وأشار المصدر خلال حديثه إلى أن "تلك الهجمات لم تؤثر على انتشار القوات التي دخلت إلى المبنى وبدأت عبر مجموعات قتالية منها بهجوم معاكس سريع انطلقت به مساء الأمس من نقاطها في المعهد الفني الذي كان حينها خاصرة رخوة ومناسبة لبدء هجوم عكسي استطاع الجيش من خلاله قلب الوضع الميداني في أطراف حرستا لصالحه".
وفي الوقت الذي تقدمت فيه القوات من جهة المعهد الفني كان المسلحون يشنّون هجمات متقطعة على الجهة التي يعمل الجيش على تحصينها إلّا أنّها كانت دون أثر ميداني يذكر بسبب تشتت المسلحين إثر الضغط الكبير الذي بدأ الجيش بممارسته على جهة المعهد الفني، حيث تمكّن من استعادة عدد من كتل الأبنية المتقدمة مؤمناً هذه الجهة بشكل نسبي حسب حديث المصدر العسكري ذاته الذي لفت إلى أن "سلاح المدفعية استهدف تحركات المسلحين ومواقع انتشارهم في محيط المبنى كما حال سلاح الجو السوري والروسي المشترك الذي لم يغب عن سماء المعركة مستهدفاً مراكز انطلاق الإرهابيين وخطوط إمدادهم الخلفية في عمق حرستا وعربين".
وأكد المصدر أن "الجيش السوري مستمر بهجومه على الأقل خلال المدى المنظور حتى تأمين مبنى إدارة المركبات بشكل كامل عبر استعادة ما أمكن من نقاط ومواقع متقدمة حوله"، مشيراً إلى أن هدوء جبهات الغوطة الغربية لدمشق واستعادة أغلب مناطقها ساعد على استقدام القوات الكبيرة التي كانت عاملة هناك باتجاه شرق العاصمة، حيث سيستطيع الجيش السوري عبر استعادة وتأمين حرستا إن استمرت عملياته العسكرية نحوها على فتح الجزء المحاذي لها من طريق دمشق — حلب الدولي، إذ تشير القراءة الميدانية لعمليات الجيش في الشمال السوري أيضاً إلى إصرار كبير من قبل الدولة السورية على فتح الطريق المذكور بشكل كامل، حيث تهدف العمليات العسكرية في محافظة إدلب أيضا لتطهير المنطقة وفتح جزء الطريق المار منها والواصل بين حماه وحلب المغلق منذ سنوات.