وتابع: "كيف يمكن أن تنصر قضية القدس بينما تتحرك الأفواج إلى هناك في إطار الزيارة، ويشرف على دخولهم وخروجهم الإسرائيليون أنفسهم، ويوضع الختم الإسرائيلي على جوازات السفر، فهذا اعتراف صريح بالتطبيع معهم، وبالتالي لا يصب في صالح القضية، بل يبدو وكأنه عمل ضدها".
وأوضح أن "موقف الأزهر الشريف من رفض زيارة القدس تحت الاحتلال ثابت، فلن يدخل أي أزهري إلى القدس طالما أنها تحت سيطرة عدو يفرض فيها إجراءات قمعية، ويمارس كل ما ننكره ضد المسجد الأقصى وضد المقدسات المسيحية أيضاً، فهذا الأمر لا يخدم القضية الفلسطينية أبدا".
ولفت إلى أن "عددا كبيرا من علماء ومشايخ الأزهر الشريف ردوا على دعوة الرئيس الفلسطيني، بقولهم إن زيارة القدس في ظل احتلال غاشم يريد القضاء على جميع المعالم الإسلامية والمسيحية والتاريخية يترتب عليه مفاسد عظيمة".
وأكد أن موقف الإمام الأكبر الشيخ عبد الحليم محمود، شيخ الأزهر الأسبق، الرافض لزيارة القدس، عندما كان الرئيس محمد أنور السادات ذاهباً هناك ليعقد اتفاق السلام مع إسرائيل، هو الموقف العام والثابت لجميع علماء ورجال وطلاب الأزهر، ويسير عليه الإمام الأكبر شيخ الأزهر الحالي الدكتور أحمد الطيب.
ودعا الرئيس الفلسطيني، أول من أمس الأربعاء، خلال مؤتمر نظمة الأزهر الشريف تحت عنوان "لنصرة القدس"، العرب والمسلمين والمسيحيين إلى زيارة مدينة القدس، وذلك كرد على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بالاعتراف بالقدس كعاصمة لإسرائيل.
وخاطب عباس الحاضرين، خلال كلمته التي ألقاها في اليوم الأول للمؤتمر، قائلا "نتمنى عليكم ألا تتركونا وحدنا"، مضيفاً "قدوم العرب والمسلمين والمسيحيين إلى القدس هو نصرة لها وحماية للمقدسات وليس تطبيعا مع الاحتلال الإسرائيلي.. فالاحتلال سعيد بألا يأتي أحد".