سلوك بريطانيا يذهل العالم

عثر في مساء الرابع من مارس/آذار في مدينة سولسبري الإنجليزية على رجل مسن كان مطروحا مغمى عليه.
Sputnik

وفي صباح الخامس من مارس، علم العالم أن هذا الرجل هو عميل المخابرات البريطانية سكريبال.

موسكو تتصدى لتحدي لندن

وكان سكريبال موظفا في جهاز المخابرات العسكرية الروسي وحصل على اللجوء في بريطانيا بعدما خرج من السجن الروسي.

وفي الثاني عشر من مارس، أعلنت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي أن سكريبال تعرض للتسميم عبر دس سم من إنتاج الاتحاد السوفيتي في طعامه.

والمثير للعجب أن حادثة تسميم عميل المخابرات البريطانية أصبحت الشغل الشاغل للقيادة السياسية البريطانية العليا. فقد خصص مجلس الأمن القومي البريطاني اجتماعه في الثالث عشر من مارس والذي ترأسته رئيسة الوزراء، لبحث ما يمكن بل يجب اتخاذه من إجراءات للرد على مرتكب تلك الحادثة.

ولم يندهش أحد عندما اتهمت رئيسة الوزراء البريطانية روسيا بارتكاب تلك الحادثة.

وفي ما يخص دوافع الزعيمة البريطانية من وراء اتهامها لروسيا، فقد اتضح أنها تريد أن تبدو صارمة وحازمة مع "روسيا التي تسعى إلى تخريب النظام العالمي"، وفقا لتعبير وزارة الخارجية البريطانية.

وأعلنت رئيسة الوزراء البريطانية أنها قررت إعطاء رد قوي بطرد 23 دبلوماسياً روسياً، وإلغاء الدعوة الموجهة إلى وزير الخارجية الروسي، وإحجام العائلة المالكة وممثلي الحكومة البريطانية عن الذهاب إلى روسيا لمشاهدة مباريات كأس العالم لكرة القدم.

ولا تنوي رئيسة الوزراء البريطانية التوقف عند هذا الحد، بل تريد أن ينبري العالم قاطبة لإيقاف "العدوان الروسي".

ولم يهمل العالم، بالطبع، عنتريات رئيسة الوزراء البريطانية. غير أن ردود أفعال الناس في أنحاء العالم اتسمت بالسخرية كما أشارت إلى ذلك تغريداتهم على مواقع التواصل الاجتماعي.

ويشار، مثلا، إلى أن ماي اخترعت سلاحاً كيميائياً لتستخدمه لتسميم بريطانيا.

ورأى الكاتب الصحفي فيكتور ماراخوفسكي أن سلوك بريطانيا أدهش العالم.

وعن أسباب الدهشة، قال الكاتب إن العالم اعتاد أن يرى بريطانيا رصينة، يحكمها العقلاء الذين يتحلون بالذكاء ولا يقعون في قبضة الانفعال، غير أنه يرى اليوم أن بريطانيا تتصرف تصرف مهرج السيرك.

 

مناقشة