الفقر والحصار يرخيان بثقلهما على سحر رمضان دمشق... صور وفيديو
11:43 GMT 14.03.2024 (تم التحديث: 13:39 GMT 14.03.2024)
© Sputnik . Shams Melhem الفقر والحصار يرخيان بأحمالهما على سحر رمضان دمشق
© Sputnik . Shams Melhem
تابعنا عبر
حصري
يصر السوريون على إحياء أجواء شهر رمضان المبارك، رغم صعوبة المعيشة، إلا أن أغلب العادات الرمضانية المتوارثة عبر الأجيال، ما زالت على حالها ولو بشكل أضيق.
وتشهد أسواق الأحياء القديمة في العاصمة السورية دمشق، إقبالًا أكثر نشاطا مقارنة ببقية أيام السنة، فيما الأكثر انتعاشا يتركز في أسواق المشروبات والمأكولات الرمضانية، مثل (قمر الدين/ عصير المشمش المحلى والمجفف) و(العرق سوس) المحضّر من جذور نبات السوس، إلى جانب (المعروك) و(الناعم) وغيرها.
ومع ذلك، فإن مستوى البيع والشراء ازداد انخفاضا ولا يتجاوز 30% عما كان عليه في العام الماضي، وفق ما أكد الباعة في سوق الميدان لـ "سبوتنيك".
من نافل القول بأن الفقر والمعيشية الصعبة يرخيان بأخف آثارهما على سكان العاصمة دمشق مقارنة ببقية المحافظات السورية، إلا أن ذلك لم يمنعهما من تكريس تبدلات جوهرية تتراكم باضطراد على التكافل الاجتماعي المعروف عن للدمشقيين.
يقول أبو أحمد النشواتي، أحد سكان حي "الجزماتية": "الظروف الاقتصادية تضغط على عموم الشعب السوري، أصبحنا نشتري اللازم والضروري من احتياجات المنزل"، مضيفًا بأسف: "لم يعد السوريون يشترون الأشياء بطريقة تطرح فيها (البركة) لهم ولجيرانه وأقربائه"، كناية عن تراجع عادات التكافل بين العائلات الميسورة والمتعففة.
© Sputnik . Shams Melhem الفقر والحصار يرخيان بأحمالهما على سحر رمضان دمشق
الفقر والحصار يرخيان بأحمالهما على سحر رمضان دمشق
© Sputnik . Shams Melhem
وأوضح النشواتي لـ "سبوتنيك" أن "معظم عادات الناس تغيرت عن ذي قبل، كانوا يبدؤون بالتحضير لرمضان قبل قدومه بأسبوع كامل، ويقيمون الولائم خلال الشهر ويدعون بعضهم بعضا إلى الولائم، إلا أن كل ذلك كله تغير اليوم بسبب الحرب الاقتصادية التي أثرت على عموم السوريين.. اليوم يكتفي معظم الناس بالنظر إلى الحلويات الدمشقية التي لم تفارق موائدهم يوما قبل الحرب".
الزائر إلى سوق الميدان الدمشقي لا بد وأن يلفته تلك الزينة التي واظب تجار الحي على نشرها أما تجمع محال الحلويات الشرقية العريقة.
بطبيعة الحال، ومع الانقطاع شبه المستمر للتيار الكهربائي الذي تبرره الحكومة بشح النفط وسرقته من قبل الاحتلال الأمريكي، فقد لجأ التجار إلى المدخرات لضمان استمرار إضاءة آلاف المصابيح التي يوزعونها فوق الطريق الرئيسي للسوق.
ليلا، ومع توجه الصائمين إلى صلاة (التراويح)، يتحول المشهد إلى لوحة ساحرة تتمازج فيها روحانية الشهر الفضيل بالأنوار الساطعة المتشابكة مع صراخ الباعة ترغيبا بما يعرضنوه من (خبز الناعم المقلي) المشّبع بدبس العنب، و(المعروك) المحشو بما لذّ وطاب (تمر، زبيب، جوز هند، وفواكه مجففة..)، وصرر الأوزي، والقطائف المحشوة بالجوز والقشطة.
في هذه اللحظات الساحرة الهاربة من تاريخ ساحر لرمضان دمشق، لربما تتلاشى الجراح العميقة التي شقها الحصار الأمريكي في أجساد الصائمين، قبل أن تستأنف آلامها في اليوم التالي.
© Sputnik . Shams Melhem الفقر والحصار يرخيان بأحمالهما على سحر رمضان دمشق
الفقر والحصار يرخيان بأحمالهما على سحر رمضان دمشق
© Sputnik . Shams Melhem
الأسعار تلحق بالتكلفة
بطبيعة الحال، ثمة ارتفاع كبير في أسعار السلع الرمضانية، عطفا على نسب التضخم المتزايدة باضطراد عنها في العام الماضي.
ورغم التأكيد المتواصل لمن استطلعت "سبوتنيك" آرائهم على بقية من طاقة لعيش ما تيسر من الأجوء الرمضانية كما عهدوها قبل الحرب، إلا أن ذلك بذاته يؤشر إلى انشغال مستمر بتأثيرها لدى التوقف عند كل متجر لشراء أي سلعة.
يقول عمر محمد الحجار، بائع المشروبين الأشهر في رمضان الدمشقيين: (العرقسوس والتمر هندي)، لـ "سبوتنيك": "حركة الناس في الشوارع جيدة، والأجواء جميلة رغم الفقر الذي يعانيه معظم الناس"، مشيراً إلى أن "الأسعار تضاعفت عن العام الماضي، فسعر كيس العرقسواس أصبح خمسة ألاف بينما كان في الماضي ألفين، والتمر هندي 15 ألف والجلاب 25 ألف ليرة سورية والليمونية 30 ألف ليرة سورية".
يبرر الحجار هذا الارتفاع بغلاء المواد الأولية التي يستخدمها لإنتاج عصائره.
وكذا الأمر لدى لقاء لـ "سبوتنيك" مع بدر الدين حيدر، صاحب مصنع حلويات شرقية، مضيفًا: "من العادات الرمضانية الدمشقية المتبعة الحلويات الدمشقية المشهورة كالبرازق والعجوة والغريبة والعوامة والقطايف"، مستدركا قوله: "لكن الوضع الاقتصادي أثر على الجميع، وأصبح الغلاء الذي يلحق بالتكلفة عائقا أمام الكثير من الزبائن لشراء الحلويات، ومن كان يشتري كيلو من الحلويات أصبح اليوم يشتري نصف كيلو، والبعض يشتري بالقطعة على عدد أفراد أسرته".