سبوتنيك. وعلى خلفية خطاب الرئيس الروسي أمام الجمعية الفيدرالية الروسية ، أجرت سبوتنيك الحوار الآتي مع العقيد المتقاعد فيكتور ليتوفكين حول هذا الموضوع.
الخبير العسكري أكد أن تنامي القوة العسكرية للدول لا يعني زيادة خطرها لأن الأمر كله يتعلق بكيفية استخدام الدول لتلك القوة العسكرية، فاذا تم استخدمها لحماية سيادة الدولة فهذا الأمر عادي جدا، ولكن في حال استخدموها في حروب عدوانية أو لتحقيق مصالح شخصية خارج حدود دولتهم فالأمر غير مقبول ابدا ويعد انتهاك للقوانين الدولية.
وأضاف الخبير أن هناك توازن واضح في الأسلحة النووية بين روسيا والولايات المتحدة بسبب معاهدة "ستارت" الجديدة، والتي تلزم الطرفين بتبادل المعلومات حول عدد الرؤوس الحربية والناقلات مرتين في السنة بالإضافة إلى الاتفاق على خفض الرؤوس النووية إلى 1550 رأساً، وتخفيض عدد الصواريخ البالستية العابرة للقارات، والصواريخ الباليستية التي تطلق من الغواصات والقاذفات الثقيلة إلى 700 وحدة. وفي روسيا الآن 527 ناقلة نووية، أما الولايات المتحدة فتملك حوال 620 ناقلة، كما تملك روسيا 1343 رأس حربي نووي أما الولايات 1444 رأس حربي نووي، فالأرقام متقاربة جدا.
ويردف الخبير قوله إن ما تم إعلانه في خطاب الجمعية الفيدرالية الروسية لن يؤثر في سياسات الغرب تجاه روسيا لأن أوروبا مرتبطة ارتباط وثيقا بالولايات المتحدة بسبب حلف الناتو. فالغرب قام بفرض عقوبات على روسيا ولكن في الوقت نفسه لا تزال الولايات المتحدة تقوم بمعاملات تجارية مع روسيا فعلى سبيل المثال شركة "أفيسما" الروسية لتصنيع التيتانيوم وقعت عقدا مع الولايات المتحدة لتوريد التيتانيوم الذي يدخل في صناعة طائرات شركة "البوينغ" الامريكية، بالإضافة إلى توريد محركات لصواريخ الفضاء إلى الولايات المتحدة. روسيا وردت وقود اليورانيوم لمحطات الطاقة النووية الأمريكية، حيث أن نصف محطات الطاقة النووية الأمريكية تعمل على من خلال اليورانيوم الروسي، والولايات المتحدة سنويا تكسب من خلال هذه المحطات حوالي 7 مليارات دولار، في حين أن أوروبا بفرضها العقوبات على روسيا تخسر سنويا 100 مليار يورو، وبهذا الفعل تحقق الولايات المتحدة هدفين الأول أضعاف روسيا والثاني أضعاف منافستها السياسية والاقتصادية أوروبا.
وتعليقا على مسألة بدء حرب باردة جديدة يؤكد العقيد المتقاعد فيكتور ليتوفكين أن سباق التسلح قد بدء بالفعل منذ عام 2002 عندما خرجت واشنطن من معاهدة الدفاع الصاروخي المضاد، مشيراً إلى أن تطوير الأسلحة الاستراتيجة كان بمثابة رد روسي على هذا الانسحاب.
وأضاف: روسيا تعمل على تطوير الأسلحة لضمان عدم مهاجمتها من قبل الناتو أو الولايات المتحدة، فبرأيه إن هذه الحرب هي حرب إعلامية وليست حرب باردة. وروسيا لن تنجر وراء سباق التسلح هذا، لأنه كان فيما سبق سبباً رئيسياً في انهيار الاتحاد السوفيتي.
وفي السياق نفسه يقول الخبير إن روسيا تنفق في المجالات العسكرية 50-60 مليار دولار سنويا في حين تنفق الولايات المتحدة مايفوق 700 مليار دولار وتليها الصين 270 مليار دولار ثم السعودية 170 مليار دولار وبريطانيا وفرنسا 70 مليار دولار، مؤكداً أن روسيا تطور أسلحتها بغرض حماية أمن مواطنيها فقط.