وأكد عضو مجلس الشورى السعودي، أن تهديد الأمير محمد بن سلمان، خلال الأسبوع الماضي، بامتلاك السعودية السلاح النووي، حال مواصلة إيران تطوير الأسلحة النووية، هو تهديد جاد، لأن السعودية تعمل على امتلاك التكنولوجيا النووية، بمعاونة روسيا مثلاً ودول أخرى، ولكن لاستخدامها في النشاطات السلمية كالكهرباء وتحلية المياه وغيرها، ولكن إيران تستخدم النووي بشكل عدائي، من خلال تطوير الأسلحة.
من جانبه، قال الخبير في الشأن الأمريكي، الدكتور أيمن عبدالشافي، أستاذ العلاقات الدولية، إن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بشأن ثراء السعودية وحصول أمريكا على جزء من هذه الثروة في صورة صفقات أسلحة وفرص عمل، ربما أمر مستغرب لنا، ولكنه نجاح لترامب في بلاده.
وأضاف عبدالشافي، في تصريحات خاصة لـ"سبوتنيك"، أن ترامب رجل أعمال في الأساس، ويدرك جيداً أن نجاحه في الملف الاقتصادي يتوقف عليه مستقبله السياسي كله، خاصة أنه لبى المطلب الأهم لدى قطاع كبير من الأمريكيين، وهو تحجيم التورط الأمريكي في الحروب الخارجية.
وأوضح الأكاديمي المتخصص في الشأن الأمريكي، أن السعودية وأمريكا، متفقتان بشكل كامل على أن هناك مصالح مشتركة يمكن أن تتحقق من خلال صفقات الأسلحة الأخيرة، بالنسبة لأمريكا يستفيد ترامب من خلق المزيد من فرص العمل للأمريكيين، وهو أمر مطلوب بشدة داخل بلاده، كما أنه يتيح تعويض الأموال المنفقة في تصنيع الأسلحة.
وتابع: "وبالنسبة للجانب السعودي، تستفيد المملكة بشدة من صفقات الأسلحة الكبيرة، فمن ناحية يستطيع ولي العهد السعودي، أن يعمق علاقاته مع الولايات المتحدة الأمريكية، في ظل احتمالات انتقال السلطة إليه في وقت قريب، ومن ناحية أخرى تقوية القدرات السعودية في مواجهة التهديدات الإيرانية في المنطقة، لوقف امتداد النفوذ الإيراني".وكشف عبدالشافي، أن السبب الثاني — المتعلق بإيران — سيكون ورقة تلعب بها أمريكا لفترة طويلة، وستكون سببا في مزيد من صفقات شراء الأسلحة الأمريكية، لأنها تعرف جيدا كيف تدير وتوجه المخاوف السعودية من تنامي النفوذ الإيراني في منطقة الشرق الأوسط، خاصة مع تواجد طهران القوي في كثير من الملفات الشائكة، وأهمها سوريا واليمن.
والتقى ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، في واشنطن، مساء أمس الثلاثاء، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حيث استعرض ترامب قيمة الصفقات العسكرية بين البلدين، وأنواع الأسلحة التي يتوقع أن تزود بها إدارته الرياض.