لبنان أمام تجربة انتخابية نيابية ومحطة مفصلية تجري فيه للمرة الاولى، على ضوء كثرة أعداد المرشحين والتحركات الحثيثة الساعية لتشكيل اللوائح، كل فريق يبحث عن مصالحه الانتخابية لجمع أكبر عدد من النواب في كتلته، مهما تطلبت تلك المصالح من تحالفات مع خصوم وحلفاء وشخصيات.
كيف يبدو المشهد الانتخابي في لبنان حاليا، وبما تتميز هذه الانتخابات عن غيرها من الدورات الانتخابية السابقة؟
يقول الباحث في الشؤون الاستراتيجية، وفيق إبراهيم، "بهذا الصدد تتميز هذه الانتخابات بأنها تجري وسط صراعات حادة في الإقليم، ما يعني أنها تعكس هذه الصراعات بشكل موضوعي، باعتبار أن النظام اللبناني، مرتبط بالإقليم بدون انتخابات، فكيف الحال مع وجود انتخابات. كما أن الانتخابات النيابية في لبنان هي المنتج الفعلي للسلطة السياسية، بمعنى أنها هي التي تؤدي إلى انتخاب رئاسة الجمهورية وإلى اختيار رئيس الوزراء والحكومة. لذلك هذه الانتخابات هي المأمول منها أن تنتج النظام السياسي المقبل، وهناك نحو ألف مرشح للمرة الأولى في لبنان على كافة المقاعد من بينهم 111 سيدة، كما أن الجديد في هذه الانتخابات أنها تجري للمرة الأولى على قانون جديد، يجمع بين الطائفية والنسبية في آن واحد.
وتابع إبراهيم "هذا القانون تم دراسته، وتبين أن العامل الطائفي يؤدي إلى أن كل القوى الطائفية مهما كان حجمها، حتى الصغيرة ستحظى بمقاعد في المجلس النيابي، لذلك فإنه لن يسمح لقوى مدنية من التسلل إلى المجلس النيابي. كما أن هذه الانتخابات تجري تحت صراع إيراني- سعودي وصل إلى حده الأقصى ما ينعكس على الداخل اللبناني، فالسعودية تحاول اليوم تجميع كل حلفاءها في لبنان في إطار لوائح موحدة، ويبدو أن حزب الله في المقابل يحاول تجميع كل حلفائه، ما يعني أن وسائل حادة جدا ستجري في هذه الانتخابات للسيطرة على السلطة في لبنان، أو على الأقل يحاول كل طرف أن يؤمن دعما يبعد شر الطرف الآخر عنه".
التفاصيل في الملف الصوتي المرفق في هذه الصفحة.
إعداد وتقديم: عماد الطفيلي