ما حكاية الجدل الدائر حول سعي محمد بن سلمان للوصاية على القدس

زعمت وسائل إعلام، أن هناك اعتقادًا على نطاق واسع بأن السعودية تظهر اهتماما بدور في إدارة أوقاف القدس، وهو دور يتقاطع مع الوصاية الأردنية، فما تفاصيل هذه القصة.
Sputnik

بدأت هذه القصة بمقابلة صحفية لإسحاق هرتسوغ، زعيم المعارضة في إسرائيل وعضو الكنيست عن حزب العمل، مع صحيفة "إيلاف" السعودية، قال فيها إنه "يجب أن يكون هناك دور ومسؤولية للسعودية على الأماكن المقدسة في القدس، بحكم كونها الدولة التي تضم أقدس أماكن الإسلام"، خصوصًا أن لها "تجربة في إدارة الأماكن المقدسة في مكة والمدينة".

هذه التصريحات وصفها موقع "عرب 48" في تقرير له بأنها "محاولة تستهدف "دق إسفين بين دول عربية، في وقت تتحدث فيه أنباء عن توتر خفي بين السعودية والأردن"، خصوصًا أنه من المعروف أن العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاي هو صاحب الوصاية على الأماكن المقدسة في القدس.

وعقب هذه المقابلة، زعمت صحيفة "رأي اليوم"، أن أطرافًا قيادية في حركة فتح بدأت في ترتيب خاص له علاقة بتعزيز العلاقة بين المملكة العربية السعودية ونخبة من وجهاء ونشطاء وشخصيات مدينة القدس تحديدا.

ونقلت الصحيفة عن مصادر وصفتها بأنها "خاصة جدا ومطلعة" أن هناك "اتصالات يجريها أعضاء قياديون في حركة فتح من بينهم أحد أعضاء اللجنة المركزية لترتيب وفود تمثل أهل القدس لتنظيم زيارات خاصة للرياض ومقابلة الأمير محمد بن سلمان، في وقت يزداد فيه اهتمام السعودية بملف مدينة القدس"، على حد قولها.

 وذكرت الصحيفة أن مصدرًا دبلوماسيًا أمريكيًا أبلغها بأن السعودية تظهر اهتماما أكبر بالانفتاح على مجتمع مدينة القدس تحت لافتة تعزيز صمود أهلها"، زاعمةً أن الأمير محمد "أرسل مالا للسلطة الوطنية الفلسطينية، له علاقة بتدعيم وإسناد أهل القدس".

لكن سلوى هديب، عضو المجلس الثوري في فلسطين، قالت إن الوصاية على المقدسات في مدينة القدس هي للعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، مشيرة إلى أن "هذا واضح ومعروف بين الملك وبين الرئيس الفلسطيني محمود عباس".

وأكد نائب الرئيس الأمريكي، مايك بنس أن بلاده ما زالت ملتزمة بحل الدولتين، وبإعادة إطلاق عملية السلام، وعبَّر عن احترام دور الأردن ووصايته على الأماكن المقدسة.

ونفت هديب في تصريحات صحفية إلى وكالة "معا" الفلسطينية ما يثار بشأن قيام قيادات من حركة فتح بالترتيب لزيارة خاصة إلى الرياض لمقابلة الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي، لافتةً إلى أن "الأشخاص الذين يجري مكتب ولي العهد السعودي اتصالات معهم لزيارة الرياض ومقابة ابن سلمان "ليس لهم أي علاقة بحركة فتح أو السلطة أو الأوقاف الإسلامية".

وأضافت: "هؤلاء الأشخاص يمثلون انفسهم فقط، ولا يمثلون السلطة أو المجلس المركزي أو الثوري".

وحول ما زعمته "رأي اليوم" بشأن تلقّي السلطة الفلسطينية أموالًا من ولي العهد، قالت هديب إن "السعودية تدعم العديد من الدول العربية، وإرسال الأموال لا يعني تمرير أي مشروع على حساب الأقصى، فالأقصى خط أحمر".

ونقلت الوكالة الفلسطينية عن مصدر في دائرة الأوقاف الإسلامية الفلسطينية، أن موقف الدائرة في القدس واضح وصريح: "متمسكون بوصاية ورعاية جلالة الملك عبد الله الثاني للمسجد الأقصى المبارك والمقدسات الإسلامية وهي الركن الأساسي في حماية الأقصى المبارك".

وتجدر الإشارة إلى أنه حين اتخذ ملك الأردن عبد الله الثاني قرارًا إحالة أخويه الأميرين فيصل وعلي بن الحسين، والأمير طلال بن محمد، إلى التقاعد من الجيش، ادّعت صحف ومواقع إلكترونية عربية وأجنبية، أن قرار الملك جاء بعدما تلقى تقارير من الاستخبارات الأردنية تفيد بوجود تواصل بينهم وبين ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ومحمد بن زايد ولي عهد إمارة أبو ظبي بهدف الإطاحة به من العرش.

غير أن الديوان الملكي الأردني، نفى ذلك في بيان رسمي، وتوعد بتقديم من روّج ذلك لمحاكمة عاجلة.

بعدها مباشرة، ولأول مرة، ظهر على صدر عدة نواب، خلال جلسة مناقشة ميزانية الدولة المالية بالبرلمان، عبارة تصف الملك عبدالله الثاني بلقب "خادم أولى القبلتين وثالث الحرمين"، في إشارة إلى وصايته على المسجد الأقصى. 

مناقشة