3 % نسبة مشاركة النساء في البرلمان اللبناني... هل سيغير القانون الجديد هذا المشهد

تنكب الأحزاب والقوى السياسية اللبنانية بإعداد لوائحها الانتخابية التي ستخوض من خلالها معركة الانتخابات النيابية، المقرر إجراؤها مطلع شهر أيار/مايو المقبل، إذ بدأت أسماء العديد من المرشحين تتسرب لوسائل الإعلام والتي بأغلبها أسماء لمرشحين ذكور، في ظل استمرار تغييب دور المرأة واعتماد الأحزاب والقوى على العنصر الذكوري لخوض المعركة كما درجت العادة.
Sputnik

منظمة حقوقية توجه دعوة عاجلة إلى لبنان
لكن على الرغم من جدار الفصل الجندري، الذي ما زالت تقيمه الطبقة السياسية في لبنان، فيلاحظ هذا العام قوة إقبال العنصر النسائي للترشح للانتخابات النيابية، وبصفة مستقلة بعيدا عن التحالفات السياسية القائمة، سواء تقدمن بشكل رسمي أم أعلن ترشحهن عبر وسائل الإعلام، فقد تم تسجيل أسماء أكثر من مئة مرشحة للانتخابات في مختلف الدوائر الانتخابية في لبنان، بينهن أربعة نواب حاليين وهن، النائب بهية الحريري، النائب ستريدا جعجع، النائب جيلبرت زوين، والنائب نايلة تويني التي أعلنت عن عدم رغبتها في خوض الانتخابات المقبلة.

تم إقرار قانون الانتخاب بحقوق المرأة السياسية انتخابا وترشيحا عام 1953، وأول امرأة دخلت البرلمان اللبناني كانت ميرنا البستاني عام 1963 وذلك بعد فوزها بالتزكية في دورة فرعية لملء المقعد الشاغر بوفاة والدها أميل البستاني.

حاليا تشكل المرأة 54 في المئة من حجم الناخبين، فيما اللافت أن ثلاثة من النواب الإناث الأربعة وصلن إلى البرلمان الحالي بفعل أحداث سياسية، أمنية أو قضائية، فالنائب بهية الحريري وصلت إلى البرلمان بعد اغتيال شقيقها رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري، أما النائب ستريدا جعجع فانتخبت بعد سجن زوجها رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، فيما تم انتخاب النائب نايلة التويني عقب اغتيال والدها رئيس تحرير صحيفة النهار جبران تويني.

اليوم قد تكون الفرصة مؤاتية لوصول عدد من المرشحات على أساس كفاءتهن، وذلك بفعل القانون النسبي التي ستجرى الانتخابات النيابية المقبلة على أساسه. 

في هذا السياق اعتبرت رئيسة هيئة تفعيل دور المراة في القرار الوطني، والمرشحة عن الانتخابات النيابية عن دائرة عالية-الشوف الأميرة حياة إرسلان، في حديث لـ"سبوتنيك"، أن مشاركة المرأة في القرار السياسي وفي السياسات العامة ضرورة.

وقالت إرسلان: "إن الحياة السياسية في لبنان هي ثغرة من جملة الثغرات الكثيرة، والثغرة هي عدم مشاركة المرأة بشكل كاف، من أصل 128 نائب لدينا 4 نساء فقط في المجلس النيابي، من أصل 30 وزير لدينا وزيرة فقط، لا يكتمل بناء الوطن إلا إذا لم يكن هناك جهود مشتركة بين المرأة والرجل، لذلك من باب أن يستفيد الوطن من طاقة المرأة الإيجابية".

وعن برنامجها الانتخابي قالت إرسلان: "بنود كل برنامجنا قابلة للتحقيق، نطالب بتنفيذ اتفاق الطائف بحذافيره وليس استنسابيا، وتحقيق العدالة من خلال استقلالية القضاء، وننادي بفصل النيابة عن الوزارة، كذلك يجب تحقيق العدالة الاجتماعية، ومحاربة الفساد، وأخيرا قضية البيئة لأن الذي يحدث في لبنان معيب".

وحول عوائق وصول المرأة إلى المجلس النيابي تقول إرسلان: "بداية العائق السياسي، الكوتا النسائية لم تعتمد، وهذا الأمر يؤخر وجود المرأة في المجلس النيابي، وللرد على عدم اعتماد الكوتا الأسبوع الماضي كنا 52 إمرأة ترشحنا للانتخابات وهناك الكثيرات ممن ترشحن، العائق المادي كلنا نعلم أن الانتخابات النيابية مكلفة جدا، ولدينا الاستئثار بالسلطة، لدينا 6 شخصيات مختصرين الحياة السياسية في لبنان، وهؤلاء غير مقتنعين بدور المرأة، الرئيس نبيه بري بخجل وضع وزيرة، هذا الأمر ليس كافيا، أقله يجب إعطاء المرأة 30% أقله".

جرائم قتل الأزواج لزوجاتهن يرتفع في لبنان
وأشارت إرسلان إلى أن القانون الجديد الذي ستجرى عليه الانتخابات النيابية المقبلة، يعطي عدالة أكثر بالتمثيل ولكن هذا لا يعني أن هذا الأمر يصب في مصلحة المرأة، يصب في مصلحة تخفيف القبضة للذين يمسكون السياسة في لبنان.

بدورها قالت الإعلامية كارولين بزي، المرشحة عن المقعد الشيعي في بنت جبيل لـ"سبوتنيك"  "إنني كمواطنة لبنانية من حقي الترشح للانتخابات النيابية، يوجد 4 نساء في البرلمان اللبناني، وكان باستطاعتهن أن يثبتن أن المرأة قادرة فعلا على أن تمثل الشعب لا المرأة فقط ولكنهن لم يقمن بواجبهن على غرار أغلب النواب، والدافع الأهم بالنسبة لي أننا نعيش في حالة يأس ولم نعد نحلم بالمستقبل وبات طموحنا محدود كشباب، جل اهتماماته إيجاد فرصة عمل لتأمين لقمة العيش أكثر من تحقيق طموح والتطور بمجال العمل، بالإضافة إلى مشكلة التسرب المدرسي، إذ لا يجوز ونحن اليوم في عام ٢٠١٨ أن نجد نسبة كبيرة من الأطفال في الشوارع أو في سوق العمل، وبالتالي نحن نفقد جيل اليوم الذي يمثل الشباب والأطفال الذين يمثلون جيل المستقبل".

وأشارت بزي إلى أنها ستخوض غمار الانتخابات النيابية مستقلة، ولم تتلق أي دعم من أي حزب حتى الساعة، مؤكدة أنه سيكون لديها اجتماعات مع لوائح مستقلة.

وعن العناوين العريضة لحملتها الانتخابية قالت بزي: "فرص العمل للشباب ولاسيما بحث موضوع قطاع الإعلام والصرف التعسفي التي يتعرض له العديد من العاملين في هذا المجال.. وعدم وجود نقابة أو قانون يحميهم فعلا، إضافة إلى غياب التمثيل الفعلي للمرأة، تتحمل المرأة بعض من المسؤولية إلى جانب المجتمع الذكوري.. كما ذكرت أنفا هي لم تثبت نفسها في المجلس النيابي فيما استطاعت الوزيرة عناية عز الدين أن تكون مثال يحتذى به للمرأة في الميدان السياسي".

وتعمل وزارة شؤون المرأة بالتعاون مع الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي على تشجيع النساء للترشح للانتخابات النيابية من خلال إطلاق حملة مع شعار: "نصف المجتمع، نصف البرلمان".

مناقشة