الجمالية... عندما تكون المشاركة في الانتخابات "مسألة كرامة"

صفوف طويلة، تتراص أمام بوابات المدارس، التي تضم لجانا انتخابية في منطقة الجمالية، إحدى أعرق وأهم المناطق وسط القاهرة.
Sputnik

فتح أبواب الاقتراع لانتخابات الرئاسة المصرية
تشتد حرارة الجو فوق رؤوس الناخبين، ومعها تتزايد الأعداد، فهم يعتبرونها مسألة كرامة، فليس من المقبول لديهم أن تكون لجان مسقط رأس رئيس الجمهورية، خالية من المصوتين.

"بغض النظر عمن ستذهب إليه أصواتنا من المرشحين، نحن نؤمن أن الانتخاب واجب مقدس، ولن نتخلى عن هذا الواجب مهما حدث"… هكذا تقول الحاجة "ك"، إحدى قائدات السيدات في المنطقة، وتضيف "نطوف المنطقة لدعوة الناس للخروج والتصويت".

تنظم الحاجة "ك" أو أم زياد كما تناديها بعض السيدات، جولات على المحال التجارية والمنازل، في المناطق الأكثر عمقا في حي الجمالية، "نحث الناس على المشاركة، ولكننا لا نبذل الكثير من الجهد، فأهل الحي متعاونون تماما، وهم مقتنعون في الأساس، ما نفعله هو تحفيزهم للخروج فورا بدلا من الانتظار لوقت آخر".

أمام إحدى اللجان، تسمى لجنة الجمالية الثانوية للبنات، تفاجأ الجميع بإحدى الفرق الاستعراضية الشهيرة جدا، تنظم عرضا راقصا، لحث المواطنين على المشاركة في التصويت لاختيار رئيس الجمهورية للفترة الرئاسية من "2018 إلى 2022"، فتجمع العشرات حولها.

تقول زينب، وهي فتاة عشرينية، انتهت للتو من التصويت، إنها لم تخرج من بيتها للمشاركة في الانتخابات، إلا لممارسة حقها الدستوري، في اختيار رئيس الجمهورية الذي سيقود مصر خلال الفترة المقبلة، داعية الجميع إلى المشاركة في الانتخابات، للمساهمة في صناعة مستقبل مصر.

تعتبر زينب، وهي مهندسة ديكور، تقطن في منطقة الجمالية، أن المشاركة في الانتخابات ليست واجبا وطنيا فحسب، وإنما هي رسالة قوية للإرهاب، أن مصر لن تستسلم إلا بعد تطهير البلاد من كل الإرهابيين، وهي أيضا رسالة للعالم، أن مصر أقوى من أية أزمات تواجهها، وأقوى من المؤامرات التي تحاك ضدها وتديرها مخابرات دول أخرى بالخارج.

تنتظم الصفوف والطوابير أمام مقار اللجان الانتخابية، في مدارس الإمام وأمير الجيوش، ينظم المواطنون أنفسهم بأنفسهم، ولا يتعد دور الأمن والجيش هناك إلا الإشراف والتأكد من أمن وسلامة الجميع، "هذا المظهر الحضاري يماثل الانتخابات في أكثر الدول ديمقراطية في العالم"، يقولها الحاج سليم، صاحب محل لبيع قطع الغيار.

"هيئة الانتخابات المصرية" تطلق حسابين على "فيسبوك" و"تويتر"
"العالم كله يجب أن يشاهد هذا المشهد المتحضر، ليتوقفوا عن الحديث عن الديمقراطية الغائبة، فالشعب المصري يضرب مثالا رائعا اليوم في التمسك بالديمقراطية وحقوقه الدستورية في الانتخاب والترشح أيضا"… يؤكدها الحاج سليم، بينما يشير لأصدقائه وأبناء منطقته بإصبعه الملون بالحبر الفسفوري، كدليل على مشاركته وتصويته في الانتخابات.

وتجري الانتخابات، التي بدأت اليوم الاثنين 26 مارس/ آذار، وتستمر مدة 3 أيام، لاختيار رئيس لجمهورية مصر العربية من بين مرشحين اثنين، هما الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي، والمهندس موسى مصطفى موسى رئيس "حزب الغد".

وتشهد اللجان حالة غير مسبوقة من التأمين، حيث تشدد القوات المسلحة المصرية وقوات الشرطة من إجراءاتها الأمنية حول اللجان، لضمان استمرار العملية الانتخابية دون أية معوقات، وكذلك لطمأنة المواطنين من عدم وجود أي خلل أمني.

يذكر أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي ينافس على مقعد الرئاسة لفترة ثانية، أدلى بصوته في أول لحظات فتح لجان الانتخاب، في نفس اللجنة التي صوت فيها رئيس مجلس الوزراء، وهي لجنة الشهيد مصطفى يسري.

مناقشة