وأشار بليتنيك، مدير مكتب أمريكا السابق لمركز "بتسليم" المعلوماتي الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة، إلى أن تلك اللقاءات، التي جرت مع أعضاء وقيادات في اللوبي اليهودي المؤيد لإسرائيل في أمريكا، كانت مصدر قلق "حقيقي" لإسرائيل.
وأوضح أن هذا دفع المتحدث باسم السفارة الإسرائيلية في أمريكا، إيتاي بار دوف، للخروج في بيان، وصفه بـ"غير العادي"، أن تل أبيب "تعارض جهود التأثير على المجتمع اليهودي الموالي لإسرائيل".
الأزمة
من جانبه، قال جوناثان شانزر، نائب رئيس قسم البحوث في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات: "ليس من الخطأ أن يقوم المحللون والمثقفون بالسفر إلى قطر، للتعرف على الوضع هناك".
وتابع
"المشكلة هي أنهم خلال تلك الزيارات، لا يسمعون الجانب الآخر من القصة، بل هم يحصلون على خط الحكومة من دون أن يسمعوا أي نقد لقطر، أو يدركوا طبيعة علاقات قطر مع حماس أو الإخوان المسلمين، وغيرها من الجهات الفاعلة المشككة في دوافعها، وهو ما بدوره يثير قلق إسرائيل".
ومضى "سيسمح هذا بتغيير وتطوير رسائلهم إلى الشرق الأوسط، من دون أن يعرفوا تاريخ العلاقات المشبوهة للدوحة".
قائمة الزوار
وأشار المحلل الأمريكي إلى أن قائمة اللوبي اليهودي الأمريكيين الذين زاروا قطر مؤخرا، والتقوا مع أمير قطر، هم:
— مورتون كلاين، رئيس المنظمة الصهيونية الأمريكية.
— مالكولم هونلين، نائب رئيس مؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية الكبرى.
— آلان ديرشويتز، محام حقوق مدنية ومدافع ناري عن إسرائيل والرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
— مايك هوكابي، المرشح الرئاسي الأمريكي السابق، وأحد الداعمين الرئيسيين للوبي اليهودي.
من جانبه، أرجعت مجلة "فورين بوليسي"، تلك الاجتماعات إلى أن الدوحة تسعى لأن يكون لها موطئ قدم في واشنطن، خاصة وأنها تنفق ملايين الدولارات على شركات الضغط والعلاقات العامة، على حد قول المحلل الأمريكي، في محاولة لحثهم على مناصبة العداء لمملكة العربية السعودية.
وأوضح موقع "لوب لوغ" أن ترامب يكافح من أجل الحفاظ على علاقاته مع قطر، بحيث تحفظ المكاسب العسكرية التي يحققها، التي من أبرزها قاعدة العديد، من دون أن يغضب السعودية، حليفته القوية والتي تجددت مع صعود ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
ولكن ما يثير قلق إسرائيل، والقول للكاتب، هو أن أزمة مقاطعة قطر، كشفت عمق العلاقات الاستراتيجية بينها وبين إيران، وهو ما قد لا يكون في مصلحة تل أبيب.
واختتم بأن ذلك التقارب القطري مع التيارات اليهودية اليمنية الأمريكية، يمكن بدوره أن يغضب إسرائيل، خاصة وأنها تسعى حاليا لتطوير علاقاتها مع المملكة، بعدما أبدت بصورة سرية في أكثر من مناسبة احتمالية قبولها تطبيع العلاقات.