تقرير — سبوتنيك. ويأتي قرار وزير الداخلية كأول ترجمة فعلية للدستور الجزائري، الذي اعتمد اللغة الأمازيغية كلغة ثانية للبلاد.
وكان الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، قد اعتمد في 28 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، بداية السنة الأمازيغية كيوم عطلة في البلاد، وكلف الحكومة باستعمال اللغة الأمازيغية، وإنشاء أكاديمية خاصة بتعليمها، رداً على احتجاجات عنيفة شهدتها ثلاث ولايات، وجدل سياسي في البرلمان.
وأعلن بوتفليقة، خلال اجتماع مجلس الحكومة، وقتها اعتماد يوم 12 يناير من كل سنة عطلة مدفوعة الأجر، والذي يمثل بداية السنة الأمازيغية الجديدة، وكلف الحكومة باتخاذ الترتيبات اللازمة لتطبيق القرار الذي ظل على رأس قائمة مطالب الناشطين الأمازيغ منذ عقود، ضمن مطالب الاعتراف بالهوية والثقافة واللغة الأمازيغية، والتي تم إقرارها كلغة وطنية في دستور 2005، ثم لغة وطنية ورسمية في دستور 2016.
والأمازيغ هم السكان الأصليون للجزائر ولدول شمال أفريقيا قبل الفتح الإسلامي، ويتمركز الأمازيغ في أربع مناطق رئيسية في الجزائر، أكبر كتلة سكانية في منطقة القبائل الكبرى، والتي تمتد على مناطق البويرة وتيزي وزو وبجاية، إضافة إلى بعض المناطق من ولايات سطيف وجيجل. ويقطن جزء منهم منطقة تيبازة، 80 كيلومتراً غربي العاصمة الجزائرية، ويعرفون بـ"إيشنوين"، نسبةً إلى جبل شنوة.
ويعد أمازيغ القبائل الكبرى أكثر انخراطاً في الحراك السياسي في الجزائر، وأكثر تعبيراً عن التمرد المستمر على السلطة المركزية، منذ التمرّد المسلّح الذي قاده الزعيم الثوري الراحل حسين أيت أحمد عام 1962، رفضاً لانقلاب الجيش على الحكومة المؤقتة، مباشرة بعد استقلال الجزائر، وصولاً إلى أحداث أبريل/ نيسان 1980 التي اعتبرت أول هزة سياسية وشعبية تمس الجزائر منذ استقلالها عام 1962. وتلت هذه الأحداث إضراب عام 1994 للمطالبة بتدريس اللغة الأمازيغية ثم أحداث الربيع الأسود في أبريل/نيسان 2001.
وحصلت القضية الأمازيغية على مكاسب هامة، بينها تدريس اللغة الأمازيغية في 37 ولاية حتى الآن، من مجموع 48 ولاية جزائرية، والاعتراف بالأمازيغية كلغة وطنية ورسمية في الدستور، إضافة إلى إنشاء المحافظة السامية للأمازيغية، ومهرجانات للسينما والمسرح الأمازيغي، وقناة تلفزيونية حكومية ناطقة باللغة الأمازيغية.