وتكتسب هذه الزيارة أهمية خاصة كذلك نظرا لأنها تتزامن مع بدء القوى السياسية تحضيراتها الجدية لخوض معركة الانتخابات النيابية في ظل عدم اكتمال صورة التحالفات السياسية بشكل نهائي.
كما أن هذه الزيارة قد تكون مدخلا لعودة الدعم السعودي للاقتصاد اللبناني وذلك على أعتاب إنعقاد مؤتمر "سيدر" في العاصمة الفرنسية باريس والمخصص لدعم المشاريع الإنمائية في لبنان.
إضافة الى أن زيارة الموفد السعودي ستحمل دعوة الى رئيس الحكومة سعد الحريري لزيارة المملكة بعد الأزمة التي طالت العلاقة ما بين بيروت والرياض نهاية العام الفائت.
ويؤكد مصدر مطلع لـ"سبوتنيك"، أن الزيارة تأتي بعد تسلم المستشار نزار العلولا الملف اللبناني في ظروف مفصلية تشهدها المنطقة ضمن الصراع الإقليمي القائم، ويشير الى أن "زيارة المستشار السعودي في ظل أجواء الانتخابات النيابية لها مفهومها الخاص، فهناك من يقول أن هذه الزيارة تتعلق بدعم الخط السياسي العروبي الذي تقوده المملكة العربية السعودية في المنطقة وتأمين كل وسائل نجاحه في ظل محاولة هيمنة إيران وحزب الله على القرار اللبناني بشكل رسمي.
وعن طبيعة اللقاءات التي سيجريها العلولا في بيروت، يقول المصدر "إلى أنها ستشمل رئيسي الجمهورية والحكومة ورئيس مجلس النواب، أما بالنسبة الى رئيس الحكومة سعد الحريري فاللقاء سيأخذ طابعا خاصا نتيجة اللغط السياسي والشائعات التي طاولت تلك العلاقة".
كما يشدد المصدر المطلع على القول "إن ما قبل زيارة الموفد السعودي الى لبنان لن يكون كما بعدها، لما ستتركه هذه الزيارة من بصمات إيجابية على الصعيد الداخلي اللبناني"، ويضيف "العلولا سيلتقي العديد من الشخصيات السياسية اللبنانية ويتشاور معها ومن ثم سيحمل هذا الملف الى القيادة السعودية لكي يتم وضع لبنان مجددا على الأجندة السعودية التي تهدف إلى إنقاذ ومساعدة لبنان في أزماته السياسية والاقتصادية أمام الكم الكبير من المؤتمرات الدولية الهادفة الى دعم الاقتصاد اللبناني ونموه واستقراره، وهذه المؤتمرات لا يمكن نجاحها إلا إذا كان للمملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي اليد الطولى فيها".