وعن هذه التجربة أكدت الفنانة التشكيلية السورية نور الكوا في تصريح خاص لـ"سبوتنيك" أن الفن هو وسيلة للتعبير وبنشره للعالم يصبح هوية ورسالة تمثل سوريا وقالت:
شاركتُ بمعرض مع فنانين ألمان في مدينة آخن "kulturwerk Aachen" وذلك من خلال عملين دائريين بورتريه لثور بأسلوب تعبيري مع المحافظة على بعض الملامح الأساسية لخلق حالة عاطفية تجاه هذا الكائن الأسطوري، كما كانت لي مشاركة أيضاً في معرض أقيم في مدينة كولن بأربعة أعمال من مرحلة الماتادور أردت بها أن أصيغ من جديد لعبة الموت وخلق حالة من التحدي وتبادل الأدوار لينتصر الثور بكامل أناقته في فضاء لوحتي وكان المعرض بدعوة من السيد فراس أيوب وبإشرافه، وهو سوري الجنسية مقيم في ألمانيا ويقتني الأعمال الفنية.
وحول أهمية هذه المشاركة قالت الكوا: في ظل الحياة الراهنة كان لابد لنا أن نصارع للبقاء ولترك بصمة في هذا العالم وأن نمد أيدينا مليئة للخارج لنمثل بلدنا ونبقى أحياء رغم الموت الذي يعتصرنا في الداخل وأن نتحدى الموت بالأمل وبالفن بكل وسائله مثل (الشعر، المسرح، السينما…الخ) لأن الفن هو وسيلة للتعبير عن الذات وبنشره للعالم يصبح هوية ورسالة نمثل بها سوريا بكل ما ورثتنا من دفء ومحبة وصبر ولذلك أبذل جهدي لأرسم ما يقنع القلب بالنبض ولنبقى كما عرفنا العالم أجمع بلد الياسمين والحضارة.
وعن سبب اختيارها لاختصاص العمارة الداخلية في الكلية قالت: إحساسي بالمسؤولية تجاه سوريا دفعني لهذا الاختيار لأكون فرداً منتجاً ومعطاءً في هذه الظروف الصعبة التي تتعرض لها بلدي ولأكون إحدى الأذرع التي تشارك في إعادة الإعمار.
وحول معرضها الأول "أحلام امرأة" عام 2015 أوضحت الفنانة السورية أن هذا المعرض ضم تجربة أعمالها الفنية وعبرت من خلاله عما يجول في فكرها وإحساسها من مشاعر الحب للحياة والوطن. وأضافت: "قمتُ بتوليف كل ما هو موجود بالطبيعة سواء من الطبيعة الصامتة والوجوه والطفولة والمرأة بكل حالاتها".
ولفتت الفنانة السورية إلى أن اتحاد الفنانين التشكيليين يدعم بشكل خاص هؤلاء الشباب الذين يمتلكون مواهب تبشر بمستقبل واعد للفن التشكيلي السوري من خلال تأمين الصالات التشكيلية لعرض نتاجاتهم مبيناً أن سوريا كانت ومازالت وستبقى تتميز بفنانيها التشكيليين الكبار الذين وصلوا بلوحاتهم إلى العالمية.
نور الكوا، إضافةً إلى تجربتها الفنية كان لها تجربة تطوعية منذ أن كانت طالبة في الصف الثالث الإعدادي، إذ تطوعت في أحد مراكز الاحتياجات الخاصة لمساعدة الطلاب فيها على الدراسة وبعد أن حصلت على الشهادة الثانوية انتقلت إلى معهد البركة لذوي الاحتياجات الخاصة لتعمل مدرسة فيه لتكون هذه التجربة قيمة مضافة أغنت تجربتها التشكيلية.
وانعكست تجربة العمل مع ذوي الاحتياجات على أعمالها محاولةً الابتعاد عن المباشرة في الطرح وحولتها إلى تعرجات وضمت إحدى لوحاتها عدداً من الأشخاص داخل أكثر من إطار في إشارة إلى ما نظنه وقوفاً على أرضية صلبة في الحياة، فيما الواقع عكس ذلك مع حركات انحنائية شبيهة بالرقص وقد بترت قدماً لكل منها واستكملتها بخط وهمي في حين استمرت نظيرتها بالرقص.
الفنانة نور الكوا خريجة عمارة داخلية وعضو باتحاد الفنانين التشكيليين السوريين…
أقامت العديد من المعارض الفردية ولها مجموعة أعمال قدمتها بالسنوات الأخيرة في دمشق ومدن سورية عدة وشاركت في معرض الربيع السنوي بين عامي 2013 و2017 ومعرض الخريف السنوي 2018 وتم اقتناء اعمالها من قبل الوزارة إلى جانب عرض مستمر لأعمالها في غالري Art On Spears ببيروت ومشاركة بملتقى في السويداء مع مجموعة من أهم الفنانين والعديد من المعارض وورشات العمل المشتركة مع فنانين ونحاتين سوريين ولها أعمال مقتناة في العديد من الدول العربية والأجنبية.
ربما لا تكون الفنانة التشكيلية السورية نور الكوا الوحيدة التي كسرت الحصار الثقافي على سوريا فكثير من الفنانين السوريين وبذات الطريقة أوصلوا نتاجاتهم إلى العديد من ساحات الفن الدولية كرسالة محبة وسلام وإبداع من السوريين إلى العالم.