وعلق بدر الدين، في تصريحات خاصة لـ"سبوتنيك" اليوم الأربعاء 14 مارس/ آذار، على ذلك بالقول: "التقديرات الروسية أقرب للدقة"، مشيرا إلى أن كثير من الدراسات توصلت إلى أن أعداد المنتمين لتنظيم "داعش" الإرهابي في أفغانستان تزايدت خلال الفترة الأخيرة بشكل ملحوظ، خاصة بعد فرار عدد من المقاتلين من مناطق الصراع في العراق وسوريا إلى هناك، سواء بهدف الاستقرار، أو بهدف جعلها مركزا للانطلاق إلى دول أخرى ومناطق جديدة.
وتابع: "الولايات المتحدة الأمريكية تدرك هذه المعلومات جيدا، وتعرف أن هناك أعداد كبيرة انتقلت من سوريا والعراق مباشرة إلى أفغانستان، وأن بعض هذه العناصر الإرهابية الخطرة اختار مناطق نزاع جديدة، سواء في مالي أو الصومال أو مصر، وكافة التقارير تشير إلى أن أمريكا كانت لها دورا في عمليات نقل هؤلاء الإرهابيين".
وأوضح الخبير في شؤون الجماعات الإرهابية، أن الفارق الكبير بين الإحصائين، الأمريكي والروسي، يمثل حجر أساس لما سوف تكون عليه النزاعات والمعارك بين الدول والتنظيم في السنوات القليلة المقبلة، إذا لم يتم التعامل مع هذا الأمر بجدية، فالأمريكي يقول إنهم 3 آلاف، ما يعني التقليل من قدر وقدرة وقوة التنظيم هناك، بينما يشير الروسي إلى أنهم 16 ألفا بالاحتياطي، وهو رقم مخيف، يجب العمل على تفكيكه والقضاء عليه فورا.
وكان مدير القسم الآسيوي الثاني بوزارة الخارجية الروسية، زامير كابولوف قال لـ"سبوتنيك": "الأمريكيون يبتعدون تدريجيا عن تقييماتهم السابقة عن عدم أهمية التهديدات الإرهابية من قبل ما يسمى بمسلحي "داعش" في أفغانستان.
وأضاف: "النائب الأول لمساعد وزير الخارجية لشؤون آسيا الوسطى إيليس ويلس يتحدث عن 3 آلاف مقاتل، لكننا نعتقد أن عدد المسلحين النشطين من "داعش" هو 6 آلاف، مع وجود احتياطي محتمل بـ10 آلاف آخرين".
وكان مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى أفغانستان أعلن أن روسيا تتوقع أن تشارك الولايات المتحدة في اجتماع "صيغة موسكو" بشأن أفغانستان، المزمع عقده في النصف الأول من عام 2018.
وتدهور الوضع في أفغانستان بشكلٍ ملحوظ خلال الأشهر الأخيرة، علما بأن المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى أفغانستان، نيكولاس هايسوم، أعلن في نهاية ديسمبر / كانون الأول 2015، أن نشطاء حركة "طالبان" المتطرفة، ومسلحي تنظيم "داعش" الإرهابي، الذين ظهروا أخيرا في البلاد، دخلوا في صراع مباشر فيما بينهم على النفوذ، للسيطرة على ثلاث محافظات أفغانية.