https://sarabic.ae/20230207/هجرة-الأطباء-من-مصر-أزمة-تعمق-مآسي-القطاع-الطبي--1073231153.html
"هجرة الأطباء" من مصر... أزمة تعمق مآسي القطاع الطبي
"هجرة الأطباء" من مصر... أزمة تعمق مآسي القطاع الطبي
سبوتنيك عربي
"هجرة الأطباء" من أكثر الملفات المقلقة في مصر، وتتكرر تحذيرات نقابة الأطباء من خطورة المناخ الطارد للأطباء، في حين تعترف الحكومة بالأزمة وتضع خططا لحلها. 07.02.2023, سبوتنيك عربي
2023-02-07T15:40+0000
2023-02-07T15:40+0000
2023-02-07T15:42+0000
تقارير سبوتنيك
حصري
مصر
أخبار مصر الآن
الصحة
وزارة الصحة المصرية
https://cdn.img.sarabic.ae/img/07e6/08/1c/1066949079_0:0:3070:1728_1920x0_80_0_0_787d0be4100c48599706dc268f4a89cf.jpg
وبحسب بيانات وزارة الصحة المصرية يصل عدد خريجي كليات الطّب سنويا نحو 9 آلاف طبيب، لكن أكثر من 60% منهم يعملون خارج مصر.حجم الأزمةفي 2018 حذرت دراسة حكومية من قلة عدد الأطباء العاملين، وأوضحت الدراسة أن أعداد الأطباء البشريين المرخص لهم مزاولة مهنة الطب حتى آخر عام 2018 - بدون أطباء المعاش - يقرب من 213 ألف طبيب، بينما من يعمل وقتها فعليا في مختلف الجهات (وزارة الصحة والمستشفيات الجامعية والخاصة وغيرها) لا يزيد على 82 ألف طبيب، بنسبة 38% من القوة الأساسية المرخص لها بمزاولة مهنة الطب.وفي أبريل/ نيسان العام الماضي أصدرت نقابة الأطباء المصرية، تقريرا بعنوان "نقابة الأطباء تدق ناقوس الخطر"، حذرت فيه من استمرار عزوف الأطباء عن العمل في القطاع الحكومي، وتزايد سعيهم للهجرة خارج البلاد.في هذا التقرير كشفت النقابة عن استقالة أكثر من 11 ألف طبيب من العمل بالقطاع الحكومي منذ عام 2019، من بينهم نحو ألف طبيب خلال الثلاثة شهور الأولى في عام 2022.وطالبت النقابة الحكومة بـ"التدخل لتصحيح الأخطاء وتحسين منظومة الصحة بجميع أطرافها"، والقضاء على معوقات استقرار المنظومة الصحية، خاصة "العجز الشديد في أعداد الأطباء".يبلغ معدل الأطباء في مصر 8.6 طبيب لكل 10 آلاف مواطن، أي أقل من طبيب لكل 500 مواطن، في حين يصل معدل الأطباء العالمي إلى نحو 23 طبيبا لكل 10 آلاف مواطن، وهو ما يشير إلى عجز كبير في عدد الأطباء في مصر.اعتراف حكوميفي فبراير/ شباط 2022، بينما كان الرئيس عبد الفتاح السيسي يشهد فعالية المشروع القومي لتنمية الأسرة المصرية، تطرق إلى مسألة هجرة الأطباء، وقال نصا: "الناس بتسبنا علشان فرصة عمل في حتة تانية علشان يعيش.. الأطباء اللي بيمشوا.. هو أنا بديله مرتب كويس ولا مش عاوز أديله مرتب كويس؟ أنا مش قادر أديله مرتب كويس".وفي أغسطس/ آب الماضي اجتمع السيسى برئيس مجلس الوزراء مصطفى مدبولي، ووزير الصحة خالد عبدالغفار، ومستشار الرئيس لشؤون الصحة والوقاية الدكتور محمد عوض تاج الدين، ووجه بحسب بيان لرئاسة الجمهورية وقتها "بتقديم حزم تحفيزية للأطباء بتطوير منظومة مالية من شأنها الارتقاء بدخل الطبيب وتحسين بيئة العمل الخاصة بهم، لا سيما في التخصصات الطبية النادرة، مع منح امتيازات خاصة للأطباء العاملين في المحافظات النائية، وكذلك تعديل منظومة تكليف الأطباء بالكامل".وفي وقت سابق كشف الدكتور حسام عبد الغفار المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، أن الحكومة تسعى إلى زيادة عدد خريجي كليات الطب من 8 آلاف إلى 10 آلاف سنويا.وأضاف في تصريحات صحفية، أن "هناك فرصة لخريجي كليات الطب في الحصول على فرصة للتدريب وفقا للتخصص، بجانب خطة لتطوير وزارة الصحة بشكل شامل "بدأ العمل فيها منذ 4 سنوات فقط".لماذا يهاجر الأطباءضعف الأجور والمناخ غير الملائم وضغط العمل، جميعها عوامل دفعت الطبيب المصري عبد الرحمن صالح للتفكير في الهجرة، لافتا في حديث مع "سبوتنيك" إلى أن الأطباء في مصر يعانون الكثير من المشاكل سواء من ناحية الأجور أو من ناحية بيئة العمل، التي يعتبرها "طاردة للأطباء وليست جاذبة لهم".ورغم أن عبد الرحمن طبيب امتياز (حديث التخرج) إلا أنه يؤكد أن الكثيرين من زملائه يفكرون أيضا في الهجرة للعمل خارج البلاد.لا ينفي عبد الرحمن إحساس الأطباء بالمسؤولية تجاه بلدهم وأهلهم، "لكن أيضا هناك العديد من العوامل تدفعهم نحو التفكير جديا في الهجرة".يشير الأطباء الذين تحدثوا لـ"سبوتنيك" إلى أربع مشاكل أساسية تواجههم؛ الأجور، ضغط العمل، ضعف الإمكانيات، قلة عدد الأطباء.يقول عبد الرحمن العجز في عدد الأطباء، يؤدي إلى زيادة الضغط على الطبيب، حيث يقوم بالعمل لأكثر من ساعات العمل الرسمية في أحيان كثيرة، ويجري كشوفات بأعداد كبيرة يوميا، وبحسب النائبة في البرلمان المصري والطبيبة إيناس عبد الحليم، يعمل الطبيب نحو 96 ساعة في الأسبوع، بينما ينص قانون العمل المصري على أنه لا يجوز تشغيل العامل أكثر من 8 ساعات يوميا أو 48 ساعة أسبوعيا.ويشير الطبيب أحمد عمر، في حديث مع "سبوتنيك" إلى مشكلة أخرى يعاني منها الأطباء في مصر، وهي ضعف المردود المادي، بالمقارنة حتى بتكلفة التعليم التي تحملها أثناء دراسته.يتراوح راتب الطبيب بين 3200 و4000 جنيه، أي ما بين 100 و150 دولارا أمريكيا شهريا.فيما يكشف كمال محمد "طبيب نساء"، جانبا آخر من المشاكل التي تدفع الأطباء إلى الهجرة، ويشير في حديث لـ"سبوتنيك"، إلى ضعف الحماية القانونية للطبيب، لافتا إلى تعرض الأطباء لاعتداءات من المواطنين، مستنكرا الثقافة المنتشرة بأن الطبيب هو المسؤول عن كل أزمات الصحة في مصر.وتطالب نقابة الأطباء بتغلظ العقوبات على المعتدين على الطواقم الطبية، مشددة على ضرورة الانتهاء سريعا من قانون "المسؤولية الطبية" الذي يناقش داخل لجنة الصحة في مجلس النواب حاليا.مطالبات برلمانيةمن جانبه يقول البرلماني المصري أحمد دياب، إن مجلس النواب بدوره يبحث هذا الأمر مع الحكومة لكنه لا يملك ما يقدمه في الإطار سوى بمطالبة الحكومة.وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك" أن بعض الأوجه الإيجابية التي فعلتها الحكومة في وقت سابق هي استخدام الوحدات الصحية والمراكز الطبيبة في المحافظات، للكشف على المرضى بعد الساعة الثانية ظهرا (موعد انتهاء العمل الرسمي) بأسعار رمزية لاستفادة الأطباء من الناحية المادية، لتعويض ضعف الأجور، وأن العديد من الأطباء يعملون بنفس الآلية التي توفر لهم دخلا إضافيا.ويرى أن زيادة عدد الأطباء من خلال عدد الطلبة بكليات الطب هي إحدى الخيارات، وأن معالجة الظاهرة مكلفة بقدر كبير من الناحية المادية، خاصة في ظل زيادة الطلب على الأطباء.ومؤخرا حضر مسؤولين من وزارة الصحة مناقشات للجنة الصحة في مجلس الشيوخ، لوضع حلول لأزمة هجرة الأطباء، وقال المسؤولين إن "هيئة الرعاية الصحية تسعى إلى توفير الحافز المادي المُناسب للأطباء بتعليمات مِن القيادة السياسية بإعادة النظر في جداول الأجور".وأضافوا أن هذا حدث بالفعل في المحافظات التي تم تنفيذ منظومة التأمين الصحي الشامل بها، حيث تم "رفع أجور الأطقم الطبية بشكلٍ كبيرٍ بما يتناسب مع عملهم".موقف نقابة الأطباءومن جهته يقول الدكتور رشوان شعبان عضو مجلس النقابة العامة لأطباء مصر، إن العوامل التي تدفع الأطباء إلى الهجرة كما هي لم تحل حتى الآن، وأن الأعداد في تزايد من عام لآخر.وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن الأجور ما زالت دون المستوى والدراسات العليا غير متاحة بشكل جيد، إضافة لبيئة العمل، وقانون المسؤولية الطبية، وجميعها عوامل تحتاج للحل لوقف حالات الهجرة.وأوضح أن الإحصائيات خلال السنوات الخمس الأخيرة تشير إلى أن أعداد الهجرة تتراوح بين 12 إلى 21 ألف طبيب بين الاستقالات والهجرة.الاعتراف بالمشكلة لا يحلها، لكن الأمر يحتاج لمعالجة حقيقة، وهو ما يشدد عليه الطبيب المصري بأن الوزارة والجهات المسؤولة تعترف بالمشكلة لكنها لا تحلها بالشكل الصحيح، حيث ترى أن زيادة أعداد الكليات والطلبة يمكن أن تحل المشكلة، وهو حل غير مؤثر، خاصة أن العوامل الأخرى هي من تدفع الأطباء للهجرة.هل تخسر مصر كوادرها؟يشير عضو مجلس النقابة إلى أن مصر تخسر الكوادر التي تؤهلها لصالح الدول التي تستضيف الأطباء للعمل فيها، في حين أن الخسائر الأخرى للمجتمع تتمثل في نقص الأطباء والكوادر البشرية.وفي أكتوبر/ تشرين الأول 2022، كشف تقرير المجلس الطبي العام في بريطانيا، زيادة في أعداد الأطباء المصريين الذين هاجروا إلى بريطانيا، حيث بلغ عددهم حوالي 5 آلاف طبيب خلال السنوات الخمس الأخيرة.وبحسب التقرير، فإن عدد الأطباء المصريين في بريطانيا عام 2017، بلغ 435 طبيبًا، ارتفع في العام التالي 2018 إلى 756 طبيبًا، ثم زاد إلى 1301 طبيبًا في 2019، ثم زاد إلى 1220 طبيبا في عام 2020، ثم ارتفع إلى 1312 طبيبا في 1312 طبيبا.
https://sarabic.ae/20220717/بعد-انتقاد-ميدو-للقطاع-الطبي-في-مصر-نقابة-الأطباء-تتهمه-بالتحريض-وإشاعة-أخبار-كاذبة-1065176214.html
https://sarabic.ae/20221203/وزارة-الصحة-المصرية-تصدر-بيانا-بشأن-أزمة-التعدي-بالعصي-على-طاقم-تمريض-1070797014.html
https://sarabic.ae/20200513/مصر-نقابة-الأطباء-تطالب-السيسي-بالتدخل-لتغيير-تعليمات-مكافحة-العدوى-1045420670.html
مصر
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
2023
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
الأخبار
ar_EG
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
https://cdn.img.sarabic.ae/img/07e6/08/1c/1066949079_341:0:3070:2047_1920x0_80_0_0_848d7ca47fb4b76a902a107efb0af3b4.jpgسبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
تقارير سبوتنيك, حصري, مصر, أخبار مصر الآن, الصحة, وزارة الصحة المصرية
تقارير سبوتنيك, حصري, مصر, أخبار مصر الآن, الصحة, وزارة الصحة المصرية
"هجرة الأطباء" من مصر... أزمة تعمق مآسي القطاع الطبي
15:40 GMT 07.02.2023 (تم التحديث: 15:42 GMT 07.02.2023) "هجرة الأطباء" من أكثر الملفات المقلقة في مصر، وتتكرر تحذيرات نقابة الأطباء من خطورة المناخ الطارد للأطباء، في حين تعترف الحكومة بالأزمة وتضع خططا لحلها.
وبحسب
بيانات وزارة الصحة المصرية يصل عدد خريجي كليات الطّب سنويا نحو 9 آلاف طبيب، لكن أكثر من 60% منهم يعملون خارج مصر.
في 2018 حذرت دراسة حكومية من قلة عدد الأطباء العاملين، وأوضحت الدراسة أن أعداد الأطباء البشريين المرخص لهم مزاولة مهنة الطب حتى آخر عام 2018 - بدون أطباء المعاش - يقرب من 213 ألف طبيب، بينما من يعمل وقتها فعليا في مختلف الجهات (وزارة الصحة والمستشفيات الجامعية والخاصة وغيرها) لا يزيد على 82 ألف طبيب، بنسبة 38% من القوة الأساسية المرخص لها بمزاولة مهنة الطب.
وفي أبريل/ نيسان العام الماضي أصدرت نقابة الأطباء المصرية،
تقريرا بعنوان "نقابة الأطباء تدق ناقوس الخطر"، حذرت فيه من استمرار عزوف الأطباء عن العمل في القطاع الحكومي، وتزايد سعيهم للهجرة خارج البلاد.
في هذا التقرير كشفت النقابة عن استقالة أكثر من 11 ألف طبيب من العمل بالقطاع الحكومي منذ عام 2019، من بينهم نحو ألف طبيب خلال الثلاثة شهور الأولى في عام 2022.
وطالبت النقابة الحكومة بـ"التدخل لتصحيح الأخطاء وتحسين منظومة الصحة بجميع أطرافها"، والقضاء على معوقات استقرار المنظومة الصحية، خاصة "العجز الشديد في أعداد الأطباء".
يبلغ معدل الأطباء في مصر 8.6 طبيب لكل 10 آلاف مواطن، أي أقل من طبيب لكل 500 مواطن، في حين يصل معدل الأطباء العالمي إلى نحو 23 طبيبا لكل 10 آلاف مواطن، وهو ما يشير إلى عجز كبير في عدد
الأطباء في مصر.
في فبراير/ شباط 2022، بينما كان الرئيس عبد الفتاح السيسي يشهد فعالية المشروع القومي لتنمية الأسرة المصرية، تطرق إلى مسألة هجرة الأطباء، و
قال نصا: "الناس بتسبنا علشان فرصة عمل في حتة تانية علشان يعيش.. الأطباء اللي بيمشوا.. هو أنا بديله مرتب كويس ولا مش عاوز أديله مرتب كويس؟ أنا مش قادر أديله مرتب كويس".
وفي أغسطس/ آب الماضي
اجتمع السيسى برئيس مجلس الوزراء مصطفى مدبولي، ووزير الصحة خالد عبدالغفار، ومستشار الرئيس لشؤون الصحة والوقاية الدكتور محمد عوض تاج الدين، ووجه بحسب بيان لرئاسة الجمهورية وقتها "بتقديم حزم تحفيزية للأطباء بتطوير منظومة مالية من شأنها الارتقاء بدخل الطبيب وتحسين بيئة العمل الخاصة بهم، لا سيما في
التخصصات الطبية النادرة، مع منح امتيازات خاصة للأطباء العاملين في المحافظات النائية، وكذلك تعديل منظومة تكليف الأطباء بالكامل".
وفي وقت سابق كشف الدكتور حسام عبد الغفار المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، أن الحكومة تسعى إلى زيادة عدد خريجي كليات الطب من 8 آلاف إلى 10 آلاف سنويا.
وأضاف في تصريحات صحفية، أن "هناك فرصة لخريجي كليات الطب في الحصول على فرصة للتدريب وفقا للتخصص، بجانب خطة لتطوير وزارة الصحة بشكل شامل "بدأ العمل فيها منذ 4 سنوات فقط".
ضعف الأجور والمناخ غير الملائم وضغط العمل، جميعها عوامل دفعت الطبيب المصري عبد الرحمن صالح للتفكير في الهجرة، لافتا في حديث مع "سبوتنيك" إلى أن الأطباء في مصر يعانون الكثير من المشاكل سواء من ناحية
الأجور أو من ناحية بيئة العمل، التي يعتبرها "طاردة للأطباء وليست جاذبة لهم".
ورغم أن عبد الرحمن طبيب امتياز (حديث التخرج) إلا أنه يؤكد أن الكثيرين من زملائه يفكرون أيضا في الهجرة للعمل خارج البلاد.
لا ينفي عبد الرحمن إحساس الأطباء بالمسؤولية تجاه بلدهم وأهلهم، "لكن أيضا هناك العديد من العوامل تدفعهم نحو التفكير جديا في الهجرة".
يشير الأطباء الذين تحدثوا لـ"سبوتنيك" إلى أربع مشاكل أساسية تواجههم؛ الأجور، ضغط العمل، ضعف الإمكانيات، قلة عدد الأطباء.
يقول عبد الرحمن العجز في عدد الأطباء، يؤدي إلى زيادة الضغط على الطبيب، حيث يقوم بالعمل لأكثر من ساعات العمل الرسمية في أحيان كثيرة، ويجري كشوفات بأعداد كبيرة يوميا، وبحسب النائبة في البرلمان المصري والطبيبة إيناس عبد الحليم، يعمل
الطبيب نحو 96 ساعة في الأسبوع، بينما ينص قانون العمل المصري على أنه لا يجوز تشغيل العامل أكثر من 8 ساعات يوميا أو 48 ساعة أسبوعيا.
ويشير الطبيب أحمد عمر، في حديث مع "سبوتنيك" إلى مشكلة أخرى يعاني منها الأطباء في مصر، وهي ضعف المردود المادي، بالمقارنة حتى بتكلفة التعليم التي تحملها أثناء دراسته.
يتراوح راتب الطبيب بين 3200 و4000 جنيه، أي ما بين 100 و150 دولارا أمريكيا شهريا.
فيما يكشف كمال محمد "طبيب نساء"، جانبا آخر من المشاكل التي تدفع الأطباء إلى الهجرة، ويشير في حديث لـ"سبوتنيك"، إلى ضعف الحماية القانونية للطبيب، لافتا إلى
تعرض الأطباء لاعتداءات من المواطنين، مستنكرا الثقافة المنتشرة بأن الطبيب هو المسؤول عن كل أزمات الصحة في مصر.
وتطالب نقابة الأطباء بتغلظ العقوبات على المعتدين على الطواقم الطبية، مشددة على ضرورة الانتهاء سريعا من قانون "المسؤولية الطبية" الذي يناقش داخل لجنة الصحة في مجلس النواب حاليا.
من جانبه يقول البرلماني المصري أحمد دياب، إن مجلس النواب بدوره يبحث هذا الأمر مع الحكومة لكنه لا يملك ما يقدمه في الإطار سوى بمطالبة الحكومة.
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك" أن بعض الأوجه الإيجابية التي فعلتها الحكومة في وقت سابق هي استخدام الوحدات الصحية والمراكز الطبيبة في المحافظات، للكشف على المرضى بعد الساعة الثانية ظهرا (موعد انتهاء العمل الرسمي) بأسعار رمزية لاستفادة الأطباء من الناحية المادية، لتعويض ضعف الأجور، وأن العديد من الأطباء يعملون بنفس الآلية التي توفر لهم دخلا إضافيا.
ويرى أن زيادة عدد الأطباء من خلال عدد الطلبة بكليات الطب هي إحدى الخيارات، وأن
معالجة الظاهرة مكلفة بقدر كبير من الناحية المادية، خاصة في ظل زيادة الطلب على الأطباء.
ومؤخرا حضر مسؤولين من وزارة الصحة مناقشات للجنة الصحة في مجلس الشيوخ، لوضع حلول لأزمة هجرة الأطباء، وقال المسؤولين إن "هيئة الرعاية الصحية تسعى إلى توفير الحافز المادي المُناسب للأطباء بتعليمات مِن القيادة السياسية بإعادة النظر في
جداول الأجور".
وأضافوا أن هذا حدث بالفعل في المحافظات التي تم تنفيذ منظومة التأمين الصحي الشامل بها، حيث تم "رفع أجور الأطقم الطبية بشكلٍ كبيرٍ بما يتناسب مع عملهم".
ومن جهته يقول الدكتور رشوان شعبان عضو مجلس النقابة العامة لأطباء مصر، إن العوامل التي تدفع الأطباء إلى الهجرة كما هي لم تحل حتى الآن، وأن الأعداد في تزايد من عام لآخر.
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن الأجور ما زالت دون المستوى والدراسات العليا غير متاحة بشكل جيد، إضافة لبيئة العمل، وقانون المسؤولية الطبية، وجميعها عوامل تحتاج للحل لوقف حالات الهجرة.
وأوضح أن الإحصائيات خلال السنوات الخمس الأخيرة تشير إلى أن أعداد الهجرة تتراوح بين 12 إلى 21 ألف طبيب بين الاستقالات والهجرة.
الاعتراف بالمشكلة لا يحلها، لكن الأمر يحتاج لمعالجة حقيقة، وهو ما يشدد عليه الطبيب المصري بأن الوزارة والجهات المسؤولة تعترف بالمشكلة لكنها لا تحلها بالشكل الصحيح، حيث ترى أن زيادة أعداد الكليات والطلبة يمكن أن تحل المشكلة، وهو حل غير مؤثر، خاصة أن العوامل الأخرى هي من تدفع الأطباء للهجرة.
يشير عضو مجلس النقابة إلى أن مصر تخسر الكوادر التي تؤهلها لصالح الدول التي تستضيف الأطباء للعمل فيها، في حين أن الخسائر الأخرى للمجتمع تتمثل في نقص الأطباء والكوادر البشرية.
وفي أكتوبر/ تشرين الأول 2022، كشف تقرير المجلس الطبي العام في بريطانيا، زيادة في أعداد الأطباء المصريين الذين هاجروا إلى بريطانيا، حيث بلغ عددهم حوالي 5 آلاف طبيب خلال السنوات الخمس الأخيرة.
وبحسب التقرير، فإن عدد الأطباء المصريين في بريطانيا عام 2017، بلغ 435 طبيبًا، ارتفع في العام التالي 2018 إلى 756 طبيبًا، ثم زاد إلى 1301 طبيبًا في 2019، ثم زاد إلى 1220 طبيبا في عام 2020، ثم ارتفع إلى 1312 طبيبا في 1312 طبيبا.