إعداد وتقديم نواف إبراهيم
بدأت الساعة بالتراجع نحو الصفر مع إزدياد التحشيدات العسكرية التركية على الحدود السورية للقيام بعملية عسكرية في عفرين على الرغم من التحذيرات الأمريكية التي قابلتها تهديدات مباشرة من أردوغان للولايات المتحدة في حال تدخلت بينه وبين الأكراد الذين يربطه معهم حساب تاريخي داخل وخارج تركيا.
التصريحات السورية جاءت واضحة على لسان نائب وزير الخارجية الدكتور فيصل المقداد الذي حذر من هذه الخطوة باعتبارها إعتداء على السيادة السورية وأن الطائرات التركية في حال حلقت في سماء سورية لن تكون نزهة ، الروسي على لسان وزير الخارجية سيرغي لافروف دحض مزاعم إنسحاب الجنود الروس من عفرين وأضاف الولايات المتحدة تعمل على تشكيل أجهزة سلطة بديلة على الأراضي السورية، مؤكداً أن هذا يتعارض مع التزامات واشنطن، وأضاف لافروف سيتعين أخذ أهداف الولايات المتحدة في سوريا بعين الاعتبار والبحث عن سبل لمنع واشنطن من تقويض وحدة الأراضي السورية وإتهم لافروف، التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة بأنه لا يواجه تنظيم "جبهة النصرة" الإرهابي في سوريا.
بكافة الأحول القرار الأساس في طريقة التعامل مع التطورات الراهنة يتوقف على الدولة السورية ، فما هو كنه التنسيق السوري مع الحلفاء لمواجهة هذه التطورات ؟
ما هي المرتكزات التي يستند عليها أردوغان من وجهة نظر الطرف السوري حتى يتحدث بهذه اللهجة ويتصرف بهذه الطريقة ؟
هل يستطيع أردوغان تنفيذ ما يهدد به بالفعل في ظل الأزمة الاقتصادية التي تعيشها تركية والتي إستدعت تمديد حالة الطوارئ لمدة ثلاثة أشهر مع بدء مناوشات على الأراضي السورية بحجة الدفاع عن النفس ؟
لماذا لم نرى أي إعادة إنتشار للجيش اللعربي السوري في محيط المناطق المهددة بالاقتحام تركيا ؟
هناك أنباء عن محاولة أردوغان التنسيق مع سورية بشكل غير مباشر إلى أي مدى هي صحيحة ولما لا تتم إن كان أردوغان جاهزاً للتخلي عن دعمه للجماعات الإرهابية المسلحة تحديداً في إدلب والشمال السوري ككل ؟
هل أخبرت روسيا القيادة السورية عن أي تنسيق مع الجانب التركي على ضوء زيارة خلوصي آكان رئيس هيئة الأركان وبرفقة حكان فيدان رئيس جهاز الإستخبارات إلى روسيا مؤخراً للحصول على إذن بالعمليات العسكرية ؟
يقول العميد مقصود:
"مع كل ما نسمعه من تصريحات رنانة وتصعيد إعلامي من قبل المسؤولين الأتراك ، نرى أنها لاتعدو مسرحية نسقتها الولايات المتحدة الأمريكية مع الأتراك لتمرير هذه العملية التي كانت بمثابة كرة نار وضعتها أمريكا في عفرين التي تعتبر عقب أخيل بالنسبة للروسي والسوري ، والعلاقة التي تربط هذا التحالف مع تركيا ، لذلك أنا أقول بأن تركيا لن تذهب نحو هذه العملية وفق هذه التصريحات".
وأشار العميد مقصود إلى انه
"في الوقت الذي كان يصرح فيه وزير الدفاع التركي قائلاً بأننا مستمرون في الحوار والإتصالات مع الطرف الروسي لبدء هذه العملية ولايوجد مجال للتأخر ، كان رئيس هيئة الأركان التركية يقول بأن الأخبار التي تقول بأن هناك الكثير من التعزيزات لبدء العملية هي غير صحيحة ونحن لانستهف الأكراد وإنما نقوم بالرد على مصادر النيران التي تستهدفنا من الطرف الآخر.
قد تكتفي تركيا برمايات مدفعية في محيط عفرين لأنها أخذت بعيت الإعتبار التحذيرات السورية في حال إخترق الطيران التركي السماء السورية وفيما لو دخلت هناك قوات تركيا إنها سوف تتعرض للتصدي لهذا العدوان" .
وأردف العميد مقصود:
" إعلان الولايات المتحدة الأمريكية عن تشكيل قوة أمنية على الأرض السورية ماهي إلا فقاعة صابون ، لأن القوة التي تملكها الولايات المتحدة هي مجرد 5000 آلاف مقاتل من قوات سورية الديمقراطية ، لذك نرى عمليات إعتقال الشباب وفرض التجنيد الإلزامي عليهم في الحسكة وفي مناطق سيطرة قوات "قسد" ، إذاً هذه مجرد فقاعة صابون تريد الولايات المتحدة من خلالها تحقيق بعض الأغراض السياسية وربما البقاء على هذه الفوضى التي تسمح لامريكا بالإستثمار وتأخير إعادة البناء والإستثمار من قبل الدول التي دعمت سورية بعد أن تضع دعامات لنفسها ولحليفها التركي في الميدان السوري ، ولكن كان كلام نائب وزير الخارجية المقداد واضحا بأن الولايات المتحدة لن يكون لها دوراً في إعادة الإعمار لأنها أيديها ملطخة بالدم السوري".
وأضاف العميد مقصود
"إذا كان كلام الأتراك صحيح بأنهم لن يسمحوا للأمريكي بأن يحقق هذا الهدف بإقامة هذا الكيان فلن تسطيع تركيا بمفردها مواجهة هذه التحديات اذاً الخيار الصحيح إذا كان يتحدث التركي عن أن الأمن القومي التركي مهدد ، عليه أن ينسق مع هذا الثالثوث الروسي الإيراني السوري لكي يستطيع مواجهة هذه التحديات وإلا تكون كل هذه التصريحات مجرد زوبعة في فنجان من قبل أردوغان نفسه لأنه بدأ يحصد نتائج سياساته في سورية ".
نحن نحلل من خلال السلوك الذي يقوم به الأتراك وعملية التراجع عن تنفيذ هذه العملية والإكتفاء برمايات مدفعية هو مؤشر على أن الروس تمكنوا مع الأتراك من إيجاد مخرجاً ومن ثم وضع قاعدة لبدء تحرك تركيا تجاه سورية لبدء تنسيق المواقف السورية والتركية لمواجهة هذه التحديات فعلياً ، التحديات التي تريد أن تفرضها أمريكا لديمومة الفوضى والصراع ليس في سورية فحسب بل في تركيا والمنطقة كلها، وأنا بتقديري المؤشرات يمكن أن تشي بأن هناك تحولاً في المواقف التركي فلم نسمع رداً سلبياً أوتصعيداً من قبل كل المسؤولين الأتراك بعد تصريحات نائب وزير الخارجية الدكتورفيصل المقداد بل كانت الردود التركية بالتنفيذ والسلوك على أرض الواقع بما ينسجم مع هذه التصريحات والتهديدات السورية لتركيا ".
التفاصيل في التسجيل الصوتي المرفق