الغازات الدفيئة
وكانت بداية تلك الظاهرة في الحضارة الفرعونية فيما يعرف بنهاية "العصر البرونزي".
وسعى خلالها ملوك الفراعنة في حماية ملكهم وإنجازاتهم وإرثهم من أي مجاعة أو هجرة جماعية أو كوارث بيئية، خاصة، بعد كارثة كبرى ألمت بالبلاد في نهاية العصر البرونزي.
أما صحيفة "هآرتس" العبرية، فتحدثت عن التقرير قائلة "الحضارة المصرية، التي كانت أكبر قوة في العالم، وقتها اكتشفت على ما يبدو الغازات الدفيئة قبل كل العالم".
وأشارت إلى أن علماء الفراعنة تمكنوا من فهم كيف أنه يمكن لتلك الغازات أن تتسبب في ارتفاع درجات الحرارة العالمية، وكيف يمكن أن تشكل واقعا مروعا بتغير المناخ، وبالتالي تزايد احتمالية دخولهم في فترة أو سنوات جفاف.
وتابعت "بمجرد ما أعلن العلماء، وفقا لوثائق وأدلة جديدة اكتشفتها بعثة أثرية عالمية، قرر قادة مصر القديمة التصدي لذلك التحدي".
الإجراءات
بدأت قصة الاكتشاف الجديد، بحسب "نيوزويك"، قبل 3 آلاف عاما تقريبا، خلال القرنين الـ13 والـ12 قبل الميلاد، حينما وجه حكام الفراعنة بضرورة زيادة إنتاج الحبوب، وشحن كافة المنتجات الفائضة عن الحاجة إلى مناطق يعتقدون أنها ستكون الأكثر تضررا، بالمناطق المحيطة بهم، وتقع حاليا تلك المناطق في لبنان وسوريا والأردن.
ولم يتوقف الأمر عند إنتاج الحبوب، بل وصى ملوك الفراعنة أيضا بضرورة زيادة إنتاج سلالات الأبقار الأقوى والأكثر ملائمة للبقاء على قيد الحياة في أحلك الظروف وأقسى مناخ.
وأظهرت رفاة وعظام الحيوانات المستخرجة في تلك الفترة، أن الفراعنة كانوا يهتمون بتربية الأبقار أكثر من الأغنام أو الماعز، التي لا يمكنها تحمل تغير المناخ.
كما رصدت أدلة أثرية، أن الفراعنة أيضا، قاموا بتزويج الأبقار على حيوان يدعى "زيبو"، ذي الأصول الهندية، والمعروف أنه أقوى وأكثر مقاومة لحرارة الجو والجفاف والطفيليات.