قال أشرف القدرة، المتحدث باسم وزارة الصحة في قطاع غزة، إنه حتى الآن توقفت مولدات الكهرباء في ثلاثة من مستشفيات غزة الثلاثة عشر، فضلا عن توقف مولدات 14 من 54 مركزا طبيا في القطاع. وقال مسؤولو المؤسسات المتضررة إنهم يحولون الحالات الخطيرة إلى منشآت صحية أخرى وإنها قللت من طاقتها التشغيلية، وفقا لـ"رويترز".
ونظرا لأن شبكة الكهرباء في قطاع غزة لا توفر الكهرباء لسكان القطاع البالغ عددهم مليونا نسمة إلا لمدة تتراوح بين أربع ساعات وست ساعات يوميا فقط تمثل المولدات الاحتياطية شريان حياة لمنشآت الرعاية الصحية والصرف الصحي فيما تعد أزمة معقدة تعود جذورها إلى الخصومة بين "حماس" والسلطة الوطنية.
وفي مستشفى الدرة للأطفال في مدينة غزة، التي تخدم في العادة ما يصل إلى 180 مريضا في اليوم، كان كثير من أسرتها التسعين خاويا اليوم الثلاثاء. وقال الأطباء إن الوقود نفد قبل أسبوع وإنها توفر أدنى قدر ممكن من الخدمات.
وقال ماجد حمادة مدير المستشفى في تصريح لـ"رويترز" إن الأطباء يوفرون الرعاية الصحية الأساسية، وفي الحالات الطارئة ينقلون المرضى إلى مستشفيات أخرى بعد استقرار حالاتهم.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية إن وقود الطوارئ في المنشآت الحيوية بقطاع غزة "سينفد خلال الأيام العشرة المقبلة".
وقال إن خدمات الطوارئ والتشخيص ووحدات الرعاية المركزة وغرف العمليات في خطر علاوة على 55 محطة للصرف الصحي و48 محطة تحلية ومنشآت تجميع الفضلات الصلبة.
وقالت حركة حماس إن السلطة الفلسطينية تعلق دفع ثمن الوقود الذي يقدم عبر إسرائيل. وتقول السلطة إن حماس لم تنقل الأموال المحصلة من بيع أدوية للمرضى في غزة وهي أموال تستخدمها السلطة لشراء الوقود.
وقال مكتب الأمم المتحدة إن 6.5 مليون دولار مطلوبة لتوفير 7.7 مليون لتر من الوقود الطارئ في 2018 وهو "أدنى حد لتفادي انهيار الخدمات".
ونقل بيان المكتب عن روبرتو فالينت القائم بأعمال منسق الشؤون الإنسانية بالأراضي الفلسطينية قوله "بدون التمويل، ستضطر جهات خدمية أخرى إلى وقف عملياتها خلال الأسابيع المقبلة وسيتدهور الموقف بشكل دراماتيكي مع احتمال امتداد تأثيره إلى كافة السكان".
وأضاف قائلا "لا يمكن أن نسمح بحدوث ذلك".
وقالت إحدى الأمهات التي تنتظر منذ أسبوع لإجراء كشف بالأشعة السينية على ابنتها ذات الثلاثة أعوام "إحنا بنلوم كل الأطراف، ليش يتعرضوا هدول الأطفال لخطر الموت مشان فتح وحماس مش عارفين يتصالحوا؟".
ويهدد أيضا قرار الولايات المتحدة تقليص إسهامها المقدم لوكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا) بتفاقم المصاعب في القطاع.