خبراء: احتجاز "أنصار الله" للسفينة الإماراتية يعطي حرب اليمن أبعادا جديدة
18:48 GMT 03.01.2022 (تم التحديث: 11:25 GMT 04.02.2022)
© AFP 2023 / FAYEZ NURELDINEسفينة حربية تابعة لقوة الأسطول الجزائري
© AFP 2023 / FAYEZ NURELDINE
تابعنا عبر
يبدو أن الحرب في اليمن لن تخمد نيرانها قريبا رغم مرور كل تلك السنوات دون حسم سياسي أو عسكري لأي من الأطراف المتحاربة، بل إن الأوضاع تزداد تعقيدا بنشوء جبهات وصراعات جديدة، حيث جاءت عملية احتجاز "أنصار الله" للسفينة الإماراتية لتؤكد أن السلام ما زال بعيدا في اليمن.
لماذا أقدمت "أنصار الله" على احتجاز السفينة الإماراتية قرب السواحل اليمنية رغم ما قد يتبعها من ردود فعل إقليمية ودولية تتعلق بتأمين التجارة العالمية في البحر الأحمر؟، وهل ستؤجج تلك الخطوة الصراع أم تفتح أبوابا للتفاوض، خاصة وأن طاقم السفينة من جنسيات مختلفة؟
بداية يقول الخبير العسكري والاستراتيجي اليمني "صنعاء"، العميد عزيز راشد، إن سفينة الشحن المحتجزة "روابي" هى سفينة معادية، وكانت تصول وتجول داخل المياه الإقليمية وتقوم بتزويد "المرتزقة" بالساحل الغربي بالمعدات العسكرية عن طريق الزوارق، ومن واقع الدستور اليمني وقانون القوات المسلحة اليمنية ووفقا للمعمول به في كل دول العالم، أن يتم ضبط كل من يخترق سيادة البلاد من دون تصريح.
واجب عسكري
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن تلك السفينة كانت مرصودة بالطائرات المسيرة وعن طريق التتبع الراداري من جانب قواتنا المسلحة والتي رصدت السفينة وهى تمارس النشاط العدائي، علاوة على ذلك هناك قرصنة من جانب التحالف على السفن التجارية في وسط المياه الدولية باستمرار ويحتجز السفن حتى تتضاعف قيمة ما تحمله عشرات المرات نتيجة الغرامات والتأخير، تلك هى القرصنة الحقيقية، أما ما نقوم به هو تأدية لواجبنا العسكري تجاه أي عدوان على الجزر اليمنية أو محاولة التحضير لغزو أي من تلك المناطق اليمنية، وهناك العديد من الجنسيات على ظهر السفينة المحتجزة.
بداية انفراجة
وحول مصير الطاقم والحمولة والأهداف التي يمكن أن يحققها الجيش واللجان الشعبية يقول راشد: ربما تكون عملية احتجاز السفينة بداية انفراج لعمل سياسي ما، خصوصا إذا كان طاقم تلك السفينة يحمل جنسيات أوروبية "غربية بالتحديد"، وهو ما قد يفتح باب مفاوضات لرفع الحصار والسماح بتدفق النفط إلى الموانئ اليمنية والسماح للسفن التجارية بالوصول إلى الموانئ اليمنية ورفع الحصار أيضا عن المطارات، وما لم يحدث ما سبق، فإن العمل العسكري هذا بدايته وستكون هناك عمليات أكبر من ذلك، خصوصا إذا كانت تحمل عدائية للجزر اليمنية او تزويد المرتزقة بالأسلحة في الساحل الغربي.
التجارة الدولية
وأكد الخبير العسكري على أنهم لا يتعدون على السفن التي تمر في المياه الدولية، بل يقومون بحمايتها إن كانت لا تحمل أي عداء لليمن، وقد تم استهداف سفينة إماراتية في السابق كانت تحمل مدرعات وجنود، أما هذه المرة فإن السفينة "روابي" التي ترفع علم الإمارات دخلت المياه الإقليمية الدولية بدون إذن، ومن الطبيعي في أي دولة في العالم أن يتم التحفظ عليها "فلماذا كل هذا الضجيج" والكذب على الناس من جانب التحالف والقول بأن السفينة تحمل أدوية، أمر غير منطقي بعد أن تم الكشف عن حمولتها بالصور.
مأزق جديد
من جانبه يقول الباحث والمحلل السياسي اليمني، الدكتور عبد الستار الشميري، إن احتجاز السفينة التجارية الإماراتية لدى الحوثيين"أنصار الله" يدخل العملية العسكرية في اليمن في مأزق جديد وهو الحرب البحرية، خاصة وأن المنطقة التي تم احتجاز السفينة بها قريبة من كمران والحديدة، وهذه المنطقة هى منطقة تجارية تأتي وتذهب فيها السفن باستمرار نحو مضيق باب المندب، الأمر الذي يهدد التجارة العالمية في البحر الأحمر ويزيد من المخاطر حولها.
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن احتجاز السفينة هو تصعيد جديد، وأعتقد أنه سوف يضفي على المعركة في اليمن خطورة بالغة، والمصالح الدولية وليست الخليجية والإقليمية أو الإماراتية واليمنية باتت الآن في خطر، خاصة وأن هذا العمل هو الأول من نوعه منذ بدء الحرب، حيث سطى على السفينة أكثر من 20 زورق حربي وتم احتجازها ومصادرتها، ويدير تلك السفينة أطقم من جنسيات مختلفة بعضها أوروبية بحسب ما سمعنا.
وتابع الشميري، هذه العملية جاءت من حانب الحوثيين كنوع من الانتقام نتيجة للتقدم الذي حدث من جانب قوات التحالف العربي وقوات العمالقة والنخبة الشبوانية في شبوة، حيث تشرف على تلك القوات الإمارات العربية المتحدة، فتلك العملية توحي بأن هدفها إرسال رسالة من جانب الحوثيين للانتقام مما تم في شبوة لصالح التحالف، علاوة على الأخبار الواردة اليوم بشأن تحرير مناطق جديدة، أي أن شبوة في طريقها نحو التحرير وربما تتجه القوات نحو البيضاء ومأرب لمساندة قوات الشرعية هناك.
وأشار المحلل السياسي إلى أن، ما يحدث هو تطور جديد ولافت ومهم، حيث كانت الحرب في معظمها برية وجوية، وكانت الحرب البحرية تقتصر على مجموعة من الألغام، أما الآن فقد دخلت المعركة إلى العمق البحري وأصبحت التجارة العالمية كلها في خطر.
وكانت جماعة "أنصار الله" اليمنية قد حذرت التحالف العربي بقيادة السعودية من القيام بـ"أي حماقة" ضد سفينة الشحن الإماراتية المحتجزة لدى الجماعة.
جاء ذلك في تغريدة للمتحدث الرسمي باسم "أنصار الله"، العميد يحيى سريع، على حسابه في "تويتر"، اليوم الاثنين.
وقال سريع: "نحذر تحالف العدوان من أي حماقة يقوم بها ضد سفينة الشحن العسكرية الإماراتية والتي يتواجد بداخلها طاقم السفينة من جنسيات دولية مختلفة".
وأضاف أن جماعته استولت على السفينة "وهي تمارس عدوانا صارخا ضد الشعب اليمني"، دون مزيد من التوضيح.
وفي وقت سابق من اليوم الاثنين، اتهم التحالف العربي "أنصار الله" بـ"القرصنة والاختطاف بالسطو على سفينة" ترفع علم الإمارات.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) عن المتحدث باسم التحالف، تركي المالكي، أن سفينة الشحن "روابي" تعرضت "للقرصنة والاختطاف مساء يوم الأحد أثناء إبحارها مقابل محافظة الحديدة" في غرب اليمن.
وأوضح المالكي أن السفينة "كانت تقوم بمهمة بحرية من جزيرة سقطرى اليمنية إلى ميناء جازان (في جنوب السعودية)".
وبين المالكي أن السفينة كانت تحمل على متنها "معدات ميدانية خاصة بتشغيل المستشفى السعودي الميداني بالجزيرة بعد انتهاء مهمته وإنشاء مستشفى بالجزيرة".
وأشار المتحدث باسم التحالف إلى أن المعدات عبارة عن عربات إسعاف، ومعدات طبية، وأجهزة.
وتقود السعودية، منذ مارس/ آذار 2015، تحالفاً عسكرياً من دول عربية وإسلامية، دعما للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، في سعيها لاستعادة العاصمة صنعاء ومناطق واسعة في اليمن، سيطرت عليها جماعة "أنصار الله"، أواخر 2014.
في المقابل، تنفذ جماعة "أنصار الله"، هجمات بطائرات مُسيرة، وصواريخ باليستية، وقوارب مفخخة، تستهدف قوات سعودية ويمنية داخل اليمن، وأراضي المملكة.