يقف العم أحمد فرج ابن تبوك – مدينة بشمال غربي السعودية – أثناء تواجده في الجنادرية المهرجان الوطني للتراث والثقافة الـ 32 مستعرضا أخر ناظور بحري في السعودية، تلك الآلة التي كانت في الماضي هامة للغاية ولا يكاد يخلو منها أي منزل في الجزيرة العربية قبل 90 عاما مضت، قبل أن تصبح من االتراث، فقد اندثرت تلك المهنة ولم يتبق من صناعها سوى العم أحمد فراج.
يحكي عم أحمد بحزن، قصته مع الناظور، "تعلمت صناعتها من والدي وهي عبارة عن علبة معدنية كبيرة نسبيا – تتكون من تنكة السمن أو الزيت المعدنية – وأقوم بقص مستطيل في أحد جوانب التنكة ثم أضع زجاجا خاصا مكبرا، بحيث ينظر البحار منه فيرى الأصداف أو المحار أو الأسماك".
ويشير العم فرج إلى أن هذا الناظور يكبر الأشياء 20 مرة، ويؤكد أنه صنع الناظور الأخير في هذا المهرجان، ويودعه بالدموع لأنه ارتبط به وبوالده، وأنه شارك وعمره 48 عاما، واستمر سنويا يحضر حتى إن أولاده الخمسة منعوه من الحضور هذا العام 2018 إلا أنه رفض وأصر على الحضور واستأجر سيارة خاصة لحضور المهرجان.