وألقى إمام مسجد "التقوى"، عمران شيخ، أول خطبة جمعة باللغة الأمازيغية، في قرية "إيبوهاثن"، بدائرة بونوح التابعة لتيزي وزو (100 كلم شرق العاصمة)، بحسب ما عرض تلفزيون "الشروق" المحلي.
ويقول الإمام إن هذه الخطوة جاءت من مبدأ مخاطبة قوم لا يفهمون كلامه، فكان لابد من لغة يتمكن من خلالها من "إيصال الرسالة إليهم وأن تدخل قلوبهم".
كما أضاف الخطيب أن الناس فرحوا بهذه الخطوة، متسائلا: "كيف لا يفرح من يأتي المسجد ويرد موردا عظيما (…) بلغة يفهمها؟".
وتأتي هذه الخطوة في سياق التعديل الدستوري الذي أقره البرلمان الجزائري، بتوجيه من الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، بعد سنوات من الجدل السياسي في البلاد.
ومن بين الخطوات التي اتخذت، اعتماد رأس السنة الأمازيغية يوم عطلة رسمي، الذي يصادف 12 كانون الثاني/يناير، وأيضا، باعتماد الأمازيغية لغة رسمية، في شباط/فبراير عام 2016.
علاوة على ذلك، قررت وزارة الشؤون الدينية تخصيص خطبة الجمعة في كل المساجد، وقتئذ، لهذا الموضوع، على سبيل الثناء على تدابير الحكومة، كما بحثت الأخيرة إطلاق "أكاديمية تدريس اللغة الأمازيغية".
وأصدرت وزارة الداخلية، لأول مرة في تاريخ الجزائر، الشهر الماضي، بيانا مكتوبا بالأمازيغية، تناول بدء عملية تسجيل الحجاج لموسم الحج المقبل.
جدير بالذكر أنه في العام 2002، وبعد أعمال شغب دامية في منطقة القبائل أسفرت عن سقوط 126 قتيلاً، اعترفت الدولة بالأمازيغية كـ "لغة وطنية" ثانية، بقرار من الرئيس عبد العزيز بوتفليقة.
وبحسب الأرقام الرسمية التي أعلنت عنها المحافظة السامية للغة الأمازيغية بلغ عدد المتعلمين للغة الأمازيغية حوالي 600 ألف متعلما في الجزائر، كما أصبحت اللغة الأمازيغية متداولة بشكل واضح في وسائل الإعلام.
وفضلا عن حضورها في وسائل الإعلام مثل الإذاعة والتلفزيون الوطنيين، فقد تم التكفل باللغة الأمازيغية في القنوات التلفزيونية الخاصة والقنوات الإذاعية المحلية وفق فترات زمنية محددة.