حياة المطبات
تعرض شوبرت طوال حياته لمطبات كثيرة كادت أن تودي بحياته صغيرا، لكنه تخطاها جميعا ومات لسبب غامض غريب.
كان شوبرت يرغب في مستهل حياته، أن يتطوع في الجيش، ويشارك في حروب إمبراطورية النمسا، لكنه رفض بسبب قصر قامته.
وكان يحب في بداية تدريسه للموسيقي فتاة، ابنة تاجر حرير، لكن قوبل طلبه بالرفض، بسبب القوانين المتشددة، التي كانت تطالب أي رجل بضرورة تقديم ما يفيد قدرته على تأمين منزل وأسرة قبل الزواج.
لغز الوفاة
لكن يظل لغز الوفاة يعد أكثر الألغاز المحيرة، التي فشل أحد في فك طلاسمه منذ 190 عاما حتى الآن.
بدأت القصة في سبتمبر/ أيلول 1828، عندما انتقل شوبرت إلى منزل لأخيه فرديناند، ليمارس عادته التقليدية في التأليف.
ودخل أحد المطاعم المفضلة له لكي يتناول طعام العشاء، ولكن فجأة سقطت منه الشوكة، وأخذ يصرخ ألما.
وقال خلال صراخه: "أشعر بمذاق السم في جسدي"، ولكن فشل الأطباء في معرفة سبب ألمه، وسعوا إلى علاجه بمختلف أنواع العلاجات المتاحة من السم وغيرها من الأمراض، لتبدأ صحته في الاستياء يوما بعد يوم، ثم لزم بعدها الفراش.
ويروي عدد من المواقع الكلاسيكية قصة مأساوية حزينه لأيام شوبرت الأخيرة.
يقول موقع "فرانز شوبرت" إنه كان يهذي في 18 نوفمبر/ تشرين الأول 1828، ومتحدثا لأخيه: "لا تتركني هنا، لا تتركني في هذا الركن تحت الأرض، ألا أستحق مكانا فوق الأرض".
ورد عليه شقيقه فرديناند: "لا تبتئس يا أخي، بيتهوفن لا يرقد هنا، لن يصيبك أي مكروه"، لينام شوبرت ليلته.
وكلنه استيقظ في الصباح، وأدار وجهه للحائط هامسا: "هنا… هنا نهايتي".
ومات بعدها، ليدفن على بعد عدة أقدام من قبر ملهمه وأستاذه بيتهوفن.
وتطرقت مواقع عديدة إلى السبب المحتمل لوفاة شوبرت، وطرحت نظريات عديدة لمقتله، لكن لم يتمكن أحد من إيجاد السبب الحقيقي.
وطرحت نظريات احتمالية أن يكون شقيقه هو المتورط في مقتله، بسبب الغيرة من النجاحات التي حققها، فيما تحدث البعض عن أهل حبيبته السابقة، وتحدث البعض الآخر عن علاقاته الاجتماعية المتشعبة وخاصة مع الطبقات الأرستقراطية.