القاهرة — سبوتنيك. "حتبت".. واحدة من الموظفات البارزات في الأسرة الخامسة الفرعونية.. تتميز مقبرتها التي أعلن وزير الآثار المصري، خالد عناني الكشف عنها، اليوم السبت، في ساحة أهرامات الجيزة، بألوان زاهية، ومناظر رائعة، إلا أن مهمتها الملكية لا يزال يشوبها الغموض.
في ساحة الأهرامات، وخلف الهرم الأكبر للملك خوفو، أعلن عناني أن "العاملين في المجلس الأعلى للآثار بمنطقة الأهرامات، اكتشفوا مقبرة للسيدة حتبت، من الأسرة الخامسة، ويعود تاريخها لما قبل أكثر من 4400 سنة".
وقال عناني، في مؤتمر صحافي حاشد جمع عشرات الصحافيين المصريين ومراسلي وكالات الأنباء الأجنبية في مصر، إن "الكشف يعد إضافة سياسية وأثرية كبيرة ولم يكن ليتم دون الدعم الكبير من القيادة المصرية".
وتابع "المقبرة تتميز بألوان ورسوم نادرة، والآثار تجذب العالم كله ونحن مهتمون بحضارتنا ونحارب الإرهاب بالسلاح والثقافة والتنوير".
وأعرب وزير الآثار المصري عن "أمله في الإعلان عن أكثر من كشف أثرى في أكثر من منطقة أثرية خلال عام 2018"، وكشف عن أنه "سيفتتح متحف آثار سوهاج في نيسان/أبريل المقبل".
فيما قال الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار ورئيس البعثة المصرية مصطفى وزيري "بدأنا عملنا كبعثة مصرية خالصة في الجبانة الغربية بالهرم منذ 3 تشرين الأول/أكتوبر الماضي وهذا هو الاكتشاف الأول في 2018"، متابعا "هذا الاكتشاف بمثابة دفعة للأمام، وسيكون عام 2018 عام الاكتشافات والافتتاحات والخير على مصر الغنية بآثارها وثقافتها وحضارتها".
وأضاف وزيري، في تصريحات لوكالة "سبوتنيك" ووسائل إعلام أجنبية عقب المؤتمر اليوم، أن "الاكتشافات في هذا المكان بدأت منذ 1842، ثم توقف العمل كله بعد الثورة [كانون الثاني/يناير 2011] ولكننا بدأنا مرة أخرى في أكتوبر من خلال عمليات كشفية بواسطة بعثة مصرية خالصة برقم 9000 جي، وتوصلنا لهذه المقبرة التي تعود لسيدة تدعى حتبت".
وأوضح وزيري أن "حتبت اتخذت لقبا صعبا للغاية، وهو خنتي تشي اختلف علماء الآثار في تفسيره، البعض قال إنها حارسة، أو مزارعة، أو أحد كبار رجال الدولة"، لافتا إلى أن هذه المقبرة "بنيت في أوائل عمل حتبت، ولكنها ترقت بأمر الملك الذي أمر بأن تبنى لها مقبرة أكبر من هذه، لم يتم الكشف عنها بعد".
وحول بناء المقبرة ومميزاتها، قال وزيري "المقبرة هنا مبنية من الطوب اللبن وطبقة ملاط، وبها مناظر مختلفة: للرعي والحصاد والزراعة وصيد الطيور والأسماك، وكذلك استئناس القرود"، مشددا على أن "هذه الرسوم تعد أقدم من كافة الرسوم المشابهة في المقابر المكتشفة حتى الآن، لأنها تعود للأسرة الخامسة، فمنظر القرد وهو يرقص أمام فرقة موسيقية كاملة، تنفرد به هذه المقبرة".
وشدد وزيري على أن "ما نراه فوق سطح الأرض في مصر لا يتعدى نسبة 40 بالمئة مما يحويه باطن الأرض"، موضحا أن لهذه الاكتشافات "مردود كبير على تنشيط السياحة والدعاية العالمية لمصر".
وأصدرت وزارة الآثار بيانا عن الكشف، اليوم، ذكرت فيه أن "بعثة آثارية مصرية اكتشفت مقبرة ملكية قديمة لسيدة تدعى حتبت، كانت أكبر موظفي القصر الملكي في الأسرة الخامسة"، متابعة "الكشف الأثري وُجد خلال حفائر في الجبانة الغربية في منطقة تعمل فيها بعثات كشفية وآثارية منذ عام 1842".
وأضافت الوزارة أن "جدران المقبرة في غاية التميز بألوانها ورسوماتها"، مؤكدة على "بقاء هذه الرسوم والألوان بحالة ممتازة".
وبداخل المقبرة التي زرناها فور افتتاحها وسط زحام إعلامي كبير، صباح اليوم السبت، تزهو الألوان على الجدران برسومات غاية في الدقة، تبدو واضحة للعيان بدءا من البوابة التي تقود الزائر بشكل مباشر نحو ممر ضيق على جانبيه رسومات زاهية، بينما تبدو المقبرة في نهاية الرواق، وهناك على اليمين ممر آخر لكنه يؤدي إلى مجهول، لا يزال يحمل الكثير حول هذه المقبرة، التي يعمل فيها علماء مصريون.