فلسطينيو شمالي قطاع غزة يبحثون عن أشلاء أطفالهم تحت الركام
12:00 GMT 30.05.2025 (تم التحديث: 12:02 GMT 30.05.2025)
© Sputnik . Ajwad Jradat
تابعنا عبر
استأنفت إسرائيل حربها على قطاع غزة، بعد شهرين من إعلان وقف لإطلاق النار في القطاع، وكانت إسرائيل وحركة حماس توصلتا إلى اتفاق في 19 يناير الماضي، لوقف إطلاق النار، يتضمن ثلاث مراحل، وكان من المفترض أن يستمر بشكل دائم بمجرد الدخول في مرحلته الثانية.
وبعد عودة الحرب إلى قطاع غزة، يزداد الوضع تعقيدا بشكل متسارع، بعدما كانت الهدنة قد فتحت أبواب الأمل لنهاية الحرب، ونهاية معاناة المواطنين المستمرة، وأدت الحرب على قطاع غزة إلى دمار كبير في المنظومة الصحية، واستهدف الجيش الإسرائيلي المستشفيات والمرافق الصحية، ومنع دخول إمدادات الدواء والمستلزمات الطبية، وبات على سكان القطاع المحاولة في كل يوم النجاة من الموت والحصول على القليل من الغذاء، وسط كارثة إنسانية وصحية مستمرة هناك.
أشلاء من تحت الركام
وفي جباليا شمالي قطاع غزة استهدف الجيش الإسرائيلي حي الصفطاوي غرب جباليا، مما أدى إلى مقتل 8 أفراد من عائلة العربيد، وأصيب عدد من المنازل المحيطة وتضرر جزء منها، وسارع الأهالي إلى البحث عن ناجين، وعلى مدار عدة ساعات من البحث عن أطفال عائلة العربيد، عثر عليهم أشلاء تحت الركام.
فلسطينيون شمال غزة يبحثون عن أشلاء أطفالهم من تحت الركام
© Sputnik . Ajwad Jradat
ويقول النازح محمد نصار قريب عائلة العربيد لوكالة "سبوتنيك": "لقد تفاجأنا بالصاروخ الذي سقط هنا، ونحن نسكن بجوارهم في خيام، وقد تمزقت الخيام جراء القصف، وتدمرت البيوت، وجئنا لنبحث عن ناجين، لكن الذي وجدناه تحت الركام، كان أشلاء لطفلة صغيرة، وأشلاء لطفل لم يتجاوز 3 سنوات، وما يحدث يوميا في قطاع غزة هو إبادة، فالأطفال والنساء يقتلون ويتحولون إلى أشلاء، ونحن نخسر يوميا أقرباء وجيران وأصدقاء، وما نجده هو بقايا نازحين كانوا يعيشون هنا، ونحن في ذهول مستمر مما يحدث في القطاع".
وأما أحمد أبو ظاهر فقد استيقظ من نومه على صوت الصاروخ الذي أشعل النيران في البيت وفي جسده، فما كان منه إلا أن توجه إلى خارج المنزل محاولا إخماد النيران التي بدأت تلتهم جسده، ونجح في ذلك لكنه لم يلحق في مساعدة أقربائه.
ويقول أحمد لـ "سبوتنيك": "كنت نائم وفي لحظة تغير الجو الهادئ إلى زلزال جراء الصاروخ، ورأيت النار تشتعل في جسدي، وفي البيت، وخرجت مسرعا حتى لإطفاء النار، ومساعدة الأهل والجيران، لكني لم أنجح في ذلك، لقد تحولوا إلى أشلاء، وكان هنا عدد كبير من النازحين، لقد فقدنا جيراننا، والأطفال نخرجهم أشلاء، هنالك عدد من الأطفال ما زلنا نحاول إخراجهم أو ما تبقى منهم من بين الركام".
فلسطينيون شمال غزة يبحثون عن أشلاء أطفالهم من تحت الركام
© Sputnik . Ajwad Jradat
ويتعرض شمال قطاع غزة إلى قصف عنيف، وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية، فإنَّ الجيش الإسرائيلي خلال الأيام الأخيرة هدم 651 مبنى شمال غزة، ويواجه السكان أوضاعا إنسانية صعبة للغاية، مع انعدام شبه كامل للبنية التحتية الأساسية من مساكن ومستشفيات ومراكز خدمات، في وقت تستمر فيه التحذيرات الدولية من تداعيات هذا التصعيد على المدنيين.
ويقول النازح جميل عارف لوكالة "سبوتنيك": "نحن في شمال غزة، نتعرض للقتل والدمار بشكل يومي، وهذه المناظر الفظيعة تتكرر كل يوم، وخلال استهداف حي الصفطاوي غرب جباليا، هدم جزء من بيتي وبيت أهلي، وتدمرت بيوت وخيام كثيرة، والشظايا دخلت إلى غرف الأطفال، وأصيب أطفالي وزوجتي".
وأكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان "أنَّ ما يقارب 10% من سكان قطاع غزة قد صاروا ضحايا للإبادة التي ترتكبها إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023، بينهم 31% من الأطفال و21% من النساء".
فلسطينيون شمال غزة يبحثون عن أشلاء أطفالهم من تحت الركام
© Sputnik . Ajwad Jradat
وقال المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا": "قطاع غزة أكثر الأماكن جوعا على وجه الأرض"، مشيرا إلى أنَّ "الوقت ينفد بسرعة كبيرة، والأرواح تزهق كل ساعة في القطاع"، ووصف قطاع غزة، بأنه "أكثر الأماكن جوعا على وجه الأرض"، مضيفا أن الأمم المتحدة، مستعدة لإدخال المساعدات إلى القطاع "فورا وعلى نطاق واسع".
وفي 2 مارس/آذار الماضي، أغلقت إسرائيل معابر غزة أمام دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية إلى القطاع، ما تسبب في تدهور غير مسبوق في الأوضاع الإنسانية.
فلسطينيون شمال غزة يبحثون عن أشلاء أطفالهم من تحت الركام
© Sputnik . Ajwad Jradat
ويواصل الجيش الإسرائيلي حربه على قطاع غزة، والتي بدأت بعد أحداث السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وارتفع عدد القتلى منذ بداية الحرب على القطاع، إلى 54,249 قتيل غالبيتهم من النساء والأطفال، وإصابة 123,492 آخرين.
وفي 7 أكتوبر 2023، شنّ مقاتلون من حماس هجوما على جنوب إسرائيل أدى لمقتل 1200 إسرائيلي، وفقا لبيانات إسرائيلية رسمية، ورداً على هجوم حماس، تعهدت إسرائيل بـ "القضاء" على الحركة، واستعادة الأسرى.
