وقالت الصحيفة الإسرائيلية في التقرير الذي ترجمه "ترك برس" إن شبح الدولة العثمانية في القدس الشرقية يطل برأسه من جديد، فالأعلام التركية ترفرف في كل مكان في المدينة، إلى جانب الاشتباكات التي وقعت في المسجد الأقصى بين السياح الأتراك وقوات الأمن، حيث استجاب بعض أنصار الرئيس التركي أردوغان لدعوته للدفاع عن الأقصى.
وأضافت الصحيفة أن هناك إدراكا متزايدا لحملة تركية كبيرة تهدف إلى إعادة القدس إلى عهد السلطان سليمان القانوني. بحسب الصحيفة.
ونوه تقرير الصحيفة إلى زيادة عدد السياح الأتراك الوافدين إلى القدس، حيث ذكر المكتب المركزي للإحصاء أن عدد السائحين الأتراك إلى إسرائيل ارتفع خلال الـ11 شهرا الماضية بنسبة 19 في المئة. وفي تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، ارتفع عدد السياح الأتراك بنسبة 41 في المئة، مقارنة بالشهر نفسه العام الماضي.
ووفقا للصحيفة، فقد استثمرت الحكومة التركية والجمعيات التابعة لها الملايين في تجديد المساجد والمباني التي ترجع إلى العصر العثماني في جميع أنحاء إسرائيل. وتم في هذه الأيام الانتهاء من تجديد المسجد الكبير في ساحة الساعة بمدينة يافا، ولم يبخل الأتراك في الإنفاق عليه.
وفي سياق التحريض على تركيا — بحسب زعم الصحيفة — فإن ارتباط الأتراك بالحركة الإسلامية الفرع الشمالي التي حظرتها المؤسسة الإسرائيلية، وزعيمها الشيخ رائد صلاح، وبحملة إنقاذ المسجد الأقصى "تجعل العرب في داخل إسرائيل عرضة لاستغلالهم في التآمر على إسرائيل من الداخل، وأن ما كان ينظر إليه على أنه مشروع اجتماعي وثقافي وسياحي يمكن أن يتحول إلى عش دبابير إسلامي في قلب إسرائيل."
وأشارت إلى أن الحكومة والشرطة وجهاز الأمن الداخلي "الشين بيت" لم تضع بعد استراتيجية شاملة للتعامل مع الظاهرة التركية التي اكتسبت في الأشهر الأخيرة زخما كبيرا.
بدوره قال وزير شؤون القدس، زئيف ألكين، للصحيفة إن إيقاف تحركات تركيا يحتاج إلى أمرين: استثمار كبير في البنية التحتية للقدس الشرقية، وفرض السيادة الإسرائيلية عليها، معتبرا أنه لا يوجد مدخل سياسي، لأن معظم سكان القدس من العرب.
من جهته حذر رئيس منظمة "من أجلك يا أورشليم"، ماؤور تسيماح، مما وصفه زيادة السياحة السياسية التركية في عام 2018 في ظل غياب رد حكومي ملائم.
وقال للصحيفة: "لم أفاجأ بالنشاط التركي في يافا وعكا وأماكن أخرى. لقد شهدنا خلال العام ونصف الماضي عملية شاملة تقوم فيها الجمعيات التركية، تحت رعاية الحكومة التركية، بتخطيط المواقع التاريخية في جميع أنحاء إسرائيل، بهدف بدء الإجراءات القانونية لإعادتها للسيادة التركية".