وأظهرت ثورا مع فريقها أن التباين في مستوى المعيشة ينعكس فعليا على وجوه الناس، إذ قامت مع زميلها المشارك في الدراسة، أستاذ علم النفس نيكولاس رول، بعرض على مجموعة من الناس من أعراق مختلفة، صورا رمادية اللون لـ 80 رجل و80 امرأة، وكانوا غير واضعين لأي وشوم أو ثقوب في وجوههم.
وكان نصف الصور لأشخاص يجنون أكثر من 150 ألف دولار سنويا، ليتم تصنيفهم بأنهم "طبقة عليا"، بينما النصف الآخر من الصور يجني أقل من 35 ألف دولار في العام، وتم الإشارة إليهم في الدراسة إلى أنهم "طبقة كادحة".
وطلبت ثورا بجورنسدوتير من الناس الذين استعانت بهم في بحثها، بأن يخمنوا المستوى الاجتماعي لأصحاب الصور الرمادية، وكانت إجابتهم صحيحة بنسبة 68%، وهي نسبة عالية وغير متوقعة.
وتؤكد ثورا أن أكبر مفاجأة بالنسبة لها من هذه الدراسة، هو تخمين الناس للمستويات الاجتماعية لأصحاب الصور، من مجرد النظر في وجوههم، وقالت لجامعة تورنتو إنها عندما سألتهم عن معايير تقييمهم، أجابوها بأنهم لا يعرفون كيف فعلوا هذا.
ولكن ثورا حاولت مع فريقها معرفة هذه المعايير، فقاموا بتكبير الصور الرمادية، واكتشفوا أن الناس خمنوا المستوى الاجتماعي بطريقة صحيحة، من مجرد النظر في العينين، كما أن الفم كان دليلا أوضح، ولكنهم أكدوا أنه ليس هناك جزءا محددا في الوجه من الممكن أن يساعد على هذا التقييم.
وترجح الدراسة أن الأنماط المحفورة في الوجوه على مر الزمان، والانكماش المزمن لبعض العضلات، يمكن أن يؤدي لتغييرات في بنية الوجه، تساعد الآخرين على رصدها.
ولكن عندما عرض الباحثون على الناس موضوع الدراسة، صورا لوجوه يبدو عليها السعادة الواضحة، فلم يتمكنوا من تمييز وضعهم الاقتصادي والاجتماعي، وقد يرجع هذا إلى أن تعابير الوجه تكون محايدة.
ويوضح نيكولاس رول: إن وجهك يعكس بشكل دائم تجاربك، وحتى عندما نعتقد أننا لا نعبر عن شيء ما، فإن آثار تلك المشاعر لا تزال باقية على وجوهنا.
ولكن حذرت الدراسة من أن الحكم على الوضع الاجتماعي بناءا على ملامح الوجه ضار اجتماعيا، لأنه قد يخلق أحكاما خاطفة لا أساس لها من الصحة.