https://sarabic.ae/20241215/ما-هي-تداعيات-المصالحة-الصومالية-الإثيوبية-التي-قادتها-تركيا-على-الأوضاع-في-القرن-الأفريقي؟-1095814870.html
ما هي تداعيات المصالحة الصومالية الإثيوبية التي قادتها تركيا على الأوضاع في القرن الأفريقي؟
ما هي تداعيات المصالحة الصومالية الإثيوبية التي قادتها تركيا على الأوضاع في القرن الأفريقي؟
سبوتنيك عربي
بعد توقيع الصومال وإثيوبيا اتفاقا للمصالحة برعاية تركية، هناك الكثير من التساؤلات يتم تداولها من قبل المراقبين حول تداعيات هذا الاتفاق على الوضع الأمني... 15.12.2024, سبوتنيك عربي
2024-12-15T18:00+0000
2024-12-15T18:00+0000
2024-12-15T18:00+0000
حصري
تقارير سبوتنيك
الصومال
أخبار إثيوبيا
توتر العلاقات في القرن الأفريقي
العمليات العسكرية في تيغراي
اتفاقية "جدة" للسلام بين إثيوبيا وإريتريا
أخبار تركيا اليوم
مقديشيو
مقديشو
https://cdn.img.sarabic.ae/img/104510/42/1045104257_0:148:3115:1900_1920x0_80_0_0_9b30aeeac991dd5b031b7c4f4cd744d2.jpg
ما هي أهم التداعيات والتأثيرات التي يمكن أن تنتج عن الاتفاق ومدى التزام الطرفان بما تم التوقيع عليه وهل تضمن أنقرة تنفيذ الاتفاق وماذا عما أبرمته إثيوبيا مع "أرض الصومال".. وهل يؤثر ذلك على علاقات الصومال مع بعض الدول التي وقع معها اتفاقات تعاون مشترك؟بداية يقول الدكتور حسن شيخ علي، الأستاذ في المعهد العالي للدراسات الأمنية بالصومال إن "العلاقات بين الصومال وإثيوبيا كانت سيئة منذ الأزل، إلا أنها زادت سوءا بعد أن حاولت إثيوبيا الاستيلاء على جزء من الصومال، بعد أن وقّعت إثيوبيا مذكرة التفاهم مع أرض الصومال، التي هي جزء من الصومال".مصالح إقليميةوأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك": "إن الأطماع الصومالية تجاه البحار الصومالية ساهم في التوتر الأمني في القرن الأفريقي، خاصة بعد أن وقّعت إثيوبيا مذكرة التفاهم مع أرض الصومال، التي تعتبرها الصومال جزء لا يتجزأ عن الصومال العظيم، وبينما كان الوضع الأمني والدبلوماسي متوتر جدا، تدخلت تركيا والتي وقعت اتفاقية دفاعية مشتركة بين الصومال وتركيا، لحماية الصومال من التوغل الإثيوبي".وأشار شيخ علي إلى أنه "في يوم11 نوفمبر(تشرين ثاني) 2024، برعاية تركية، تم اللقاء بين الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، في مدينة أنقرة، وبعد مداولات ونقاش حاد، حسب المراقبين، عدلت إثيوبيا عن موقفها تجاه سيادة الصومال، وبدلًا عن التمسك بمذكرة التفاهم مع أرض الصومال، تقدمت إثيوبيا بطلب تريد من خلاله الاستخدام في الموانئ الصومالية حسب الأعراف والقوانين الدولية التي تنظم العلاقة بين الدول الحبيسة والدول البحرية، والصومال أصلا لم تكن تعترض على توفير منافذ بحرية لإثيوبيا حسب العهود والمواثيق الدولية، التي ترعى مصالح الدول الحبيسة مثل إثيوبيا".العلاقات الخارجيةوحول مستقبل العلاقات بين الصومال ومصر بعد توقيع اتفاق المصالحة الصومالية مع إثيوبيا، يقول أستاذ الدراسات الأمنية حسن شيخ علي: "يرى بعض المراقبين أن إثيوبيا تراجعت عن طموحاتها بالتغول في الصومال بعد أن وقعت الصومال اتفاقية الدفاع المشترك مع جمهورية مصر العربية، ومن ثم استفادت الصومال من الحضور المصري في القرن الأفريقي والتزامها بالدفاع عن سيادة الصومال من أي اعتداء خارجي- بالذات جارتها إثيوبيا".ولفت شيخ علي إلى أن "الوضع الأمني في القرن الأفريقي مازال غير مستقر حتى هذه اللحظة، مع بعض الأمل بعد أن تدخلت تركيا بكل ثقلها الدبلوماسي في تهدئة الوضع والكل في حالة من الترقب، الجميع يسأل.. هل تلتزم إثيوبيا بالقوانين والعهود الدولية تجاه سيادة الصومال، أم سيستمر تدخلها العسكري والسياسي في الشأن الصومالي الداخلي؟".محاصرة إثيوبيافي المقابل، يقول ياسين أحمد، رئيس المعهد الإثيوبي للدبلوماسية الشعبية: "من أهم تداعيات اتفاقية أنقرة بين إثيوبيا والصومال على القرن الإفريقي، هي توقف التجاذبات الإقليمية لمحاصرة إثيوبيا وتأجيج الصراع بين إثيوبيا والصومال، وإزالة المبررات والدوافع للتحالف الثلاثي بين مصر والصومال وإريتريا ضد إثيوبيا، بهدف الحرب بالوكالة أو إشعال حرب مباشرة بين إثيوبيا والصومال".وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك": "الإنفاق الإثيوبي- الصومالي يمثل دعوة لعدد من الدول من أجل مراجعة سياستها في القرن الأفريقي".التواجد في البحر الأحمروأشار أحمد إلى أن "استراتيجية تركيا في أفريقيا تقوم على التوسع الإيجابي في القرن الأفريقي، الذي يتسم بالتعاون العسكري والأمني والاقتصادي، وهذا يمهد للتواجد التركي في البحر الأحمر مستقبلا".ولفت أحمد إلى أن "طموح تركيا في التواجد في البحر الأحمر سيعزز التحالفات مع دول الخليج في منافسة التواجد الإيراني في البحر الأحمر، كما أن التقارب الإثيوبي - الصومالي سيخدم التواجد التركي في البحر الأحمر مستقبلا".تساؤلات منطقيةمن جانبه، يقول د. مختار غباشي، أمين عام مركز "الفارابي" للدراسات السياسية بالقاهرة، إن "تركيا تربطها علاقة مع الجانب الصومالي الإثيوبي الإريتري وأيضا مع جيبوتي، حيث تربط تركيا بتلك الدول علاقات استراتيجية ومهمة".وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك": "رعاية تركيا لمصالحة إثيوبية - صومالية يطرح الكثير من التساؤلات حول الأسس التي تمت على أساسها تلك المصالحة نظرا لتعدد الملفات في تلك الأزمة.. هل تمت على أساس أن تقوم أديس أبابا بسحب قواتها التي تمثل محل جدل من داخل الصومال أم على أساس إلغاء الاتفاقية التي وقعتها إثيوبيا مع ما يسمى بأرض الصومال والتي تحصل بموجبها على ميناء وقاعدة عسكرية مقابل الاعتراف بها كدولة، وهناك أشياء كثيرة جدا ترتبط بتلك المصالحة لا تزال غامضة".خطورة كبيرةوتابع غباشي: "بشكل عام مصر حاضرة في المشهد الحالي وتدرك جيدا كيفية تأمين ممراتها البحرية نظرا لحساسية تلك المنطقة وتأثيرها على البحر الأحمر وحركة الملاحة الدولية وقناة السويس المصرية، حيث أن تأثير تلك التطورات بشكل غير إيجابي يمثل خطورة كبيرة، لذا فالتواجد المصري أيضا في تلك المنطقة حثيث ويستحيل أن تتنازل عن مصالحها في تلك المنطقة".ولفت غباشي إلى "رعاية تركيا لمصالحة إثيوبية - صومالية هو نوع من تمدد المصالح التركية على النطاق الإقليمي والمحيط الخاص بها، فقد رأينا الدور التركي في الأحداث السورية وعلاقتها بهيئة تحرير الشام، ويرى الكثير من المراقبين أن تركيا من أكبر الكاسبين من التغييرات التي حدثت في سوريا".وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن الصومال وإثيوبيا توصلتا، الأربعاء الماضي، في ختام مفاوضات جرت بوساطته في أنقرة إلى اتفاق "تاريخي" ينهي التوترات بين البلدين الجارين في القرن الأفريقي.وخلال مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، في أنقرة، قال أردوغان: "آمل أن يكون هذا الاتفاق التاريخي الخطوة الأولى نحو بداية جديدة مبنية على السلام والتعاون بين مقديشو وأديس أبابا".وبحسب نص الاتفاق الذي نشرته تركيا، فقد اتّفق الطرفان على "التخلي عن الخلافات في الرأي والقضايا الخلافية، والتقدّم بحزم في التعاون نحو رخاء مشترك".واتّفق البلدان أيضا، وفقا للنص، على العمل باتجاه إقرار إبرام اتفاقيات تجارية وثنائية من شأنها أن تضمن لإثيوبيا وصولا إلى البحر "موثوقا به وآمنا و مستداما... تحت السلطة السيادية لجمهورية الصومال الفيدرالية"، وتحقيقا لهذه الغاية، سيبدأ البلدان قبل نهاية شباط/ فبراير المقبل، محادثات فنية تستغرق على الأكثر 4 أشهر، بهدف حل الخلافات بينهما "من خلال الحوار، وإذا لزم الأمر بدعم من تركيا".وتوجّه الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي إلى العاصمة التركية أنقرة، الأربعاء الماضي، لعقد جولة جديدة من المفاوضات نظمتها تركيا، بعد محاولتين أوليتين لم تسفر عن تقدم ملحوظ.وخلال المناقشات السابقة التي جرت في حزيران/يونيو وآب/ أغسطس 2024 في أنقرة، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، زيارات مكوكية بين نظيريه، من دون أن يتحدثا بشكل مباشر.وتوسّطت تركيا في هذه القضية بهدف حل الخلاف القائم بين إثيوبيا والصومال بطريقة تضمن لأديس أبابا وصولا إلى المياه الدولية عبر الصومال، لكن من دون المساس بسيادة مقديشو.وأعرب أردوغان عن قناعته بأنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء، بعد ثماني ساعات من المفاوضات، سيضمن وصول إثيوبيا إلى البحر.وقال: "أعتقد أنّه من خلال الاجتماع الذي عقدناه اليوم … سيقدّم أخي شيخ محمود الدعم اللازم للوصول إلى البحر لإثيوبيا".من جهته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد: "لقد قمنا بتسوية سوء التفاهم الذي حدث في العام الماضي… إثيوبيا تريد وصولا آمنا وموثوقا به إلى البحر. هذا الأمر سيفيد جيراننا بنفس القدر".وأضاف أنّ المفاوضات التي أجراها مع الرئيس الصومالي يمكن أن تسمح للبلدين "بأن يدخلا العام الجديد بروح من التعاون والصداقة والرغبة في العمل معا".بدوره، قال الرئيس الصومالي: "اتفاق أنقرة وضع حدا للخلاف بين مقديشو وأديس أبابا"، مشدّدا على أنّ بلاده "مستعدّة للعمل مع السلطات الإثيوبية والشعب الإثيوبي".وذكر التلفزيون الصومالي أن "شيخ محمود، وأردوغان عقدا مناقشات خلال اجتماعهما الثنائي تناولت تعزيز العلاقات الثنائية، وتمهيد الطريق لجولة ثالثة من المحادثات بين الصومال وإثيوبيا بوساطة تركيا".وقالت الرئاسة التركية على منصة "إكس" إن أردوغان عقد اجتماعات ثنائية مع الزعيمين. ولم ترد تفاصيل أخرى عن محتوى الاجتماعات.كان البلدان المتجاوران على خلاف منذ أبرمت إثيوبيا اتفاقا في يناير/كانون الثاني الماضي مع منطقة أرض الصومال المنفصلة عن الصومال لاستئجار مساحة من الساحل لميناء وقاعدة عسكرية مقابل الاعتراف بها، على الرغم من أن أديس أبابا لم تؤكد ذلك قط.أثارت هذه الخطوة خلافا دبلوماسيا وعسكريا عنيفا بين إثيوبيا والصومال، التي وصفت الاتفاق بأنه انتهاك لسيادتها، مما أثار أجراس الإنذار الدولية بشأن خطر تجدد الصراع في منطقة القرن الأفريقي المتقلبة.
https://sarabic.ae/20241215/الصومال-يطلع-مصر-على-نتائج-الاتفاق-مع-إثيوبيا-برعاية-تركيا-وهذا-رد-القاهرة-1095808621.html
https://sarabic.ae/20241212/قطر-تصدر-بيانا-بشأن-الاتفاق-التاريخي-بين-إثيوبيا-والصومال-1095724079.html
https://sarabic.ae/20241212/أردوغان-اتفاق-تاريخي-بين-إثيوبيا-والصومال-لإنهاء-التوترات-بين-البلدين-1095711840.html
https://sarabic.ae/20241211/هل-تنجح-الجولة-الجديدة-من-المحادثات-الصومالية-الإثيوبية-التي-تستضيفها-تركيا-لحل-الأزمة-بين-البلدين؟-1095703736.html
https://sarabic.ae/20241208/ماذا-يحدث-مع-مقاتلي-تيغراي-السابقين-في-إثيوبيا-وكيف-يعاملون-1095592293.html
https://sarabic.ae/20241129/كيف-سيواجه-الرئيس-الجديد-لـأرض-الصومال-القضايا-الشائكة-وعلى-رأسها-الاتفاق-الموقع-مع-إثيوبيا؟-1095339045.html
الصومال
مقديشيو
مقديشو
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
2024
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
الأخبار
ar_EG
سبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
https://cdn.img.sarabic.ae/img/104510/42/1045104257_193:0:2922:2047_1920x0_80_0_0_701493ce7dfc71362020b03467cc4441.jpgسبوتنيك عربي
feedback.arabic@sputniknews.com
+74956456601
MIA „Rossiya Segodnya“
حصري, تقارير سبوتنيك, الصومال, أخبار إثيوبيا, توتر العلاقات في القرن الأفريقي, العمليات العسكرية في تيغراي, اتفاقية "جدة" للسلام بين إثيوبيا وإريتريا, أخبار تركيا اليوم, مقديشيو, مقديشو, العالم العربي, أخبار العالم الآن, حول العالم
حصري, تقارير سبوتنيك, الصومال, أخبار إثيوبيا, توتر العلاقات في القرن الأفريقي, العمليات العسكرية في تيغراي, اتفاقية "جدة" للسلام بين إثيوبيا وإريتريا, أخبار تركيا اليوم, مقديشيو, مقديشو, العالم العربي, أخبار العالم الآن, حول العالم
ما هي تداعيات المصالحة الصومالية الإثيوبية التي قادتها تركيا على الأوضاع في القرن الأفريقي؟
حصري
بعد توقيع الصومال وإثيوبيا اتفاقا للمصالحة برعاية تركية، هناك الكثير من التساؤلات يتم تداولها من قبل المراقبين حول تداعيات هذا الاتفاق على الوضع الأمني والعسكري في القرن الأفريقي، وتأثير تلك الخطوة على العلاقات الخارجية لكلا البلدين ومصير البروتوكولات، التي تم التوقيع عليها من جانب البلدين أثناء الأزمة.
ما هي أهم التداعيات والتأثيرات التي يمكن أن تنتج عن الاتفاق ومدى التزام الطرفان بما تم التوقيع عليه وهل تضمن أنقرة تنفيذ الاتفاق وماذا عما أبرمته إثيوبيا مع "أرض الصومال".. وهل يؤثر ذلك على علاقات الصومال مع بعض الدول التي وقع معها اتفاقات تعاون مشترك؟
بداية يقول الدكتور حسن شيخ علي، الأستاذ في المعهد العالي للدراسات الأمنية بالصومال إن "العلاقات بين الصومال وإثيوبيا كانت سيئة منذ الأزل، إلا أنها زادت سوءا بعد أن حاولت إثيوبيا الاستيلاء على جزء من الصومال، بعد أن وقّعت إثيوبيا
مذكرة التفاهم مع أرض الصومال، التي هي جزء من الصومال".
وأضاف في حديثه لـ"
سبوتنيك": "إن الأطماع الصومالية تجاه البحار الصومالية ساهم في التوتر الأمني في القرن الأفريقي، خاصة بعد أن وقّعت إثيوبيا مذكرة التفاهم مع أرض الصومال، التي تعتبرها الصومال جزء لا يتجزأ عن الصومال العظيم، وبينما كان الوضع الأمني والدبلوماسي متوتر جدا، تدخلت تركيا والتي وقعت اتفاقية دفاعية مشتركة بين
الصومال وتركيا، لحماية الصومال من التوغل الإثيوبي".
وأشار شيخ علي إلى أنه "في يوم11 نوفمبر(تشرين ثاني) 2024، برعاية تركية، تم اللقاء بين الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، في مدينة أنقرة، وبعد مداولات ونقاش حاد، حسب المراقبين، عدلت إثيوبيا عن موقفها تجاه سيادة الصومال، وبدلًا عن التمسك بمذكرة التفاهم مع أرض الصومال، تقدمت إثيوبيا بطلب تريد من خلاله الاستخدام في الموانئ الصومالية حسب الأعراف والقوانين الدولية التي تنظم العلاقة بين
الدول الحبيسة والدول البحرية، والصومال أصلا لم تكن تعترض على توفير منافذ بحرية لإثيوبيا حسب العهود والمواثيق الدولية، التي ترعى مصالح الدول الحبيسة مثل إثيوبيا".
وحول مستقبل العلاقات بين الصومال ومصر بعد توقيع اتفاق المصالحة الصومالية مع إثيوبيا، يقول أستاذ الدراسات الأمنية حسن شيخ علي: "يرى بعض المراقبين أن إثيوبيا تراجعت عن طموحاتها بالتغول في الصومال بعد أن وقعت الصومال
اتفاقية الدفاع المشترك مع جمهورية مصر العربية، ومن ثم استفادت الصومال من الحضور المصري في القرن الأفريقي والتزامها بالدفاع عن سيادة الصومال من أي اعتداء خارجي- بالذات جارتها إثيوبيا".
ولفت شيخ علي إلى أن "الوضع الأمني في القرن الأفريقي مازال غير مستقر حتى هذه اللحظة، مع بعض الأمل بعد أن تدخلت تركيا بكل ثقلها الدبلوماسي في
تهدئة الوضع والكل في حالة من الترقب، الجميع يسأل.. هل تلتزم إثيوبيا بالقوانين والعهود الدولية تجاه سيادة الصومال، أم سيستمر تدخلها العسكري والسياسي في الشأن الصومالي الداخلي؟".
في المقابل، يقول ياسين أحمد، رئيس المعهد الإثيوبي للدبلوماسية الشعبية: "من أهم تداعيات اتفاقية أنقرة بين إثيوبيا والصومال على القرن الإفريقي، هي توقف التجاذبات الإقليمية لمحاصرة إثيوبيا وتأجيج الصراع بين إثيوبيا والصومال، وإزالة المبررات والدوافع للتحالف الثلاثي بين
مصر والصومال وإريتريا ضد إثيوبيا، بهدف الحرب بالوكالة أو إشعال حرب مباشرة بين إثيوبيا والصومال".
وأضاف في حديثه لـ"
سبوتنيك": "الإنفاق الإثيوبي- الصومالي يمثل دعوة لعدد من الدول من أجل مراجعة سياستها في القرن الأفريقي".
وأشار أحمد إلى أن "استراتيجية تركيا في أفريقيا تقوم على التوسع الإيجابي في القرن الأفريقي، الذي يتسم بالتعاون العسكري والأمني والاقتصادي، وهذا يمهد للتواجد التركي في البحر الأحمر مستقبلا".
وأوضح رئيس المعهد الإثيوبي أن "نجاح تركيا في الوساطة بين أثيوبيا والصومال باتفاقية أنقرة، سوف يعزز التواجد التركي في البحر الأحمر مستقبلا، مما سيشكل تهديدا للتواجد الإيراني في اليمن".
ولفت أحمد إلى أن "طموح تركيا في التواجد في البحر الأحمر سيعزز التحالفات مع دول الخليج في منافسة التواجد الإيراني في البحر الأحمر، كما أن التقارب الإثيوبي - الصومالي سيخدم التواجد التركي في البحر الأحمر مستقبلا".
من جانبه، يقول د. مختار غباشي، أمين عام مركز "الفارابي" للدراسات السياسية بالقاهرة، إن "تركيا تربطها علاقة مع الجانب الصومالي الإثيوبي الإريتري وأيضا مع جيبوتي، حيث تربط تركيا بتلك الدول علاقات استراتيجية ومهمة".
وأضاف في حديثه لـ"
سبوتنيك": "رعاية تركيا لمصالحة إثيوبية - صومالية يطرح الكثير من التساؤلات حول الأسس التي تمت على أساسها تلك المصالحة نظرا لتعدد الملفات في تلك الأزمة.. هل تمت على أساس أن تقوم أديس أبابا بسحب قواتها التي تمثل محل جدل من داخل الصومال أم على أساس إلغاء الاتفاقية التي وقعتها إثيوبيا مع ما يسمى
بأرض الصومال والتي تحصل بموجبها على ميناء وقاعدة عسكرية مقابل الاعتراف بها كدولة، وهناك أشياء كثيرة جدا ترتبط بتلك المصالحة لا تزال غامضة".
وتابع غباشي: "بشكل عام مصر حاضرة في المشهد الحالي وتدرك جيدا كيفية تأمين ممراتها البحرية نظرا لحساسية تلك المنطقة وتأثيرها على البحر الأحمر وحركة
الملاحة الدولية وقناة السويس المصرية، حيث أن تأثير تلك التطورات بشكل غير إيجابي يمثل خطورة كبيرة، لذا فالتواجد المصري أيضا في تلك المنطقة حثيث ويستحيل أن تتنازل عن مصالحها في تلك المنطقة".
ولفت غباشي إلى "رعاية تركيا لمصالحة إثيوبية - صومالية هو نوع من تمدد
المصالح التركية على النطاق الإقليمي والمحيط الخاص بها، فقد رأينا الدور التركي في الأحداث السورية وعلاقتها بهيئة تحرير الشام، ويرى الكثير من المراقبين أن تركيا من أكبر الكاسبين من التغييرات التي حدثت في سوريا".
وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن الصومال وإثيوبيا توصلتا، الأربعاء الماضي، في ختام مفاوضات جرت بوساطته في أنقرة إلى اتفاق "تاريخي" ينهي التوترات بين البلدين الجارين في القرن الأفريقي.
وخلال مؤتمر صحفي مشترك مع
الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، في أنقرة، قال أردوغان: "آمل أن يكون هذا الاتفاق التاريخي الخطوة الأولى نحو بداية جديدة مبنية على السلام والتعاون بين مقديشو وأديس أبابا".
وبحسب نص الاتفاق الذي نشرته تركيا، فقد اتّفق الطرفان على "التخلي عن الخلافات في الرأي و
القضايا الخلافية، والتقدّم بحزم في التعاون نحو رخاء مشترك".
واتّفق البلدان أيضا، وفقا للنص، على العمل باتجاه إقرار إبرام اتفاقيات تجارية وثنائية من شأنها أن تضمن لإثيوبيا وصولا إلى البحر "موثوقا به وآمنا و مستداما... تحت السلطة السيادية لجمهورية الصومال الفيدرالية"، وتحقيقا لهذه الغاية، سيبدأ البلدان قبل نهاية شباط/ فبراير المقبل،
محادثات فنية تستغرق على الأكثر 4 أشهر، بهدف حل الخلافات بينهما "من خلال الحوار، وإذا لزم الأمر بدعم من تركيا".
وتوجّه الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي إلى العاصمة التركية أنقرة، الأربعاء الماضي، لعقد جولة جديدة من المفاوضات نظمتها تركيا، بعد محاولتين أوليتين لم تسفر عن تقدم ملحوظ.
وخلال المناقشات السابقة التي جرت في حزيران/يونيو وآب/ أغسطس 2024 في أنقرة، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، زيارات مكوكية بين نظيريه، من دون أن يتحدثا بشكل مباشر.
وتوسّطت تركيا في هذه القضية بهدف حل الخلاف القائم بين
إثيوبيا والصومال بطريقة تضمن لأديس أبابا وصولا إلى المياه الدولية عبر الصومال، لكن من دون المساس بسيادة مقديشو.
وأعرب أردوغان عن قناعته بأنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء، بعد ثماني ساعات من المفاوضات، سيضمن وصول إثيوبيا إلى البحر.
وقال: "أعتقد أنّه من خلال الاجتماع الذي عقدناه اليوم … سيقدّم أخي شيخ محمود الدعم اللازم للوصول إلى البحر لإثيوبيا".
من جهته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد: "لقد قمنا بتسوية سوء التفاهم الذي حدث في العام الماضي… إثيوبيا تريد وصولا آمنا وموثوقا به إلى البحر. هذا الأمر سيفيد جيراننا بنفس القدر".
وأضاف أنّ المفاوضات التي أجراها مع الرئيس الصومالي يمكن أن تسمح للبلدين "بأن يدخلا
العام الجديد بروح من التعاون والصداقة والرغبة في العمل معا".
بدوره، قال الرئيس الصومالي: "اتفاق أنقرة وضع حدا للخلاف بين مقديشو وأديس أبابا"، مشدّدا على أنّ بلاده "مستعدّة للعمل مع السلطات الإثيوبية والشعب الإثيوبي".
وذكر التلفزيون الصومالي أن "شيخ محمود، وأردوغان عقدا مناقشات خلال اجتماعهما الثنائي تناولت تعزيز العلاقات الثنائية، وتمهيد الطريق لجولة ثالثة من المحادثات بين الصومال وإثيوبيا بوساطة تركيا".
وقالت الرئاسة التركية على منصة "إكس" إن أردوغان عقد
اجتماعات ثنائية مع الزعيمين. ولم ترد تفاصيل أخرى عن محتوى الاجتماعات.
كان البلدان المتجاوران على خلاف منذ أبرمت إثيوبيا اتفاقا في يناير/كانون الثاني الماضي مع منطقة أرض الصومال المنفصلة عن الصومال لاستئجار مساحة من الساحل لميناء وقاعدة عسكرية مقابل الاعتراف بها، على الرغم من أن
أديس أبابا لم تؤكد ذلك قط.
أثارت هذه الخطوة خلافا دبلوماسيا وعسكريا عنيفا بين إثيوبيا والصومال، التي وصفت الاتفاق بأنه انتهاك لسيادتها، مما أثار أجراس الإنذار الدولية بشأن خطر تجدد الصراع في منطقة القرن الأفريقي المتقلبة.