سبوتنيك . تبدو غواصة "نوفوروسيسك"، من هذا المشروع، للناظر وكأنها ترقد بسلام في المياه، ولكن الحقيقة أن الضباط يعملون في الحجيرات الصغيرة بعيدا عن الأعين المتطفلة، كما تعمل مولدات الديزل والآليات العديدة.
وتبدأ الغواصة بمدخل عمودي ضيق، يؤدي إلى الحجرة المركزية، حيث يتم التحكم بجميع الأنظمة الأساسية، بالإضافة إلى أنظمة الرصد الصوتي المائي والملاحة ووحدات الاتصال. وهنا توجد "أعين" الغواصة — بريسكوب (منظار الأفق). كما توجد بالقرب من هذه الأنظمة خلف حاجز صغير لوحات التحكم بالأسلحة.
ومن الجدير بالذكر أن "نوفوروسيسك" الغواصة الأولى من أصل 6 غواصات من هذا المشروع. وتمت عملية إنزالها إلى المياه في حزيران/ يونيو من عام 2014. وصدرت بعدها غواصات "روستوف نا دونو" و"ستاري أسكول" و"كراسنودار" و"فيليكي نوفغورود" و"كولبينو". وكانت غواصة "روستوف نا دونو" الغواصة الأولى في تاريخ البحرية الروسية، التي أطلقت الصواريخ على عدو حقيقي. ففي كانون الأول/ ديسمبر من عام 2015، أطلقت صواريخ "كاليبر" من الغواصة على أهداف في سوريا.
وتمتلئ الحجرات في الداخل بالعجلات اليدوية لمحركات الصمامات والمقابض المختلفة، إلا أن استعمالها نادر، حيث أن التحكم بمعظم الأنظمة يتم بشكل آلي.
وتتميز حجرة محركات الديزل بهدير يصم الآذان ورائحة زيت المحرك المسخن. ويوجد في هذه الحجرة مولدان يعملان بالديزل، قدرة كل منهما 1500 كيلوواط. كما تشكل قوة محرك الدفع الكهربائي الرئيسي 5200 حصان.
وتحتوي "نوفوروسيسك" على حجرات معيشة صغيرة ولكن مريحة. ويزين الممر بين الحجرات بلوحة كبيرة لقلعة بطرس وبولس، التي قدمها وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو هدية لطاقم الغواصة. وتعلق على الجدار الآخر لائحة مذهبة تحمل أسماء أفراد الطاقم الأول وأيقونة أرثوذكسية.
وتحمل الغواصة على متنها طوربيدات ومجموعة من الألغام وصواريخ "كاليبر"، القادرة على ضرب الأهداف البحرية والبرية، بالإضافة إلى 6 طوربيدات أمامية من عيار 533 ملم من طراز "فسيادني".
وتستطيع غواصة "نوفوروسيسك" الغوص إلى عمق 300 متر، وتقدر على السير تحت سطح الماء بسرعة 20 عقدة.