إقليم كردستان العراق ومسألة التوازنات الإقليمية والدولية
إقليم كردستان العراق ومسألة التوازنات الإقليمية والدولية
تابعنا عبر
بين الحين والآخر يتم استهداف القواعد التركية شمالي العراق بصواريخ أو طائرات مسيرة، كان آخرها ما أعلنه جهاز مكافحة الإرهاب في إقليم كردستان، يوم الخميس، عن تعرض معسكر "زيلكان" الذي تتواجد فيه القوات التركية لقصف بـ9 صواريخ، فيما كشفت مصادر عراقية أخرى عن العدد الحقيقي للصواريخ التي استهدفت المعسكر المذكور في محافظة نينوى، والذي تجاوز الـ30 صاروخا.
فما هي المخططات الدولية والإقليمية التي تدور في إقليم كردستان العراق؟
عن هذا الموضوع يقول ضيف برنامج "هموم عراقية" على أثير راديو "سبوتنيك" الخبير العسكري والاستراتيجي الدكتور أحمد الشريفي:
"إن الخنادق في إقليم كردستان باتت اليوم متداخلة، فالصراع الإقليمي في أعلى مستوياته في هذا الإقليم، لأن في هذه المنطقة تحديدا ستتشكل خارطة جديدة لمعابر طاقة تقوم على استثمار محلي من قبل بعض الدول العربية كالإمارات وتدفق إقليمي عبر اتجاه تلك المعابر نحو سوريا بدلاً من تركيا، وهو موضوع يثير حفيظة تركيا على اعتبار أنها ترى نفسها معبراً للطاقة الذي من خلاله ستكون حاضرة في إدارة توازنات الصراع الدولي، لذا نجد أن تركيا تحاول اليوم أن تتمسك بمسألة تواجدها العسكري في إقليم كردستان من أجل استخدامه كورقة ضغط على الإقليم وعلى الحكومة الاتحادية في بغداد، لذلك هناك نشاط في استهداف التواجد التركي شمال العراق كجزء من تنسيق المواقف أو جزء من التسوية الدولية بين الدول الكبرى".
وأضاف الشريفي:
"هناك تنافس ووحدة موقف بنفس الوقت بين إيران وتركيا في شمال العراق، فإيران ترى أن قيام كردستان باستثماره الغاز من خلال دولة عربية وهي الإمارات والسعي لتحقيق الاكتفاء الذاتي من هذه المادة، يعد ذلك بمثابة تهديد لأمنها القومي خصوصاً إذا ما قامت بغداد بنفس الخطوة، حيث سيتم في هذه الحالة الاستغناء عن الغاز الإيراني، أما تركيا فإنها ترى أن قيام كردستان باتخاذ سوريا كمعبر للطاقة معنى ذلك أن الإقليم سيستغني عن تركيا، فضلا عن أن هذا الموضوع سينعش سوريا ويجعلها قوية في معادلة التوازن في ظل تحالفها مع روسيا، لذلك هناك تعاون تركي - إيراني من أجل إجهاض مثل هكذا مشاريع، وهذه الأمور مرهونة بشكل الحكومة القادمة في بغداد".
التفاصيل في الملف الصوتي المرفق