشارع المغاربي والتجمعات للمواطنين في القرى، وسيؤثر بشكل كبير على بعض المرشحين الذين لا يجيدون التواصل عبر الإنترنت.
وتعليقا على الإجراءات المستجدة هذا العام، قال البرلماني المغربي جمال بن شقرون، إن الجائحة أثرت على عمليات الدعاية الانتخابية، وهو ضمن التأثيرات العامة التي خلفتها الجائحة.
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن تخفيف الدعاية عبر الأوراق والتجمعات والتواصل المباشر جاء من أجل الحفاظ على صحة المواطنين.
وأوضح أن غياب الدعاية المباشرة والورقية أثر بشكل كبير على شركات الطباعة، خاصة أنها كانت تخلق المزيد من الفرص للشباب في موسم الانتخابات.
وأشار إلى أن الدعاية عبر وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت وسيلة جيدة، إلا أن تفاوتها وعدم وصولها لجميع المناطق يؤثر بشكل ما، حيث لا يصل الخطاب إلى العالم القروي كما كان بشكل مباشر، رغم التفاعل بشكل أكبر عبر صفحات التواصل.
وفيما يتعلق بالوجوه الجديدة، أوضح أن الجهات والأحزاب السياسية رشحت بعض الوجوه الجديدة التي تجيد التواصل عبر الوسائل الإلكترونية، والتي يمكنها التوجه بخطاب مقنع.
وفيما يتعلق بالترشح لأكثر من منصب في آن واحد، أوضح البرلماني أنها نقطة سلبية ومؤسفة أن يترشح البعض للبرلمان والجهة، في الوقت الذي كان يحتاج لتعدد الترشيحات وتطور المشهد السياسي في المغرب.
ومن ضمن التدابير الجديدة التي أعلنتها وزارة الداخلية، عدم تجاوز 25 شخصا في التجمعات العمومية بالفضاءات المغلقة والمفتوحة، وعدم تنظيم تجمعات انتخابية في الفضاءات المفتوحة التي تعرف اكتظاظا، وهو الأمر الذي يراه البعض غير مناسب للكثير من المرشحين.
ومن ناحيته، قال المحلل السياسي المغربي، يوسف الحايك، إنه في أولى أيام الحملة الانتخابية، يلاحظ تأثير تفشي جائحة فيروس كورونا، وأن الدعاية الانتخابية ليست كما كانت عليه في السنوات السابقة، من خلال غياب أنصار المرشحين في الشارع، وعدم توزيع منشوراتهم وشرح مضامين برامجهم السياسية للمواطنين بشكل مباشر.
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن مواقع التواصل الاجتماعي وصفحات الأحزاب والمرشحين شكلت منصة للدعاية عبر الصور والمقاطع المصورة.
على المستوى الاقتصادي، أوضح الحايك أنه قد يكون هناك بعض التأثير على قطاع المطابع أيضا، حيث يعد الموسم الانتخابي مناسبة له لتحقيق أرباح مهمة، وتحولت الميزانيات المخصصة له لتمويل الدعاية إلى مواقع التواصل الاجتماعي.
ويرى أن الأوضاع الاقتصادية وتأثيرات الجائحة على قطاعات واسعة سيكون لها دور في اختيارات الناخبين، لكن دون أن يؤثر بالضرورة على بروز أسماء سياسية جديدة.
وأنفقت الأحزاب على حملات الدعاية والترويج مئات الآلاف من الدراهم إلى الآن، فيما حاولت العديد من الأحزاب استقطاب أبرز النشطاء على مواقع التواصل الذين يديرون صفحات لديها متابعات مليونية.