والمسرحية للكاتب البريطاني من أصل عراقي حسن عبد الرازق التي بناها على القصة الحقيقية للممثل أحمد طوباسي وأخرجتها البريطانية زوي لافيرتي.
ولا يستخدم طوباسي على مدار سبعين دقيقة من عرضه المسرحي أسماء مستعارة فهو يروي حكايته مع أصدقائه منذ الانتفاضة الأولى التي كان يبلغ من العمر حينها أربع سنوات ليأخذ المتفرج معه في رحلة حياته بكل ما فيها وهو ما يشكل صورة مصغرة عن حياة كثير من الفلسطينيين.
ويتوقف طوباسي في عرضه المسرحي للحديث عن اجتياح القوات الإسرائيلية لمخيم جنين في عام 2002 عندما كان يبلغ من العمر 17 عاما.
وقال لـ"رويترز" حول هذه التجربة "احنا فكرنا زي أفلام الكرتون بهجم الجيش بطخ علينا وبنطخ عليه وخلص. ما كنا نعرف شو يعني حرب ودبابات وطائرات وكل إلي معنا كان كلاشينكوف".
ويروي طوباسي نهاية مأساوية لهذه المعركة التي انتهت بإصابته واستسلامه والحكم عليه بالسجن أربع سنوات.
ويعطي طوباسي لمحة سريعة عن أساليب التحقيق وما يجري في السجن من تعذيب وإهانة وتهديد وعن الحياة في معتقل صحراوي محاولا تجسيد ذلك قدر الإمكان على خشبة المسرح.
ويقدم طوباسي في مسرحيته عرضا تراجيديا لتجربة اعتقاله من حيث العلاقة بين المعتقلين راويا واقعا صعبا لأوضاع المعتقلين بسبب خلافاتهم التنظيمية.
وينجح طوباس في إضحاك الجمهور كثيرا مع أنه يقدم تراجيديا سوداء عن الواقع وبدا أن طاقته الكبيرة قادرة على إبقاء الجمهور متابعا لكل ما يقول على مدار وقت عرض المسرحية.
واختار طوباسي في الواقع كما في العرض المسرحي أن يشق طريقه في عالم التمثيل مؤمنا بأن "الفن مقاومة".
والتحق طوباسي بمعهد للتمثيل في النرويج ليبدأ مسارا جديدا في حياته مشاركا في تقديم العديد من الأعمال المسرحية ولكن هذه هي المرة الأولى التي يقدم فيها عرضا مسرحيا منفردا.
وأوضح طوباسي لـ"رويترز"، أنه قدم مجموعة من العروض لهذه المسرحية في بريطانيا باللغة الإنجليزية قبل أن يبدأ جولة عروض لها في فلسطين باللغة العربية.
ويستعد لمواصلة جولة عروض لمسرحيته في الضفة الغربية بدعم من مسرح الحرية ومؤسسة عبد المحسن قطان والصندوق العربي للثقافة والفنون (آفاق) قبل أن ينتقل العرض إلى النرويج في شهر أبريل/ نيسان.