منسق اللجنة المشتركة للاجئين: تعهدات بايدن لا تنفي استهداف أمريكا السياسي للوكالة
21:35 GMT 20.07.2022 (تم التحديث: 13:29 GMT 18.04.2024)
© AP Photo / Hassan Ammarتلاميذ، لاجئون فلسطينيون من سوريا، في ساحة مدرسة "جفنة" الابتدائية التابعة لمنظمة "الأونروا" في البقاع، لبنان، 22 مايو 2018
© AP Photo / Hassan Ammar
تابعنا عبر
قال محمود خلف، منسق اللجنة المشتركة للاجئين الفلسطينيين، إن التعهدات الأمريكية التي قدمها الرئيس جو بايدن خلال زيارته الأخيرة للشرق الأوسط، والتي تتضمن تقديم 200 مليون دولار لوكالة الأونروا لن تحل أزمة الوكالة المالية.
وأشار إلى أن السبب يرجع إلى إن تلك الأموال كانت ضمن التعهدات التي قدمتها واشنطن للوكالة، ولذلك لا يزال هناك عجزًا ماليًا.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ "سبوتنيك"، أن التعهدات المالية التي قدمتها أمريكا لا تنفي تحركاتها لاستهداف الوكالة وتصفيتها من الناحية السياسية، عبر تقويض حق العودة وإبقاء الأزمة المالية مستمرة ومتواصلة.
وأكد أن الولايات المتحدة الأمريكية مضطرة لتقديم الأموال للوكالة والحفاظ على الجانب الإغاثي والخدماتي المقدم للاجئين، خوفًا من حالة الفوضى التي ستنشأ نتيجة انهيارها وتوقف خدماتها، إلا أنها تحاول في الوقت نفسه إنهاء قضية اللاجئين وحق العودة من جانبه السياسي.
وأوضح خلف، أن الأزمة المالية لوكالة الأونروا قائمة وتتفاقم وانعكاساتها على قرارات الوكالة تطال كل الفئات لا سيما الأكثر فقرًا، سواء في مخيمات لبنان أو سوريا، والإعلان مؤخرًا عن وقف تقديم الأموال للاجئين الفلسطينيين في سوريا تأتي بسبب هذه الأزمة.
ويرى أن الاستهداف للوكالة دائم ومستمر، ويبدو في مظهره ماليًا، إلا أنه جوهره سياسي، ولا يزال الصراع من أجل الإبقاء على الوكالة وخدمتها وقضية اللاجئين حية دون تفريط قائمة، ويتصدر هذا الصراع محاولة دفع المجتمع الدولي للالتزام بكل التعهدات المالية التي تعهد بتقديمها، وعدم تحميل اللاجئين ما يجرى حول العالم.
وقال إن هناك المليارات تقدم للاجئين في أوكرانيا، فيما يتحجج المجتمع الدولي من شح تقديم الأموال للفلسطينيين، الأمر الذي يؤكد ازدواجية المعايير الدولية، ومحاولة وضع وكالة الأونروا على حافة الهاوية دون النظر لحل الأزمة بشكل جدي.
وأكد على ضرورة الضغط خلال اجتماع الأمم المتحدة المقرر عقده في سبتمبر المقبل، والذي سيشمل مؤتمر الدول المانحة، من أجل الوفاء بالتعهدات المالية وإخراج الوكالة من أزمتها المستدامة، والتي تتعلق بتقديم الخدمات لأكثر من 6 ملايين لاجئ فلسطيني حول العالم.
وكشفت مصادر أمريكية أن الرئيس الأمريكي جو بايدن يعتزم صرف 200 مليون جنيه لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين، والتي توقفت الولايات المتحدة عن تمويلها في عهد دونالد ترامب، وفقا لبلومبرغ.
والشهر الماضي، أعلنت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) أنها تواجه حاليا عجزا في التمويل يزيد عن 100 مليون دولار أمريكي لعام 2022.
وقال المفوض العام للوكالة فيليب لازاريني، إن "هذا النقص يتسق مع الفرق في التمويل الذي تواجهه الوكالة كل عام منذ قرابة عقد من الزمن. وقد تمكنت الوكالة حتى الآن من المضي قدما من خلال عدد من تدابير التقشف ومراقبة التكاليف، لكن اليوم لم يعد من الممكن استمرار ذلك"، مبينا أن "هناك القليل جدا لخفضه من تكلفتنا دون، في الواقع، خفض خدماتنا".
وحذر المسؤول الأممي من أنه إذا لم يتم سد الفجوة التمويلية في الشهرين المقبلين، فإن توفير التعليم لأكثر من نصف مليون فتاة وفتى، أو الحصول على الرعاية الصحية الأولية لقرابة مليوني شخص، أو المساعدات الغذائية والنقدية الطارئة لأفقر لاجئي فلسطين قد تكون في خطر شديد، قائلا "لقد دخلنا منطقة خطر".
وقال لازاريني إن "هذا ليس هو الوقت المناسب لإدارة ظهرنا لبعض أنجح قصص التنمية البشرية في الشرق الأوسط. وهذا لا يمكن إلا أن يغذي المزيد من اليأس والشعور بالتخلي عن واحدة من أكثر المجتمعات عوزا في المنطقة في وقت ثمة جمود في الأفق السياسي، وأزمة اقتصادية غير مسبوقة وصراعات متعددة".
وبحسب الأونروا يعيش 86 بالمئة من لاجئي فلسطين في لبنان تحت خط الفقر وأكثر من 80% من أطفال لاجئي فلسطين الرضع لا يحصلون على ما يكفي من المتطلبات الغذائية للنمو الصحي.