عن الأسباب التي دفعت السعودية إلى استبدال سفيرها في بيروت يقول الصحافي طارق ترشيشي مدير تحرير جريدة "الجمهورية"، لـ"سبوتنيك" إنه "لا يوجد مشكلة في عملية استبدال سفير السعودية وليد اليعقوبي، لأن الأسباب التي توافرت لدينا هو أن السفير وليد اليعقوبي كلف بمهمة في وزارة الخارجية في الرياض، فضلاً عن أن لديه ظروف خاصة تستدعي أن يكون في الرياض، لذلك لجأت الإدارة المعنية إلى تكليفه بمهمة في الرياض، والسبب الآخر هو أن السعودية تعتبر لبنان يمر بمرحلة مهمة مع الاستحقاق الانتخابي، لذلك كانت إعادة تكليف الوزير المفوض وليد البخاري برئاسة البعثة السعودية في لبنان".
وأضاف:"أحد أسباب إعادة تكليف الوزير المفوض البخاري هو خبرته التي راكمها في الشأن اللبناني خلال الفترة السابقة التي تولى فيها رئاسة البعثة الدبلوماسية السعودية بعد السفير علي عواض العسيري، هذه الخبرة تمكنه من مواكبة الاستحقاق النيابي في لبنان بنجاح خصوصاً أن المملكة تعتبر أن هذا الاستحقاق مهم بالنسبة لمستقبل لبنان على كل المستويات، والسفير البخاري بنى في لبنان شبكة علاقات واسعة مع مختلف أطياف السياسيين وهذا سيمكنه من النجاح في مهمته الجديدة وهو تكريس الصفحة الجديدة التي فتحت في العلاقات اللبنانية-السعودية وهي صفحة تقوم على انفتاح المملكة على مختلف القوى وكل المكونات اللبنانية وكل ألوان الطيف السياسي والطائفي والمذهبي في لبنان".
وأشار إلى أن المملكة أعادت تفعيل العلاقة مع رئيس الحكومة سعد الدين الحريري بما يمثل خصوصاً أنها تبدي منذ زمن طويل ارتياحا إلى العلاقة التي نسجها الرئيس الراحل رفيق الحريري مع المملكة، والذي أرسى نهج الاعتدال والوسطية في لبنان، وهذا نهج يؤكد مسؤولون في المملكة أنهم يرتاحون إلى التعاطي معه.
وأكد ترشيشي أن العلاقات بين المملكة والرئيس الحريري عادت إلى طبيعتها بعد المرحلة الأخيرة التي مرت وساد فيها بعض الشوائب، "ممكن القول أن الرئيس الحريري مرتاح إلى الوضع الجديد في هذه العلاقة، بمقدار ارتياح الجانب السعودي الذي يريد حسب المعلومات أن يكون التعاطي الجديد سواء من الرئيس الحريري أو من الآخرين يقوم على الاعتدال ويكون الهم الأساس الحفاظ على الاستقرار في لبنان لأن الاستقرار مهم للبنان مثلما هو مهم للملكة وكل دول الخليج". مشيراً إلى أن دعم المملكة للرئيس الحريري ولأي طرف في لبنان بهذا المضمار الغاية الأساسية منه ترسيخ الاستقرار في لبنان وأن يعبر الاستحقاق النيابي إلى آفاق جديدة تعزز هذا الاستقرار وتوسع دائرته، وتعيد للبنان دوره في المحيط العربي.
وخلال اجتماع وزير الخارجية جبران باسيل مع البخاري، أمس الإثنين، تم التأكيد على مشاركة السعودية الإيجابية في المؤتمرات الدولية المزمع عقدها من أجل لبنان، ومن جهته طالب وزير الخارجية جبران باسيل القائم بالأعمال في إطار هذا التوجه الإيجابي بحث القيادة السعودية لرفع التحذير عن سفر المواطنين السعوديين إلى لبنان.