وأضاف قائلا: "روسيا أعلنت رفضها المتحفظ للعملية العسكرية التركية في عفرين، ولكن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سبق أن أعلن مئات المرات رفضه القاطع لأي محاولة لتقسيم سوريا، وهو المخطط الذي يقوم به الأكراد في عفرين وتعطله العملية التركية، وبالتالي فإن الرد الروسي لن يزيد عن مطالبة جميع الأطراف بضبط النفس".
وتابع: "الأمر نفسه — عدم التدخل- ينطبق على الولايات المتحدة الأمريكية، التي ربما تدعم المخططات الانفصالية للأكراد في عفرين ومناطق متفرقة من الأراضي السورية، ولكنها غير مستعدة للمخاطرة بعلاقاتها ببعض الدول الفاعلة في الأزمة السورية، وبالتالي لن تتقدم للدفاع عن الأكراد هناك، وستكتفي أيضاً بانتقاد الأمر".
وأوضح أن
"الموقف الوحيد الإيجابي أو بمعنى أدق الواضح في المشهد كله، هو موقف المعارضة السورية، التي أعلنت تأييدها للعمليات العسكرية التركية في عفرين، وهنا يمكن أن نقول إن كل يغني على ليلاه، فبعض قوى المعارضة تطمع في الدعم والتأييد التركي، وبعضها الآخر تتعارض مصالحه مع سيطرة الأكراد في مناطق معينة".
من جانبه، قال الأكاديمي التركي متين أحمد أغا، إن تركيا تتعامل مع قوات سوريا الديمقراطية، التي تتشكل أغلبيتها من وحدات حماية الشعب الكردية، باعتبارها امتدادا لحزب العمال الكردستاني الذي يخوض حركة تمرد ضد الجيش التركي منذ 1984، وبالتالي فهي تنظيم إرهابي لا يجب أن يهدد الحدود التركية مع سوريا.
ولفت الأكاديمي التركي إلى أن هذا الهجوم ينطوي على مخاطر، لأن روسيا التي كثفت تعاونها مع تركيا حول سوريا موجودة عسكريا في عفرين، وتربطها علاقات جيدة مع وحدات حماية الشعب الكردية، ولكنه أكد على وجود تنسيق بين البلدين، حيث انسحبت القوات الروسية قبل الدخول التركي، لضمان عدم حدوث احتكاكات بين الجانبين.
وأردف:
"واشنطن لن يرضيها التحرك العسكري التركي، لأن القوات الكردية السورية تقف في الصفوف الأمامية في محاربة التنظيمات المتطرفة في سوريا، كما أن هناك توجه لدى الولايات المتحدة الأمريكية لتعزيز سيطرة قوات سوريا الديمقراطية والأكراد على بعض المناطق السورية، دعماً لمخطط التقسيم، الذي ترفضه تركيا".