الجمعيات الخيرية في سوريا تئن تحت ضغوط الحصار الأمريكي... صور وفيديو
19:03 GMT 02.04.2024 (تم التحديث: 08:37 GMT 03.04.2024)
© Sputnik . Shams Molhem
تابعنا عبر
حصري
لطالما كان شهر رمضان غزير الرحمة للمحتاجين والفقراء تبعا لوفرة المساعدات التي تقدمها الجمعيات الخيرية لهم طيلة الشهر، إلا أن ثمة واقعا جديدا ظلل الشهر الفضيل هذا العام مع تعمق منعكسات الأزمة الاقتصادية والعقوبات الجائرة المفروضة على سوريا، وما أنتجته من تشابكات حدت من قدرة الجمعيات الخيرية الإيفاء بالتزاماتها الإنسانية.
فالواقع الاقتصادي الصعب، بدأ يعرقل بشكل كبير نشاط الجمعيات والمبادرات التي ترتكز إلى دعم قطاع الأعمال والميسورين في ممارسة أنشطتها الخيرية تجاه المحتاجين الذين تزداد أعدادهم بتناسب عكسي مع أعداد القادرين على التبرع.
يقول نجيب حاج بكري، رئيس مجلس أمناء مؤسسة (جيلنا) الخيرية: "اليوم، الوضع الاقتصادي سيئ في سوريا، هذا الأمر ترك أثرا سلبيا على عمل الجمعيات الخيرية".
حاج بكري الذي يشارك في توزيع الطعام للأسر المحتاجة في أحياء العاصمة دمشق: أضاف لـ "سبوتنيك رغم الأوضاع الصعبة، إلا أننا مثلما كنا متكاتفين ضد بندقية الإرهاب، فاليوم، في ظل الحصار الاقتصادي، علينا أن نحاول تقديم ما بوسعنا كي نوفر الطعام للناس المحتاجة في رمضان".
ويقدم مطبخ مؤسسة (جيلنا) نحو 400 وجبة إفطار لـ 400 أسرة محتاجة في دمشق وريفها، الأمر الذي قصر المساعدة على "الأسر الأشد احتياجا"، وفق حاج بكري، موضحا أن "مطابخ رمضان هي عادة قديمة متوارثة من الأجداد والأباء، ويقوم الجيل الحالي يقوم بتعزيزها لتبقى حاضرة في المجتمع بالرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة".
الجمعيات الخيرية في سوريا تئن تحت ضغوط الحصار الأمريكي
© Sputnik . Shams Molhem
الأوضاع الاستثنائية التي تمر بها سوريا، دفعت المنظمات غير الحكومية والمبادرات التطوعية للقيام بما تستطيعه خلال شهر رمضان الحالي، إلا ان ذلك بدأ يتخذ منحى أكثر صعوبة عن الأعوام السابقة.
يؤكد ياسر الخالد، رئيس مجلس إدارة جمعية (ساعد) الخيرية لـ "سبوتنيك": "جمعيتنا، وبعدما كانت تطبخ لجميع المحافظات السورية، إلا أنها اليوم لا تستطيع الطبخ إلا ربع الكميات التي كانت تقدمها للمحتاجين".
الجمعيات الخيرية في سوريا تئن تحت ضغوط الحصار الأمريكي
© Sputnik . Shams Molhem
تراجع أعداد المتبرعين، لا بل انضمام الكثير منهم إلى قوائم المحتاجين غير بشكل جذري عمل الجمعيات الخيرية.
يقول الخالد: "ارتفاع الأسعار أثر بشكل كبير على ما تقدمه الجمعيات الخيرية للمحتاجين، لم يعد هناك دعم كما كان عليه الأمر السابق"، لافتاً إلى أن "اقتصار عملهم على مطبخ واحد في محافظة دمشق بعدما كان لديهم مطابخ في جميع المحافظات".
الجمعيات الخيرية في سوريا تئن تحت ضغوط الحصار الأمريكي
© Sputnik . Shams Molhem
سيرين الفرا، عضو مجلس الأمناء في مؤسسة (سورية بتجمعنا)، تحدثت لـ "سبوتنيك" عن التحديات التي تعانيها مؤسستها الخيرية في رمضان الحالي، مؤكدة أن: "هذا العام يختلف عن الأعوام السابقة فالظروف صعبة جداً، الأمر الذي أثر على عمل المؤسسات والجمعبات الخيرية عموما".
وأشارت الفرا إلى أن: "التضخم وصعوبة تأمين المواد الغذائية إلى جانب قلة السيولة بين أيدي الناس تقف جميعها عائقا كبيرا أمام نشاطنا" مستدركة قولها: "وبالرغم من كل هذا، فلا يزال هناك أناس يحرصون على تقديم المساعدة ولو بشكل بسيط".
وتستهدف حملة "سوريا بتجمعنا" مختلف المحافظات على امتداد الجغرافية السورية، وتقوم بتوزيع مواد عينية ونقدية على الفئات المستهدفة إضافة لتقديم مواد غذائية داعمة للمطابخ ودور الأيتام والمسنين والمطابخ التابعة للمنظمات والمؤسسات الشريكة في العمل".
الجمعيات الخيرية في سوريا تئن تحت ضغوط الحصار الأمريكي
© Sputnik . Shams Molhem
تقول الفرا: برامجنا متنوعة وتحاول تغطية مختلف النواحي المتعلقة بحياة الأسر المحتاجة لتخفيف الأعباء الاقتصادية عنها"، مشيرة إلى أن "العمل التطوعي في المؤسسة ساند شريحة كبيرة من أبناء الشعب السوري وقدم الخدمات والمساعدات المادية والمعنوية للفئات المستهدفة، وذلك بجهود المتطوعين الشباب".
الجمعيات الخيرية في سوريا تئن تحت ضغوط الحصار الأمريكي
© Sputnik . Shams Molhem
المتطوعة آية قحف، عضو مجلس أمناء مؤسسة (جيلنا) الخيرية، أكدت لـ " سبوتنيك": أن "الظروف الاقتصادية الصعبة والعقوبات الأمريكية والغربية التي فرضت على سوريا، امتدت لتشمل مختلف الشرائح الاجتماعية، وتطال عمل الجمعيات الخيرية، والمبادرات الأهلية التي كانت تتسابق لتقديم المساعدات الإنسانية للأسر المحتاجة".
الجمعيات الخيرية في سوريا تئن تحت ضغوط الحصار الأمريكي
© Sputnik . Shams Molhem
تضيف الشابة قحف: "أصبحت المبادرات الخيرية تعاني من تراجع قدرتها على تأمين المواد الغذائية اللازمة لممارسة نشاطها، بالإضافة إلى اتساع شريحة الناس المحتاجة بسبب تدهور الأوضاع الاقتصادية لغالبية السوريين، إلى جانب غلاء أسعار السلع التموينية، وصعوبة تأمين الغاز المنزلي لطهي الطعام للأسر التي كانت تعول كثيرا على أهل الخير والجمعيات الخيرية في شهر الصيام".
