حول أهم مكونات التراث الشعبي السعودي، كان لـ"سبوتنيك" جولة في خيمة التراث، في جناح المملكة العربية السعودية، صحبتنا خلالها أماني عبد الله، سيدة سعودية، لتروي لنا قصة كل جزء في تلك الخيمة.
لوحة فنية
بمجرد أن يقع نظرك على تلك الخيمة تأخذك قدماك إلى الداخل، في نوع من الفضول للتعرف على ما يحتويه كل ركن في الخيمة، هنا أدوات الجلسات العربية، وتلك ملابسهم، في هذا الركن أنواع الأطعمة التراثية يتم تجهيزها ولكن ببعض أدوات المطبخ الحديث "الفرن الكهربائي"، هنا مجسمات لقصور ومنازل قديمة، وهنا ملابس متنوعه من الشمال إلى الجنوب، تلك في "الرياض وهذه في جيزان بالجنوب، والأخرى في مناطق مكة والمدينة".
نعم هى لوحة فنية ولكي تكتمل اللوحة ترتدي أماني وأسرتها الصغيرة الأزياء التراثية الرائعة، الجاذبة للانتباه، في تناغم كبير ما بين تلك المكونات والإنسان البدوي.
الكليجة والقرصان والجريش وتاوا ومصابيب…أشهر الأكلات
الكليجا: تتكون من الحنطة المحشية بالدبس "التمر"، يضاف لهما الزعفران والهيل، ويمكن استبدال الدبس بالتوفي، ويتم عجن الخليط ويقطع بأشكال مختلفة، وتشتهر الكليجا في منطقة القصيم وحائل.
القرصان: هى أكلة شعبية نجدية يتم إعدادها من دقيق القمح بعد طحنه جيدا، ويعجن بالماء والملح حتى يصبح عجينة لينة سهلة التشكيل، ويتم تغطية العجين لمدة نصف ساعة، وبعد ذلك يخبز على صاج كبير يعرف بـ"المقرصة" وتكون تحتها نار قوية، وبعد أن يصل
الصاج لدرجة حرارة كبيرة، يتم غرف العجينة وتصب على الصاج على شكل أقراص كبيرة ورقيقة وتقلب على الوجهين حتى النضج.
المطازيز: تتكون من العجين واللحم، ويتم تقديمها مع المرق والخضروات وهى من الأكلات التراثية السعودية وتتميز بها منطقة نجد.
الجريش: يتم تحضيرها من القمح الصلب والذي يتم تكسيره بواسطة آلة حجرية تسمى "الرحا" ويسمى القمح بعد تكسيره بـ"اللقيمي المجروش" وهو يشبه "الفريك المصري"، ثم يضاف لمرق اللحم والفلفل الأسود والكمون والبصل، وتشتهر بها منطقة نجد في السعودية بجانب المملكة الأردنية وفلسطين.
الكبسة: من أشهر الأكلات السعودية على الإطلاق وتحتل مكانة خاصة على الموائد السعودية، وكانت ترتبط قديما بلحم الخرووف، وتم تطويرها مع الوقت كنوع من التغيير، حيث يتم طهيها بالدجاج أو السمك أو الجمبري، وأصبحت تقدم في مطاعم الوجبات السريعة وبطرق عدة، وأهم مكوناتها الحالية، الأرز البسمتي، زيت أو سمن، بصل وطماطم، اللومي المجفف، قرفة وقرنفل ورق الغار حبات من الهيل، فلفل إسود وملح وبهارات الكبسة.
ثلاثة أكواب من الأرز ذي الحبة الطويلة، البسمتي، دجاج أو سمك أو لحم، وتتم عمليات الإضافة والطهي حسب الكميات المراد طهيها.
تاوا: هو الأشهر بين انواع الخبز السعودي، و يمتاز بطعمه الشهي، وبتقديمه ويقدم على موائد الطعام عند تحضير وجبة الإفطار، فهو يحتوي على مكوّناتٍ ذات قيمةٍ غذائيّةٍ عالية؛ كحبة البركة السوداء، والطحين الأسمر، والحليب والقشطة والخميرة الفورية الناعمة وسكر أبيض وملح طعام وماء لغرض العجن وعسل النحل، ويتم عجن المكونات مع بعضها لحوالي ثماني دقائق من الوقت إلى أن تتجانس المكونات بشكلٍ جيد وتصبح العجينة ذات قوامٍ طري، بعد ذلك يتم تغطيتها بكيس بلاستيكي، وتترك في مكان دافئ، وننتظر حتى يتضاعف حجم العجينة بعد أن تختمر، ويتم تقطيعها إلى كرات.
يتم فرد الكرات حسب الحجم بحجم المقلاه، وتقلى في الزيت العميق، إلى أن يتغير لونها إلى اللون الذهبي على الوجهين، ثم يتم إخراجها ووضع العسل عليها أو السكر وتقدم على مائدة الإفطار.
المفطح: تتكون من اللحم، والأرز، وكثير من البهارات، مثل القرفة والقرنفل والهيل والفلفل الأسود والزعفران وقليل من الثوم، ويضاف إليها المكرونة المسلوقة وتزين بالبيض المسلوق.
الحنيذ: يؤكل مع الأرز أو خبز الذرة الحمراء الخمير ويقدم الحنيذ في أحيان كثيرة على وجبة الإفطار، معظم مناطق شبه الجزيرة العربية تشتهر بهذا الطبق مثل اليمن وعسير.
مصابيب: وتتكون من سكر وزيت وبيض وطحين "دقيق كويتي"، بكنج باودر وفانيليا وعصير ليمون، كميات بسيطة جدا من القرنفل والهيل والجنزبيل لإضفاء نكهه للطعم، ويتم عجن المكونات، لتصير أقرب للسيولة من العجين، وتصب على صاج ضد الالتصاق على نار هادئة وتقدم بعد ذلك بالسمن أو العسل، وهى تشبه "القطايف"، في مصر.
واستعرضت معنا أماني عبد الله، ركن الرجال وما به من مكونات الجلسات العربية من أدوات القهوة ومطاحن البن، والأدوات التي ما زالت تستخدم حتى اليوم، وانتقلت لبعض الأدوات في قسم النساء، من أدوات التجميل القديمة، مثل "المكحلة والمبخرة"، وأدوات العطور القديمة التي مازالت "الجدات" تتمسك بها حتى الآن.
ركن الرجل
وفي ركن آخر من الخيمة التراثية، استعرضت أماني "ركن الرجل" وقالت إنه حتى الآن في أي مجلس للرجال يجب أن تكون هناك أدوات القهوة والمبخرة ومنفاخ النار وراكية النار.
وفي جانب من الخيمة، كان هناك "مجسمين" لمباني تراثية، أشارت أماني، إلى أن أحدهما هو قصر "الدرعية" بالرياض، والمجسم الآخر لمنزل قديم بمنطقة جدة بالجنوب وما زال موجودا حتى اليوم.
الأزياء التراثية
ولفت انتباهنا مجموعة من الأزياء المختلفة، للرجال والنساء والأطفال، لكل منها طابع خاص بعضها للشمال والبعض الأخر جنوبي أزياء للوسط، بجانب بعض الأزياء المشتركة بين الجميع، كان زيا رسميا لتلك المناطق منذ عشرات السنين وأغلب تلك الأزياء تستخدم بشكلها القديم في الوقت الراهن مع بعض التعديلات.
عاشقة التراث
أماني عبد الله "أم يوسف"، إمرأة سعودية من منطقة "القصيم"، ذات التربة الخصبة والمساحات الشاسعة من الحدائق والطبيعة الساحرة، وقالت "أم يوسف"، أنها تعشق التراث وهذه هى المرة الأولي التي يتم فيها إنشاء خيمة للتراث في معرض الكتاب بالقاهرة.
"أم يوسف" تتطلع لفتح مطعم يختص بالأكلات التراثية السعودية وبشكل يشبه المتاحف التراثية، كما تنوي المشاركة في فعاليات مونديال كأس العالم بروسيا، وستحمل معها التراث إلى موسكو.
تقرير/ أحمد عبد الوهاب