هل سيكون اللقاء الثلاثي بالقاهرة هو الحل في تشكيل حكومة واحدة في ليبيا؟
© Sputnik . Andrei Stenin
/ تابعنا عبر
ردود كثيرة خرجت بعد اللقاء الثلاثي الذي جمع رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح، ورئيس المجلس الأعلى للدولة محمد تكالة بالإضافة إلى رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي في القاهرة.
وقد تم الاتفاق من خلال هذا الاتفاق على ضرورة التأكيد على سير العملية السياسية وتشكيل حكومة موحدة في البلاد هدفها الإشراف على العملية الانتخابية والوصول بليبيا إلى بر الأمان بعد الخلافات السياسية التي عانت منها البلاد طيلة سنوات سابقة.
الأمر لم يحظى بترحيب كبير من بعض الأطراف، حيث اعتبره بعض المحللون بأنه ناقص بسبب غياب أطراف رئيسية مؤثرة جدا في الأزمة الليبية، خاصة وأن غياب هذه الأطراف يحول دون الوصول لأي اتفاق حقيقي يخرج البلاد من حالة الانسداد السياسي التي تشهدها والوصول إلى الانتخابات المنتظرة.
المصالح المشتركة
وفي هذا الإطار يقول المحلل السياسي حسام الدين العبدلي في تصريحه لسبوتنيك إن:
الأطراف الثلاثة التي اتفقت في القاهرة برعاية الجامعة العربية وهم محمد تكالة رئيس المجلس الأعلى للدولة وعقيلة صالح رئيس مجلس النواب الليبي كطرفين رئيسيين، أما محمد المنفي رئيس المجلس الرئاسي فهو يصف نفسه كطرف محايد.
وأعتبر العبدلي أن هذا الاتفاق الثلاثي ينقصه طرفين رئيسيين وهما القيادة العامة للجيش الليبي، وحكومة الدبيبة، مع العلم بان القيادة العامة للجيش هي طرف رئيسي لنجاح أي حوار أو تعديل أو اتفاق قادم، أما بالنسبة لحكومة الدبيبة وصفها العبدلي بأنها حكومة معرقلة للانتخابات أو بمعنى أنها تمتلك السلطة في العاصمة الليبية طرابلس وبالتالي لا تسمح بإجراء الانتخابات كما أنها تملك المال وعدة أدوات أخرى قد تسبب عرقلة أي اتفاق قادم وغياب هذه الأطراف يسبب فشل أو عدم التفاؤل بأي نجاح لهذا الاتفاق.
وتابع:
"بالنسبة للتغيير ووجود حكومة جديدة، كل الأطراف تتجه في هذا الاتجاه، ولكن هل عبدالحميد الدبيبة لديه النية لتسليم الحكومة للحكومة القادمة أم لا، لأنه بالفعل هم من يمتلك أدوات الحكم في العاصمة طرابلس، ويستطيع العرقلة من خلال هذه الأدوات منها النفوذ والسلطة المالية، وبالتالي فهو مهم جدا لأي اتفاق قادم، وقال يجب تغيير حكومة الدبيبة لكي تسير العملية السياسية في البلاد وتحدث الانتخابات في الفترة القادمة.
وقال ليس هناك أي ضمانات لسير هذه المباحثات لأن عقيلة صالح رئيس مجلس النواب سوف يذهب بهذه المخرجات التي تليت في هذا اللقاء لمجلس النواب وطرحها على الأعضاء، وكذلك الحال مع محمد تكالة رئيس المجلس الأعلى للدولة وأعضاءه، كما أنهم لا يملكون السلطة على القوات العسكرية على الأرض، أن هناك أطراف غائبة عن هذا اللقاء وكان حضورها هام جدا.
وأوضح بأن النقطة الأخيرة في البيان تقول بكل صراحة بأنهم يريدون موافقة المجتمع الدولي والبعثة ألأممية على هذا اللقاء والاتفاق، وهنا الكرة في ملعب البعثة الأممية، أن المشكلة والتخوف من رفض البعثة لهذا اللقاء كما رفضت البعثة لقاء أعضاء مجلسي النواب والدولة في تونس، حيث أن البعثة أكدت بأن هذا الإجراء إجراء أحادي وبالتالي هذه الاتفاقات قد لا تنال رضا بعض الدول المتداخلة داخل ليبيا، وهي لها نفوذ على أي اتفاق قادم.
وقال العبدلي:
أما بالنسبة التصريحات الخاصة بالطاولة الخماسية للمبعوث ألأممي عبدالله باتيلي، هو يعرف جيدا أن أي تعديل في أتفاق لجنة 6+6 سوف ينبثق عنه خلل قانوني في ذلك وسوف يفتح باب الطعون مستقبلا بعد الانتخابات، وهذا الأمر قد يجر البلاد إلى نسف الانتخابات أو التشكيك فيها بالكامل، كما أنه يرى بأن الاتجاه في طريق الطاولة الخماسية أفضل من اتفاق 6+6، وهي لا تنكر هذا الاتفاق أو القوانين المنبثقة عنه ولكن يبدو أنها لها رؤية تعتبر أفضل من اتفاق 6+6 بحسب وجهة نظر البعثة، ومن الواضح أن صالح وتكالة لديهم وجهات نظر تختلف عن وجهة نظر باتيلي.
وأكد بأن الجميع شاهدوا دعوة الجامعة العربية لهذه الأطراف بهذه السرعة لينتج عنها اتفاق ثلاثي في هذا الوقت تحديدا، قد يكون السبب هو تعيين نائب للمبعوث ألأممي، وهو خوف بأن يكون هناك تدخل أمريكي قوي في الفترة القادمة ينتج عنه لجنة تشبه لجنة الـ75 قد تسميها البعثة بأي أسم وهذا التوجه المدعوم أمريكيا قد لا ينال أعجاب الأطراف الإقليمية المتدخلة في الشأن الليبي، وربما هذا هو سبب اجتماع اللقاء الثلاثي في القاهرة.
لقاءات تشاوريه
ومن ناحيته أعتبر المحلل السياسي عصام الزبير في تصريحاته لسبوتنيك أن:
هذا اللقاء سيكون لقاء تشاوري وليس رسمي، كل الأطراف أجمعت بأن هناك حالة انسداد سياسي، وهناك تمويه لأن هناك أطراف تتجه نحو الحل بالرغم من كونها لا تريد الحل، هذه الأطراف لا تريد الحل لأنها تريد البقاء في المشهد أكثر فترة.
ويعتقد بأن الدفع من الجامعة العربية في هذا الاتجاه سيكون بعيد عن سياسة الدولة المصرية، لذلك يحاول البعض أخذ خط الجامعة العربية، وهذا ما تم انتظاره وطال كثيرا موقف الجامعة العربية، وكانت التدخلات تأتي من دول بعينها هي التي تعمل على الملف الليبي.
وأعتبر أن التدخل هو محاولة أخيرة من الجامعة العربية التي جاءت متأخرة ولم تعمل على حل الأزمة الليبية بل كانت مبتعدة عنها، وكانت تعتمد على أشياء غير شرعية كانت ستساهم في أزمة الموقف أكثر من حله، أما توجهها الآن للحل أمر غريب وغير مألوف من الجامعة العربية.
وقال قد يكون هذا الأمر بمثابة موقف أنقاض لمبادرة باتيلي للدفع بالأطراف إلى الجلوس نحو طاولة الحوار ومن ثم الضغط عليهم من المجتمع الدولي في الجلوس في الطاولة الخماسية.
وأوضح أن:
مسألة الدفع بالحكومة الجديدة نقطة خلاف بعض الأطراف، ويعتقد أن المجلس الأعلى للدولة وتحديدا جناح تكالة أنه يوافق على فرز وإنتاج حكومة جديدة، وأن عقيلة صالح رئيس مجلس النواب يدفع بذلك هو الآخر، وبالتالي سيكون هناك اتجاهين متضادين ولا يعتقد أن هناك حل في هذا الاتجاه خاصة، وأن المجلس الأعلى للدولة يحمل مجلس النواب بالتدخل من اجل التغيير في مخرجات لجنة 6+6 وهو الذي لن يصل بالبلاد إلى حل إلا في حالة وجود ضغط دولي.
وأكد الزبير بأن للجامعة العربية لا تملك القوة في كل القضايا العربية، شاهد العالم مشهد غزة والقضية الفلسطينية، والمشهد في السودان بالإضافة إلى المشهد الليبي، لا وجود وتأثر للجامعة العربية وإنما مجرد فقاعة إعلامية لن تنتج عنها أي مخرجات.
وقال:
سيتم اللجوء لطاولة الحوار بعد ضغط الدول الخارجية خاصة بعد تحركات المبعوث الأمريكي ريتشارد نورلاند والمندوب ألأممي عبدالله باتيلي الذي يسعى للبحث عن التأثير للأطراف الخارجية المؤثرة في المشهد الليبي وخاصة السفراء، والأطراف الأخرى خارج ليبيا من أجل الدفع نحو الجلوس لطاولة الحوار، وقد يجلس البعض بعد ذلك نتيجة الضغوط التي يتجه لها بعض الأطراف من بعض الدول من أجل تسوية المشهد والحصول على مكتسبات لهم، خاصة وان الأطراف الخارجية لم تعتمد رؤية واضحة للحل الليبي، وكل طرف يريد أن يخرج بحل يتماشى مع توجهاته.