ابن إمبابة
ولد محمد هنيدي أحمد، في حي إمبابة، في محافظة الجيزة المصرية، وكان طفلا منطلقا، والشقيق الأصغر لأربع بنات، وحصل في عام 1991 على بكالوريوس معهد السينما، ثم كان أول ظهور فني له في مسرحية "الدكتور زعتر"، من بطولة محمد عوض، ومن إنتاج 1989.
نصيحة يوسف شاهين
نال محمد هنيدي فرصته الأولى على شاشة السينما في فيلم "السارقات" للمخرج يسرى نصر الله، ومن خلاله شارك في فيلم "اسكندرية كمان وكمان" للمخرج العالمي الراحل يوسف شاهين (1990)، وفي إحدى المناسبات بالفيلم، سأله هنيدي حول رأيه في أدائه في العمل، فأجابه: "أتنبأ لك بمستقبل باهر ولكن لا تصبح مثل بائع الحليب"، في إشارة منه إلى نبرة صوته العالية، كما طلب منه أن يتعقل في اختياراته الفنية.
"البخيل وأنا"
جذب محمد هنيدي أنظار الجمهور إليه بشكل واسع، من دوره في مسلسل "البخيل وأنا"، من إنتاج عام 1991، ومن بطولة الممثل المصري الراحل فريد شوقي، والذي أعجب بأدائه، حتى أنه كان يطلب منه عندما لم تكن له مشاهد، أن يجلس لفعل أي شيء مضحك.
كان رافضا عرض فيلم "إسماعيلية رايح جاي"… سبب شهرته
كان فيلم "إسماعيلية رايح جاي" من إنتاج 1997، والذي لعب بطولته محمد هنيدي، هو شرارة ثورة التغيير في دماء السينما المصرية، والذي كان نقطة انطلاق العديد من الممثلين المشاركين فيه، مثل خالد النبوي، وحنان ترك، على الرغم من ميزانية إنتاجه الضئيلة، والذي حقق في المقابل إيرادات ضخمة وغير متوقعة في شباك التذاكر، وهو ما حفز صناع السينما وقتذاك على المغامرة بأسماء ودماء جديدة، وبديلة لجيل ظل يهيمن على المشهد السينمائي على مدار ثلاثة عقود.
أيضا من أسباب نجاح فيلم "إسماعيلية رايح جاي"، هو إحدى أغنياته "كماننا"، والسبب في هذا هو تعبير كلماتها عن أحلام الملايين من الشباب، في رغبتهم في التعارف على الفتاة الجميلة، وركوب السيارة الفارهة، وشراء الهاتف المحمول وتركيب طبق الأقمار الفضائية.
وكشف محمد هنيدي أنه كان رافضا طرح فيلم "إسماعيلية رايح جاي" في السينمات، لأنه كان يراه فيلما مستواه ضعيف.
"صعيدي في الجامعة الأمريكية"
وبعد النجاح الساحق لـ "إسماعيلية رايح جاي"، خاض محمد هنيدي أولى بطولاته المطلقة في فيلم "صعيدي في الجامعة الأمريكية" (1998)، والذي توّجه رسميا بأنه "قائد ثورة التغيير" في السينما المصرية، كما قال عنه الممثل المصري أحمد حلمي.
وكتب حلمي عبر حسابه على "إنستغرام": "هنيدي يا جماعة. الكمنانا كله. أحب أقول كلمة حق. لولا ربنا ثم هنيدي ما كنا نلنا الفرصة. هنيدي أول من فتح لنا باب السينما من وسع بفيلمه صعيدي في الجامعة الأمريكية. شكرا يا محمد. الذي نحن فيه أنت ساهمت فيه".
ولم يختلف نجاح "صعيدي في الجامعة الأمريكية" عن نجاح "إسماعيلية رايح جاي"، من حيث النجاح الجماهيري والنقدي، خاصة وأنه يناقش قضية فلسطين، ومعاداته لإسرائيل، في مشهد حرق هنيدي للعلم الإسرائيلي في بهو الجامعة الأمريكية في القاهرة.
مؤسس مدرسة مميزة في الإضحاك
وبخلاف أنه كان السبب في منح الفرصة للعديد من الممثلين الشباب للانطلاق، فإن من أسباب نجاح محمد هنيدي، واستمرار نجوميته حتى لحظة كتابة هذه السطور، هو أنه مؤسس مدرسة مميزة في الإضحاك، والقائمة على تعليقه على رد من يقف أمامه، برد ساخر منه، وهو النهج الذي أصبح يتبعه عدد من ممثلي الكوميديا في الوقت الحالي.
عودة "صعيدي"
زف محمد هنيدي نبأ سارا لكل جمهوره في عام 2017، عندما أعلن عن تقديمه للجزء الثاني من "صعيدي في الجامعة الأمريكية"، بعد أن نالت إحدى التغريدات على موقع "تويتر" 100 ألف إعادة تغريد، لتصبح من أكثر التغريدات العربية رواجا خلال العام الماضي