وقال العميد جوناثان براغا المتحدث باسم القيادة المركزية الأمريكية إنه بفضل النجاحات المتسارعة بعد تحرير الموصل، سيحول التحالف تركيزه في العراق إلى الحفاظ على المكاسب العسكرية ضد "داعش".
حيث قالت الحكومة العراقية إن القوات الأمريكية بدأت خفض عدد عناصرها في العراق بعد الإعلان عن هزيمة داعش، فيما أكد التحالف الدولي أن تواجد قواته سيكون مرهونا بشروط ويأتي وفقا للحاجة.
عن موضوع التواجد العسكري الأمريكي الدائم في العراق يقول الخبير العسكري فاضل أبو رغيف:
أرى أن العراق بات غير محتاج لأي قوات حليفة بشكل دائم، وذلك لجملة من الاعتبارات، في مقدمتها أنه ما عاد لـ "داعش" تواجد عسكري أو ما يسميه بأرض التمكين، إضافة إلى أن المعركة القادمة مع التنظيم هي معركة استخبارية وليست ميدانية، بمعنى أن حرب المدن لم تبت ذات حاجة ومن متطلبات الوضع العسكري، ومن جهة أخرى فإن القوات العراقية تمتلك اليوم إمكانية وقدرات عالية جداً في محاربة الإرهاب ومعرفة هيكليته وتنقله، فضلا عن ذلك يمتلك العراق أسلحة متطورة اكتسبها نتيجة محاربته للإرهاب لأكثر من عقد من الزمان. لذلك فإن إبقاء أي عديد من القوات الأجنبية سيشكل حساسية، بسبب الظروف الاجتماعية والسياسية، فهناك رافضون لهذا التواجد، وبنفس الوقت هناك داعمون له، لكن قد تبقى بعض القوات الأمريكية متمثلة بالمستشارين والمدربين، الذين من شأنهم رفع المستوى القتالي والمعلوماتي لدى العراق، الذي لم يعد يحتاج أي شيء سوى الدعم المعلوماتي.
أعتقد أن الأمريكان قاموا بتأمين وضعهم في العراق، بعد إنشاء القواعد العسكرية الظاهرة وغير الظاهرة، وهم بذلك العمل يريدون الاطمئنان على وضعهم القلق في أفغانستان، كون الأخيرة ولأكثر من عقدين من الزمن لم تشهد أي استقرار، لذلك تريد الولايات المتحدة أن تضع لها قواعد هناك، تكون قريبة من دول مناوئة لها، وهي بذلك تريد أن ترعب إيران وباكستان وافغانستان وروسيا الاتحادية، لذلك تقوم هي اليوم بنقل آلياتها وجنودها إلى هناك للسيطرة على الشرق الأقصى والأوسط على حد سواء.
إعداد وتقديم ضياء إبراهيم حسون