الصحف السودانية أشارت إلى أن هناك لجان وحملات شعبية تطالب بإلغاء الاتفاقية، نظرا لعدم تطبيقها من الجانب المصري، بحسب وصفهم.
وأكد متخصصون في الشأن الأفريقي أن التوتر بين البلدين يمكن أن يصل إلى إلغاء الاتفاقية وإثارة قضية حلايب وشلاتين مرة أخرى.
وقال هاني رسلان، نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية ورئيس وحدة دراسات السودان وحوض النيل لـ"سبوتنيك" إن الحملات التي تشنها الصحف السودانية وخطوة سحب السفير من القاهرة ما هي إلا عمليات تمهد للقرارات التي قد تتخذها السودان الفترة المقبلة، والتي تتمثل في إلغاء اتفاق الحريات الأربع وكذلك تصعيد أزمة حلايب وشلاتين مرة أخرى خاصة في ظل الحملات التي تصف مصر بأنها محتلة لحلايب وشلاتين.
وتابع قائلا
"مثل هذه الحملات تهدف إلى وصول العلاقات المصرية السودانية إلى مرحلة الفتور".
وأشار إلى أن هناك حملات ممنهجة وموجهة تجاه مصر تنشط بين الحين والآخر، وتحرض على قطع العلاقات مع مصر.
وأكد على أن التعامل المصري تجاه الأزمة يتسم بالتأني والاتزان حتى الآن خاصة أن القاهرة لا تتبع سياسة رد الفعل.
وشدد على أن إلغاء اتفاق الحريات الأربع لن يؤثر على مصر بشكل كبير، خاصة أن أعداد المصريين في السودان قليلة جدا بالنسبة للسودانيين في مصر.
من جانبه، قال أبو بكر سرحان الأستاذ بمعهد الدراسات الأفريقية إن العلاقة بين مصر والسودان ليست وليدة اللحظة الراهنة، وأن تفاقم الأزمة سيؤثر على الكثير من القضايا المشتركة، خاصة أن تفاقم الأزمة سيؤثر على اتفاق الحريات الأربع، وكذلك قضية حلايب وشلاتين التي تشير إليها السودان بأنه إما لتنازل السلمي أو الذهاب إلى القضاء الدولي.
وأضاف في تصريحات لـ"سبوتنيك" أنه لابد من الجلوس على طاولة سياسية، ومن حق كل طرف أن يحافظ على حقوقه وحقوق شعبه، وأن الأمر في الوقت الراهن يتطلب موقفا موحدا لمواجهة الخطر الأكبر المتعلق بمياه النيل، خاصة أن هناك بعض التحركات الخارجة لإحداث أزمة كبرى بين مصر والسودان، لإفساد العلاقات بين الجانبين، خاصة أن الخرطوم أعلنت في وقت سابق أن مصالحها مع إثيوبيا.
وتابع
"مصر اعتادت التعامل مع الأزمات السودانية وكيفية معالجتها بشكل متزن، وهو ما يجب أن تقوم به القاهرة في الفترة الراهنة، من أجل الحفاظ على الأمن القومي المشترك والأمن المائي أيضا".